مسابقة ملكة جمال أميركا تودّع “البيكيني”
مسابقة ملكة جمال أميركا تودّع “البيكيني”
يارا نحلة
في السابق، كان الصعود إلى المسرح باللباس البحري والكعب العالي يعدّ أحد طقوس مسابقة “Miss America”، شأنها شأن كافة مسابقات الجمال من حول العالم، وذلك لكي يتسنى لفرقة التحكيم والجمهور أن يحكما على جمال أجسادهن. وبعد حوالي قرنٍ من توارث هذا التقليد “الرجعي”ّ، أدركت المسابقة أن الوقت قد حان لإلغاء فقرة “البيكيني”، بالإضافة إلى فقرة فساتين السهرة.
و
وتأتي هذه الخطوة في صحوة عصر “الصواب السياسي” وحركة “Me Too”. وقد أقرّت كارلسون بفرض هذه التغييرات إستجابة لحملة Me Too، التي كانت كارلسون جزءاً منها، إذ قامت بالإدعاء على المدير السابق لقناة Fox News بشكوى تحرّش جنسي، ما أسفر عن إستقالته بعد مدّة قصيرة. وعن هذا الحراك، قالت كارلسون: “نشهد في وطننا ثورة ثقافية حيث تجد النساء الشجاعة للدفاع عن أنفسهن ورفع أصواتهن في العديد من القضايا”. ثمّ أعربت كارلسون عن إفتخار Miss America “بالإنضمام إلى هذا الحراك الهادف إلى تمكين المرأة”.
تحمل مقولة كارلسون الأخيرة بعض المبالغة، إذ أن إسقاط فقرة البيكيني ليس كافياً لتحويل مسابقة جمال إلى حدثٍ تحرري وتقدمي. والمسابقة التي تبلغ 97 عاماً من العمر دأبت، طوال هذه الفترة، على إستثمار جمال النساء، محافظةً على تقاليدها المدرّة للمال. وإذا ما كان يجوز إسقاط البُعد النفسي للجمهور العربي، فإن فقرة البيكيني قد تكون السبب الوحيد لمتابعة المسابقة من قبل نسبة كبيرة من المشاهدين.
أما اليوم وقد تحرّكت الرمال من تحت أقدام المجتمع الأبوي، تهرع “Miss America” إلى ركوب موجة التغيير، مؤمنةً لنفسها مكاناً في الواقع الاجتماعي الجديد.
لكن من جهةٍ أخرى، شهدت منظمة Miss America نفسها حركة تغيير داخلية. فقد عُينت كارلسون بعد إستقالة أعضاء من الإدارة، في بداية هذا العالم، على خلفية تسريب رسائل إلكترونية تظهر إهانتهم وتحقيرهم لمشاركات سابقات عبر ذمّ ذكائهن ومظهرهن الخارجي وحياتهن الجنسية. وبعد هذه الحادثة، أصبحت هيئة إدارة المنظمة تتألف من النساء حصراً.
وليست Miss America الوحيدة التي تتجه الى تحديث صورتها لتتناسب مع توجهات العصر. فعلى الجانب الذكوري من المسابقات التنافسية، أقدمت Formula One على الإستغناء عن الـ grid girls، وهن عارضات الأزياء اللواتي يرتدين ملابس كاشفة ويقفن كزينة داخل حلبة السباق. وقد أنهت المسابقة بذلك تقليداً دام لستة عقود. وليست الإستعانة بعارضات أزياء في المسابقات الرياضية التي تحتفي بقوة الجسد الذكري حكراً على Formula One، بل تشاركها في ذلك العديد من المنافسات الرياضية كمباريات الملاكمة وسباق الدراجات الهوائية والدراجات النارية، وبعض الالعاب الرياضية الأخرى.