هل حقاً يمكن الوقاية من السرطان؟إليكم الحقيقة الطبية!!

هل حقاً يمكن الوقاية من السرطان؟إليكم الحقيقة الطبية!!

هل حقاً يمكن الوقاية من السرطان؟ هل يمكن التعامل مع بعض العوامل والمسببات البيئية والغذائية والنفسية للتقليل من خطر الإصابة بالسرطان؟ تعتبر نسبة السرطان في لبنان الأعلى في منطقة الشرق الأوسط، إذ ارتفعت نسبة الإصابة به على نحو لافت في السنوات الأخيرة. لكن السؤال: هل يمكن تفادي السرطان في بعض الحالات؟ اليكم كل ما يجب ان تعرفوه عن انواع السرطانات وكيفية الوقاية منها.

يركّز الطب الوقائي العام على تعزيز الصّحة والوقاية من الأمراض والاهتمام بصحة المجتمعات، وكما بات معروفاً تبقى الوقاية خيراً من العلاج.

في أكثر من 50٪ من الحالات حول العالم، يكون السرطان نتيجة عوامل يُمكن تغييرها. فعلى سبيل المثال، الشمس والهورمونات وتعاطي التبغ والنظام الغذائي وممارسة الرياضة والبدانة والمهنة والعلاقة من دون وقاية والعدوى… كلّها عوامل يُمكن إدارتها والتحكم بها بطريقة تؤدي إلى التقليل من خطر الإصابة بالسرطان (الذي يحدث عشوائيًا بنسبة 85٪، ووراثيًا بنسبة 15%) وذلك بأفضل طريقة ممكنة.

كيف يمكن التقليل من خطر الإصابة؟

يُشكّل التبغ وحده نسبة 1/3 من كلّ أسباب الوفاة بسبب السرطان لاحتوائه على 69 مادة مُسرطِنة معروفة. وبالتالي، فإنّ الإقلاع عن التدخين يمكن أن يقلّل من الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 50٪ في غضون 10 سنوات.

كذلك، انّ التقليل من استهلاك اللحوم الحمراء، وتناول الحبوب الكاملة، وتجنّب انخفاض مستويات الكالسيوم، تحدّ من خطر الإصابة بسرطان القولون (ويبدو أيضًا أنّ الحفاظ على مستوى طبيعي من الفيتامين “د” هو أمر وقائي). كما أن استهلاك الطماطم قد يساعد على التقليل من خطر الإصابة بسرطان البروستات.

انواع السرطانات وخصائصه

يُعتبر سرطان القولون Colon cancer النوع الأكثر شيوعًا من بين أنواع السرطان التي تُصيب الجهاز الهضمي. تتعدد عوامل المرض ومسبباته ويبقى أهمها العوامل الوراثيّة اضافة الى العوامل البيئيّة والنظام الغذائي وحالات الالتهابات التي تصيب الجهاز الهضميّ. تشكّل العمليّة الجراحيّة طريقةَ العلاج النهائيّة . ويُمكن أن يعاني المريض من نزف المستقيم وألم في البطن وتغيّر في عادات الأمعاء وانسداد معويّ. ويتم استخدام العلاج الكيمياوي بدلاً من العمليّة الجراحيّة كعلاجٍ معياريّ للمرضى المصابين بسرطان القولون والمُستقيم النقيليّ.

سرطان البروستاتة Prostate cancer : هو السرطان غير الجلديّ الأكثر شيوعًا لدى الرجال في الولايات المتحدة. في هذا النوع من السرطان، يعاني المريض من مشاكل في البول أو من حصر البول ومن ألم في الظهر ومن بيلة دمويّة . ولا يُمكن لأيّ مستوى يسجّله المستضد البروستاتيّ النوعيّ PSA أن يضمن غياب هذا السرطان، لذلك تبقى الخزعة الفحص الأفضل لتحديد التشخيص.

أما علاجه فيكون عبر استئصال البروستاتة بشكلٍ جذريّ أو من خلال العلاج الإشعاعيّ . وبحسب الافتراضات، فإنّ العامل الوراثي والنظام الغذائيّ والهورمونات قد تكون كلّها من مسبّبات هذا المرض.

سرطان الثدي: يُشَكّل سرطان الثدي ثلاثين في المئة من مُجمَل أنواع السرطانات عند النساء، وهو المُسَبِّب الأول للموت في البلدان غير النامية حيث يحتل المرتبة الثانية بعد سرطان الرئة في تلك البلدان. وفي ما يُقارِب العشرين بالمئة من الحالات، يكون سرطان الثدي وراثياً.  

أمّا العوامل المُسَبِّبة لهذا المرض فتتمثل بالآتي: العمر، عدم الإنجاب، الحملْ الأول في عمر مُتَقَدِّم، والمرحلة الأولى من البلوغ، وسن اليأس (أو انقطاع الحَيض) الذي يأتي متأخّراً، والعلاج بالهورمونات، اضافة إلى البدانة.

من الضروري إستشارة الطبيب عند وجود ورم غير مُنْتَظِم في الثدي ، صلب وجامد. يعتبر إجراء صورة أشعة للثدي مَوْضِع جَدَل، إلاّ أنّه يُنْصَحُ بها بعد سن الأربعين في أوروبا لجميع النساء، وبعد سن الخمسين في الولايات المتّحدة، كُلْ سنتين، على أن يتوقَّف هذا الأمر بعد الخامسة والسبعين.

وفي لبنان، يزداد خَطر الإصابة بسرطان الثدي، ولا بُدَّ من إجراء صورة شعاعيّة للثدي كل سنتين بدءاً من سن الأربعين. تعود خطورة سرطان الثدي الى حجم الورم ومدى انتشاره، وإصابة الغدد اللمفويّة. أمّا نجاح العلاج أو فشله، فمرتبط بالمرحلة التي بلغها السرطان. ومن المؤكّد أن التشخيص المُبْكِر للسرطان يُعطي أفضل الفُرَص لعلاجه والشفاء منه.

تلعب الرياضة دورا مهماً في التقليل من الإصابة بسرطان الثدي. كذلك من المهم الإشارة الى ان الأشخاص البدناء هم أكثر عرضةً للإصابة بسرطان بطانة الرحم والقولون وبسرطان الثدي في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث. وفي حالات قليلة، يتوجب استئصال الثدي بعد إجراء فحص سرطان الثدي BRCA بهدف حماية المريض من سرطان الثدي عندما يكون أحد أفراد عائلته قد سَبَقَ أن أصيب بالمرض.

سرطان المريء Esophageal cancer

يعاني المريض من عُسر البلع وخسارة الوزن وفَقر الدَّمِ النَّاجم عن عَوَز الحديد، وذلك بسبب النزف والسّعال المتواصل والبحّة في الصوت. وعادةً ما تكمن طرق العلاج في استئصال الغشاء المخاطيّ بشكلٍ جزئيّ أو كامل، واستئصال المريء (الجزئيّ أو الكامل) ، والعلاج الكيمياويّ الإشعاعيّ قبل الجراحة، وإخضاع المريض للعلاج الكيمياوي الإشعاعي بصورةٍ نهائيّة في المراحل الممتدّة من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثالثة.

أما في المرحلة الرابعة، فيخضع المريض للعلاج الكيمياويّ الجهازيّ حيث يتلقّى العناية الملطّفة والداعمة.

سَرَطانةُ الخلايا الكَبِدِيَّة Hepatocellular carcinoma

تُصيب عادة المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد الكامنة والمزمنة ومن تشمّع الكبد. وتُعتبر السّببَ الثالث الرئيسيّ للوفيات المرتبطة بالسرطان في كلّ أنحاء العالم. علماً ان خطر الإصابة بهذا المرض يتزايد مع مرور الوقت. يتم اكتشاف الورم من خلال الفحص الروتينيّ بصورةٍ عامة ويخضع المريض أيضًا للدراسات المختبريّة والتصوير الطبّي.

تشكّل عمليّة أخذ عيّنة من آفةٍ مشبوهة موضوعَ الجدل المستمرّ ، لذلك لا يزال الزّرع هو الخيار الأفضل لأولئك المرضى.

إضافةً إلى ذلك، يزيد الكحول من خطر الإصابة بسرطان المريء والكبد مثل سرطانة الخلية الكبدية Hepatocellular Carcinoma التي يُسبّبها أيضًا التهاب الكبد ب/ج. وبالتالي، يتوجب على موظفي الرّعاية الصّحية والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 59 عامًا والذين يعانون من مرض السّكّري، إجراء لقاح التهاب الكبد “ب” (الذي يُقلّل من خطر الإصابة بسرطانة الخلية الكبدية).

سرطان المعدة Gastric cancer

يشكّل سرطان المعدة السّببَ الرابع الأكثر شيوعًا للوفيات المرتبطة بالسرطان في العالم. ويبلغ متوسّط العمر الذي يتمّ به تشخيص هذا المرض، 68 عامًا. أما علاماته وأعراضه فتشمل: عُسر الهضم والغثيان والقيء وعُسر البلع وفقدان الشهية وخسارة الوزن والتغوّط الأسود.

يخضع المريض لجراحة يتم إجراؤها استنادًا إلى الموقع والحجم وخصائص الورم الغزويّة المحلّيّة، اضافة الى العلاج الكيمياوي، والعلاج بالمواد الجديدة المساعدة والعلاج الملطّف.

وتجدر الإشارة إلى أنّ نحو 18٪ من حالات الإصابة بالسرطان تُعزى إلى العدوى. ومن هنا، يُقلّل لقاح فيروس الورم الحليمي البشري HPV من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، اضافة إلى الوقاية خلال العلاقات الجنسية. وتزيد الملوية البوابية H. pylori من خطر الإصابة بسرطان المعدة، ومن المهمّ جدًا معالجتها.

سرطان ميلانوما Melanoma الجلديّ

هو ورم ينتج من تحوّل خبيث في الخلايا الميلانينيّة. ويسجّل معدّلُ البقاء النسبيّ لخمس سنوات بالنّسبة إلى المرضى الذين يكونون في مرحلة الصفر، نسبةَ 97% مقارنةً مع حوالى 10% بالنّسبة إلى أولئك الذين يكونون في المرحلة الرابعة . تشمل خصائص الميلانوما اللاّتناظر والحواف غير المنتظمة وتغيّر اللّون ويكون القطر أكبر من 6 مم والسطح مرتفع ما يستدعي اجراء جراحة استئصال للورم.

لذلك تؤدي الوقاية من الشمس إلى نسبة إصابة أقلّ بسرطان الجلد.

وإزاء كل ما قيل، يظهر جلياً ان تعديل نمط حياتنا يجعلنا نعيش حياة أطول وبخطر إصابة أقل بمرض السرطان. احيانا لا نحتاج سوى الى الوقاية من عوامل بيئية ونفسية وغذائية لمحاربة السرطان بطريقة صحية وطبيعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى