“لعنة سوريا” ستلاحق إيران: “حزب الله” جديد يولد.. والأسد سيؤذي طهران!

 
حذّر البروفيسور المساعد في جامعة أوتاوا، توماس جونو، من أنّ تدخل إيران في سوريا سيرتدّ سلباً عليها، على الرغم من أنّ بقاء نظام حليفها الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم “مضمون عملياً”.

ورأى جونو أنّ إيران بتدخلها في سوريا جُرَّت إلى “ورطة لا تلوح نهايتها في الأفق”، مبيناً أنّها مضطرة إلى البقاء في سوريا لسنوات، وربما لعقود، إلى جانب روسيا، لدعم نظام الأسد.

وفي ما يتعلق بالمكاسب التي حققتها إيران، أوضح جونو أنّ ضباطها استحكموا في صفوف الجيش السوري واكتسبوا نفوذاً واسعاً على القوات الموالية للأسد، متوقفاً عند المقاتلين المدعومين إيرانياً، “الذين يلعبون دوراً حاسماً في جهود النظام الهادفة إلى لجم المعارضة”.

وسياسياً، رجح جونو أنّ بقاء “قوات الدفاع الوطني”، وهو تحالف من المقاتلين المحليين المدعومين إيرانياً، في سوريا بعد انتهاء الحرب، متحدثاً عن احتمال تشجيع طهران، المتأثرة بنموذح “حزب الله”، هذه المجموعة على تشكيل حركة سياسية، كما هو الحال مع الحزب المذكور في لبنان. 

وتابع جونو بأنّ جهود إيران على هذا المستوى قد بدأت فعلاً، كاشفاً أنّ “قوات الدفاع المحلي” في حلب، وهو تحالف آخر يضم عدداً من المجموعات التي تدعمها طهران، بدأ يقدّم خدمات اجتماعية هناك منذ استعادة الجيش السوري السيطرة على المدينة. 

توازياً، أكّد جونو أنّ آلاف المقاتلين المدعومين إيرانياً سيظلون أداة مفيدة بالنسبة إلى طهران لبسط نفوذها في سوريا بعد انتهاء الحرب وفي العراق وأفغانستان وباكستان، مشدداً على أنّ التدخل في سوريا أكسب طهران خبرة قتالية كبرى.

في المقابل، حذّر جونو من أنّ تدخّل إيران في سوريا كان مكلفاً، معتبراً أنّ دمشق لن تعود إلى ما كانت عليه قبل العام 2011، ومتخوفاً من أنّ الأسد يواجه معارضة مستمرة ومن أنّ دمشق ستواصل صب تركيزها على تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار.

وأضاف جونو بأنّ سوريا مثّلت الحليف الوحيد لإيران وشريكها الأساسي في الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة، مستدركاً بأنّ ضعف الأسد سيضر بقدرة إيران على بسط نفوذها في المنطقة.

في السياق نفسه، رأى جونو أنّ المكاسب التي حققتها روسيا جاءت على حساب إيران جزئياً، ملمحاً إلى إمكانية حصول توترات بينهما، ومنبهاً إلى تفهم روسيا للمصالح الإسرائيلية والسعودية واستعدادها للتفاوض مع الولايات المتحدة.

جونو الذي اعتبر أنّ المكاسب التكتيكية العسكرية التي تحققها إيران وحلفاؤها منذ العام 2015، لا ترقى إلى مستوى الانتصار بالحرب، شدّد على أنّ الأسد ليس قوياً بما فيه الكفاية لإبعاد المعارضة، مشيراً إلى أنّ ليس هناك ما يوحي بأنّه يتمتع بالقدرة أو يبدي استعداداً لقيادة عملية إعادة إعمار البلاد.

ختاماً، حمّل جونو إيران وروسيا مسؤولية الدمار الحاصل في سوريا، مبيناً أنّ إعادة الإعمار ستكلف مئات المليارات التي لا تملكها لا سوريا ولا إيران ولا روسيا والتي يتردد المجتمع الدولي في تأمينها.

وعليه، خلص جونو إلى أنّ إعادة إعمار البلاد ستكون صعبة جداً.

(“لبنان 24” – WP) 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!