كيف ستعيد الدولة العالقين في العراق؟
صدى وادي التيم : لبنانيات /
على خلفية الإسرائيلي على إيران، وتبادل إطلاق النار المستمر بين الجانبين منذ فجر الجمعة الماضي، أغلق العراق مجاله الجوي وعلّق حركة الطيران في جميع مطاراته، باستثناء مطار البصرة الدولي الذي أُبقي عليه مفتوحاً بشكل جزئي.
وعلى الأثر، علِق مئات اللبنانيين هناك، دون أي خطوة جديّة حتى الآن لإجلائهم أو إيوائهم. وناشدت «لجنة متابعة زوّار العراق»، المسؤولة عن تنظيم ومتابعة شؤون الزوار القادمين إلى العراق، الرؤساء الثلاثة «الضغط لفتح المجال الجوي في العراق وتسهيل عودتنا إلى أرض الوطن بعد أن تقطّعت السّبل بنا، وبتنا نعيش ظروفاً صعبة، ولم يعد لدينا أموال ولا حجوزات في الفنادق، ومعنا العديد من الأطفال وكبار السن والمرضى».
يأتي ذلك فيما الجانب العراقي منشغل بتأمين عودة رعاياه العالقين في الخارج. وتتحدّث مصادر عن «اتصالات مع شركة طيران الشرق الأوسط (الميدل إيست) لتأمين عودة اللبنانيين من العراق عبر مطار البصرة».
لكن هل تخاطر «الميدل إيست» وتحلّق في الأجواء العراقية في هذه الظروف الحساسة؟ وإلى أي حد «ستُحلّق» أسعار تذاكر السفر مع ارتفاع مستوى الخطر على شركات التأمين إذا قررت الشركة إجلاء اللبنانيين؟، إذ لم تعطِ «الميدل إيست» جواباً بعد.
عدد اللبنانيين
القادمين من
إيران إلى العراق بعد الهجمات لا يتعدّى ستين فرداً
بدورها، تعمل الدولة اللبنانية على «إحصاء عدد العالقين في العراق من خلال التواصل مع أصحاب الحملات الدينية»، كما يقول السفير اللبناني في العراق علي الحبحاب، مقدّراً أن «عددهم يفوق 350 مسافراً، كون ثلاث طائرات للميدل إيست، كانت في صدد التوجه من العراق إلى لبنان قبل أن تتدهور الأوضاع الأمنية وتُلغى الرحلات الثلاث، علماً أن سعة الطائرة الواحدة تبلغ 120 راكباً».
إلّا أنه يُرجَّح أن العدد أكبر من ذلك بكثير، باعتبار أنّ هناك خطوط طيران أخرى تتولّى نقل الركاب، مثل «الطيران العراقي»، إضافة إلى ركاب قرروا العودة بعد بدءالإسرائيل، ولم يحجزوا تذاكرهم بعد.
العودة أو الانتظار؟
أمام اللبنانيين العالقين في العراق حلّان، إما العودة أو الانتظار، و«نحن ننصحهم بالانتظار، لكن يبقى هناك بعض المسافرين المُجبرين على العودة فوراً»، بحسب الحبحاب.
وطريق العودة «يقوم على التوجه براً إلى الأردن واستخدام مطار الملكة علياء الدولي للعودة إلى لبنان، أو التوجه براً إلى إسطنبول في رحلة تستغرق 30 ساعة من العراق، ومنها إلى مطار بيروت الدولي.
وهناك فئة تستخدم مطار البصرة الذي يبعد عن مطار بغداد الدولي حوالى 450 كم، ويسيّر رحلات إلى دبي، وتعمل فيه شركات طيران عراقية وكويتية مبدئياً».
لكن، تجنّباً لعناء السفر في البرّ وقطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مطار يواصل تسيير رحلاته إلى لبنان، هناك من يفضّلون الانتظار وتمديد حجز الفندق، مع ما يحمله هذا الخيار من تكاليف تشمل كلفة المبيت والأكل بالحد الأدنى. حوراء مثلاً، تأجّلت رحلتها من الجمعة الماضي مرّتين مع استمرار إغلاق الأجواء العراقية، ولا تعرف كم ستكفيها الأموال المتبقية لديها، لذلك «على الدولة تحمّل مسؤوليتها في إجلائنا إلى بلدنا أو إيوائنا حيث نحن».
وفي هذا الإطار، يشير الحبحاب إلى «بعض المبادرات التي انطلقت في نطاق ضيّق بالتنسيق مع العتبات المقدّسة لاستضافة العالقين في العراق، إلى جانب ما يقدّمه الخيّرون من شقق مفروشة لإيواء اللبنانيين، بينها بناء مؤلّف من 28 شقة في النجف لاستضافة أكثر من 80 لبنانياً، وآخر في كربلاء استضاف أكثر من 40».
وفيما يُتوقّع أن يرتفع عدد اللبنانيين العالقين في العراق مع الأخذ في الاعتبار الفئة التي تغادر إيران براً إلى العراق على وقع الهجمات الإسرائيلية، يلفت الحبحاب إلى أن «عدد اللبنانيين الواصلين من إيران بعد وقوع الهجمات لا يتعدى 60، أغلبهم من الطلاب».
علماً أن طريق العراق يكاد يكون الأساسي والوحيد أمام الراغبين في العودة من إيران، ما يستدعي ضرورة فتح المعابر الجوية العراقية أو تأمين وسيلة لإجلاء اللبنانيين العالقين في العراق