أفخاخ أميركية ـ اسرائيلية لادخال لبنان في “مسلسل طويل” من المفاوضات!

كتب محمود زيات في “الديار”: مجددا، تعود الرسائل الاميركية وبنشاط، لتحرك ملف ترسيم الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية المحتلة، بالتزامن مع اطماع اسرائيلية تطل من حين لآخر، على خط البلوكات النفطية البحرية للبنان، فيما يجري التسويق لما تحمله الاجندة الاميركية ـ الاسرائيلية، بتوريط لبنان بمفاوضات مباشرة.

وفي رأي اوساط متابعة لملف الاطماع الاسرائيلية، فان الموقف الرسمي للبنان حول كيفية التعامل مع ملف حيوي يتسم بالطابع الاستراتيجي، ترجمه “اللقاء الثلاثي” في بعبدا على رؤية مشتركة للتمسك بحقوق لبنان في بره وبحره وبثرواته النفطية والغازية، في ضوء تصاعد التهديدات الاسرائيلية باستئناف اعمال بناء الجدار الاسمنتي.

وتلفت الاوساط، الى ان فتح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من جديد، صفحة “الجدار الاسرائيلي” والاطماع بالثروات النفطية للبنان استحضر “الترويكا” التي “دُفِنَت” مرات ومرات في العهود الرئاسية المتعاقبة، لتعود بحلة جديدة فتنشط على خط الملفات الاكثر سخونة.

وتُبدي الاوساط خشيتها من الافخاج الاميركية ـ الاسرائيلية، الهادفة الى ادخال لبنان في “مسلسل طويل” من المفاوضات، لا تضمن للبنان الحفاظ على حقوقه. اي مفاوضات يُزَجُّ اليها لبنان ستكون مفاوضات من دون سقف زمني، الامر الذي سيعطل كل الخطط التي يعدها لبنان، لاستخراج نفطه من البحر، ما يعني ان ربط مصيره بمصير المفاوضات التي قد تبدأ..ولا تنتهي، يشكل مصلحة اسرائيلية مباشرة.

وثمة مخاوف لدى بعض الاوساط من ان تسعى الادارة الاميركية التي اوفدت الى المنطقة كبار المنظرين للمصالح الاسرائيلية في الشرق الاوسط، لمفاوضات تُنهي النزاع، بما يتوافق مع المصلحة الاسرائيلية. والمؤسف، تقول الاوساط، ان لبنان ما زال ملتزما الصمت حيال الخروقات الفاضحة التي يرتكبها الاحتلال في ما خص ملف “القسم الشمالي” من بلدة الغجر.

وتخلص الاوساط الى انه بالرغم من هزالة الواقع السياسي اللبناني داخل مؤسسات الدولة وخارجها، فان كل الحسابات الاسرائيلية والاميركية المتعلقة بملف ترسيم الحدود، ستصطدم بالموقف اللبناني المستند الى رقم صعب في معادلة المنطقة بات من المستحيل القفز فوقه، فـ “حزب الله” وما يمثل من قدرات عسكرية سيكون خط الدفاع الاول والاخير للبنان الرسمي، في مواجهة اي خطوات تصعيدية اسرائيلية  ذات طابع عدواني.  

 

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى