أسرار جلوس بن سلمان بجانب بوتين خلال افتتاح المونديال.. رسائل وتحولات!
يعدّ ظهور ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، علناً، إلى جانب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال افتتاحية كأس العالم بمثابة انعطاف جيوسياسي، وأرسل عدة رسائل للداخل السعودي والخارج، بحسب ما رأى الباحث في معهد دراسات العالم العربي والإسلامي في جامعة أيكس-مارسيليا الفرنسية، رولان لومباردي.
وأوضح الباحث أن بوتين كان يريد إيصال عدة رسائل خلال اللقاء، موضحاً أنّ العلاقات بين روسيا والسعودية كانت معقدة، فهما خصمان جيوسياسيان في منطقة الشرق الأوسط منذ عقود.
وتابع لومباردي: “وقد اضطرت الرياض في الوقت الحاضر إلى إعادة النظر في العداء التاريخي مع موسكو. ومع الضعف الذي مس اقتصادها وسياستها، إلى جانب الإخفاقات المتتالية التي صاحبت سياسة الرياض بالمنطقة في ظل تنامي الدور الروسي بالشرق الأوسط (خصوصاً في سوريا)، وجد السعوديون أنفسهم أمام فرصة للتعاون مع روسيا. وقد توقعت هذه العملية خلال شهر كانون الأول سنة 2015”.
وأضاف: “ومنذ تلك الفترة، تحسنت العلاقات بين البلدين بشكل كبير، حيث أدى الملك سلمان زيارة إلى روسيا (وهي زيارة تاريخية) خلال شتاء سنة 2017. وقد اتفقت كل من موسكو والرياض على الترفيع في أسعار النفط. أما فيما يتعلق بالشأن السوري، فيساعد السعوديون في الوقت الحاضر الروس لإيجاد حل سياسي، ووافقوا على إبقاء الأسد في السلطة”.
وبحسب لومباردي، فإن الحضور اللافت لبن سلمان إلى جانبر بوتين، يؤكد الانعطاف الجيوسياسي ويحمل في طياته عدة رسائل. ففي المقام الأول، أراد بن سلمان أن يؤكد للعالم أجمع أنه ما زال حياً وفي صحة جيدة، رداً على الإشاعات التي شككت في ذلك. كما بعث ظهور بن سلمان إلى جانب القيصر الروسي، برسالة إلى خصومه داخل المملكة وخارجها، مفادها أنه ليس حليفاً فقط لترامب، وإنما يمكن أن يكون هناك تعاون بين روسيا والرياض وليس حكراً على واشنطن فقط.
أما بالنسبة إلى بوتين، فقد نجح في التأكيد مرة أخرى للجميع أنه يتواصل مع الجميع ولا يعاني عزلة، ويبدو أن سيد الكرملين يعمل أيضاً على توجيه رسالة إلى “حلفائه” الإيرانيين، ما يعكس نيته إعادة النظر في علاقته بإيران، وفقاً للباحث.