“عامل ديليفري” وطالبة تستغيث داخل “فواييه”
كان السكون يعمّ مبنى مخصّصاً لسكن الطالبات في بيروت، حين خرقه صراخ فتاة جامعيّة تطلب النجدة وتستغيث. وحده الناطور كان الأسرع لتلبية نداء الإستغاثة، فيما المشهد الذي صادفه لا يغيب عن باله. طالبة أجنبيّة تركع على الأرض بثيابها الممزّقة و”عامل الديليفري” يخرج من غرفتها مرتاباً.
تقيم المدّعية “ب.د” في بيت للطلبة “فواييه” في محلة السوديكو، فيما يعمل السوري “طراد.د” (مواليد 1995) كعامل توصيلات في أحد المتاجر القريبة. وكان أن طلبت الطالبة ليلاً عبر الهاتف، بعض الأغراض من السوبر ماركت التي يعمل فيها المتهم، ولدى قيامها بفتح باب غرفتها لاستلام الطلبية، قام “عامل الديليفري” بدخول الغرفة عنوة وألقى بها على السرير محاولاً اغتصابها، وازاء مقاومتها عمد الى ملامسة جسمها رغماً عنها فبدأت بالصراخ.
حاول الشاب إسكات الفتاة واضعاً يده على فمها، إلّا أنّها تمكّنت من الإفلات منه، توجهت الى الباب، فتحته وراحت تصرخ بأعلى صوتها طالبة النجدة. سمع الناطور نداء الإستغاثة فسارع للمساعدة وإذ به يشاهد ما لم يتوقعه.
يفيد حارس المبنى أنّه سمع صراخاً مصدره شقّة في الطابق العلوي في داخل المبنى حيث يعمل، فركض نحو مصدر الصوت وإذ بالطالبة الأجنبيّة “ب.د” تصرخ وتبكي راكعة على الأرض وهي في حالة مزرية، مشيراً الى أنّه شاهد آثار تمزيق على تنورتها وقميصها، كما شاهد المتهم يخرج مسرعاً من غرفتها وكان مرتاباً وعلامات التوتّر بادية عليه.
أوقف “طراد” من قبل دوريّة أمنيّة على الفور، فاعترف خلال التحقيق الأوّلي بمحاولته اغتصاب “طالبة الفواييه” وبإقامته على الأراضي اللبنانية بصورة غير شرعيّة، الا أنّه عاد وأنكر أمام قاضي التحقيق والمحكمة التهمة المنسوبة اليه، زاعماً أنّه قام بإيصال الطلبية فقط ولم يدخل غرفة الزبونة.
بسماع الطالبة وهي من جنسيّة أجنبية بعد الإستعانة بأحد رتباء التحقيق للترجمة، تعرّفت على “طراد.أ” وأعادت تفاصيل ما حدث معها.
محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي سامي صدقي اعتبرت أن المتهم أقدم بالإكراه والعنف على ارتكاب فعل منافي للحشمة بحق المدّعية وقد حال دون اتمام فعله صراخها ومقاومتها، وخلصت الى انزال عقوبة الأشغال الشاقة به بعد التخفيض، الى سنة وأربعة أشهر مع احتساب السنة السجنية تسعة أشهر والشهر عشرين يوماً.