ابنة ضيعة الخلوات زينة سليم ..ابنة الحرف النقي، المجبولة من عبق التراث وأصالة اللغة ووهج الحداثة
صدى وادي التيم – ثقافة /
في زمنٍ شحيح بالنُدَر، برزت شاعرة وأديبة قلّ نظيرها، فصارت علماً من أعلام الحرف، وصوتاً بليغاً ينساب بين السطور كالنور في عتمة. هي ابنة الحرف النقي، المجبولة من عبق التراث وأصالة اللغة ووهج الحداثة، جمعت بين المواهب التي نادراً ما تجتمع في شخص واحد، حتى بدا كأن الزمن اصطفاها لتكون معجزةً أدبية في عمرٍ نضير.
رغم صغر سنها، نالت درجات عليا وشهادات مرموقة تشهد بعظمة سعيها وعمق فكرها. تحمل شهادات دولية وعربية متعددة في مجالات تمكين المرأة، الترجمة القانونية، التنمية البشرية، واللغات. كما حصلت على ماجستير أول في اللغة العربية، وتوسّعت بدراسات دقيقة في المحاسبة، إضافة إلى إتقانها لفنون التزيين والتجميل، لتبرهن أن المرأة قادرة أن تكون فكرًا وجمالًا، علمًا وإبداعًا، في آنٍ معًا.
في مسيرتها المهنية، جمعت بين الإعلام والثقافة والتعليم والعمل الاجتماعي، فشغلت منصب محررة لأكثر من ثلاث سنوات، وعملت في الصحافة الورقية والإلكترونية، كما مارست التعليم في عدد من المدارس والمعاهد. تولّت منصب منسقة العلاقات العامة في منصة حرمون، حيث أسهمت بفعالية في تعزيز الصورة الثقافية للمؤسسة وبناء شبكة واسعة من العلاقات محليًا ودوليًا.
تُشارك بانتظام في فعاليات ثقافية وأدبية متنوعة في لبنان والعراق ومصر وباريس والإمارات، وتُعتبر من الأصوات الشعرية البارزة في لبنان والعالم العربي، وتتميز لغتها الشعرية بجمالية عالية ومضمون إنساني عميق، تحرص في كتاباتها على مخاطبة الوجدان والروح. كما تحظى بحضور ثقافي نشط على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تواصل التفاعل مع جمهورها بشكل متميز وحيوي.
شاركت في لقاءات تلفزيونية وإذاعية وفعاليات ثقافية وأدبية، وكان حضورها دائمًا مميزًا، يجمع بين الفكر والإشراق. كما ساهمت في ندوات توعوية تناولت قضايا المجتمع، ودورات تدريبية متخصصة في مجالات الحقوق والتمكين والترجمة والإعلام، وساهمت في موسوعات أدبية مثل “نبضات وامضة” و”من أزاهير الأدب”. وُثقت في موسوعة الشعر النسائي العربي المعاصر (1950–2020) بإشراف الباحثة فاطمة بوهراكة، ضمن قائمة ضمت 1011 شاعرة عربية، مما يعكس تقديرًا رفيع المستوى لأعمالها ومكانتها الأدبية.
انضمت إلى عدد من الكيانات الثقافية، فهي عضو في ملتقى الشعراء العرب، وعضو في الهيئة الإدارية للأدب الوجيز في لبنان، ومحررة في مجلة “أزهار الحرف” الإلكترونية، وعضو في مجلة “عبير الأنفاس” الإلكترونية للثقافة والأدب، إلى جانب كونها عضوًا فاعلًا في عدة منتديات وأكاديميات أدبية وثقافية عربية، ذُكر منها هنا أبرزها فقط.
في الشعر، هي موسوعة فكر وبلاغة، تنسج من الكلمات عوالم لا تشبه إلا روحها. لها دواوين شعرية تتنوّع بين الكلاسيكي والحديث، وبين الوجداني والوطني والرمزي، وكل ديوان يحمل بصمتها الفريدة. نذكر من دواوينها:
«قررت الرحيل» (2017) – صدر عن دار القلم
«إبحار بلا شراع» (2019) – صدر عن دار القلم
«أنفاس حرة» (2022) – صدر عن دار “إسكرايب” للنشر والتوزيع في جمهورية مصر العربية
«مرآة قلب» (إلكتروني)
«تراب القلب» (إلكتروني)
«أنثى تعبر الظل» (إلكتروني)
«بعينيّ سكون، وبقلبي غيمة» (إلكتروني)
«نبض الحكي» (إلكتروني)
«أنفاس الفصول» (إلكتروني)
إلى جانب عدد من الدواوين الأخرى التي لا تزال في طور الإعداد والتحضير، لتعزز مسيرتها الشعرية المستمرة والمتجددة. كما تكتب قصائد فردية متنوعة الأشكال والأنواع، تحمل في كل منها عبقاً خاصاً وروحاً متجددة، وبعضها يُلحّن ويُغنّى، فيتحوّل من حرف مكتوب إلى لحن نابض بالحياة.
تُرجمت بعض نصوصها إلى عدة لغات، من بينها اللغة البرتغالية، ما يدل على الحضور العالمي لنصوصها وتقديرها الأدبي خارج الحدود.
حصدت العديد من الجوائز والدروع وشهادات التكريم في الشعر والأدب من مؤسسات ثقافية عربية ودولية. ومن أبرز التكريمات، ما نالته من منصة “حرمون” وأكاديميتها للإعلام والتنمية والتعليم والتدريب في أكتوبر 2024، تقديرًا لإسهاماتها الأدبية والإنسانية في الفضاء الواقعي والرقمي معًا.
هي أيضًا سفيرة سلام دولية، تنشر ثقافة المحبة والتعايش، وتسعى لبناء الجسور بين الشعوب. تتابع دراستها العليا، فقد أنهت الماجستير الأول في اللغة العربية، وستباشر الدكتوراه الأكاديمية فور الانتهاء من متطلبات المرحلة. كما تواصل دراسات عليا متخصصة في مجالات أخرى متعددة، مما يعكس انفتاحها المعرفي وتنوع اهتماماتها. وقد نالت دكتوراه فخرية وشرفية تقديرًا لعطائها الثقافي والأدبي والإنساني.
ونظرًا لتأثيرها الواسع وحضورها الفريد، حازت على لقب “أكثر شخصية مؤثرة على مستوى العالم”، لتكون بذلك رمزًا يُحتذى به في الإبداع والتمكين والريادة.
رغم هذا العطاء، لم تتوقف يومًا عن السعي، فهي ذات اطّلاع واسع وفضول فكري لا يهدأ، منفتحة على المعارف بمختلف مجالاتها، تتابع دراستها وتغذي ذاتها بالتجدد الدائم، إيمانًا منها بأن الفكر لا يشيخ، وأن المثقف الحق لا يكتفي بمحطة واحدة.
تمتاز بعقل راجح، وبراءة تُخفي نضجًا، وجمال لا يكتفي بالشكل، بل يسكن المعنى. نقاء قلبها يسبق كلماتها، وبياض روحها يشير إلى شفافية إنسانة استثنائية؛ فهي متكاملة المعنى، رقراقة الطبع، لا تشبه إلا ذاتها. في حضورها إشراق لا يُفسر، وفي كلماتها موسيقى تدهش. تمشي في الحياة كفراشة حرّة، لا تُقيّدها العناوين، ولا تحدها التقاليد، تختار بعناية، وتهدي حضورها لمن يقدّر المعنى. أنثى مستقلة بذاتها، وفية لذاتها، واثقة بخطاها، تسكن القصيدة وتسكنها، تجمع بين التواضع والتفرّد، بين التراث والتجديد، لتكون بحق شاعرة هذا العصر التي لم يخلق مثلها الزمن، ولن يعيد سيرتها الزمان، فهي كما يُقال: قصيدة لا تتكرّر.
هي الملكة بتاج حضورها، عرّاسها تاجها، وأميرة لا تحتاج إلى عرش، وشمس وادي التيم التي لا تغيب، معانيها نور يتجدد، وهي التعريف الذي لا يُضاهى.
وفي قلوب أهل وادي التيم، هي ملكة جمالهم وأميرة حاضرهم، عنوان الجمال والكرامة بكل تفاصيلها.
قصيدتان مرفقتان للنشر مع النبذة:
1. “كأنني امرأة من مطر”
كأنني امرأةٌ من مطرْ
أهطلُ في لحظةِ الحنينِ، وأختصرْ
كلّ المواويلِ التي بكتْ
على وترِ الغيابِ المنتظرْ
فيّ انكساراتُ القصيدةِ حين تهفو
وفيّ انبعاثُ الروحِ حينَ تُستنفرْ
أنا أنثى، لا تكتبني الحروفُ
بل تنطقني القصائدُ حين تُحتضَرْ
2. “ممالك الضوء”
أنا بنتُ الضوءِ، لا ظلّ لي
أعبرُ الحياةَ، بثوبِ الأملْ
أصوغُ من الحرفِ بيتًا يضيءُ
وأزرعُ في الأرضِ وردَ الجَملْ
أخطو على الوقتِ كالفاتناتِ
لا يأسرُ الدربَ خفقُ الكللْ
ولي من القصائدِ تاجُ القوافي
ومنكِ، بلادي، عناقُ الجبلْ