إسرائيل نحو عام حرب إضافي
صدى وادي التيم – أمن وقضاء /
للمرة الثالثة خلال أسبوع، انعقد «الكابينت» الإسرائيلي مساء أمس، لاتخاذ قرارات بشأن توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة. ونقلت وسائل إعلام العدو عن مسؤول أمني بارز قوله إن «إسرائيل تستعدّ لتوسيع العملية وتعبئة قوات الاحتياط بشكل كبير»، مشيراً إلى أن هذا التوجّه يأتي «على خلفية الانفجارات التي أحاطت بمفاوضات صفقة الرهائن».
وفي موازاة ذلك، أفادت التقارير الإسرائيلية بأن كبار الوزراء في الحكومة طالبوا «بتقديم خطط فورية إلى الحكومة للموافقة على توسيع العمليات»، غير أن هذا الأمر تأخّر بسبب رغبة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب، يسرائيل كاتس، في استنفاد المسار التفاوضي، «حيث لا يزال هناك احتمال لتنفيذ صفقة أسرى». ومن جهته، أعلن وزير الخارجية، إيلي كوهين، أن «المهلة الزمنية التي طلبها الرئيس الأميركي دونالد ترامب (للمفاوضات)، قد انتهت، والآن هو الوقت لزيادة وتيرة القتال في غزة، وهذا ما قرره مجلس الوزراء ونحن نوافق عليه الآن».
وجاءت تلك الدعوات في وقت برز فيه حديث وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، خلال مؤتمر نظّمته «نقابة الأخبار اليهودية» (JNS) في القدس، عن أنه «بعد 12 شهراً من الآن، ستنتهي حرب السابع من أكتوبر، وسيكون هناك المزيد من اتفاقيات السلام، وستنضم بلدان أخرى إلى مسار التطبيع مع إسرائيل، ولكن مفتاح ذلك هو تحقيق النصر. ففي الشرق الأوسط، عندما تفوز، لذلك تأثير بالغ». وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مصدر أمني إسرائيلي أن نتنياهو يخطّط لإنهاء الحرب على غزة بحلول تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، ويعتقد بأن «المعركة لا يجب أن تستمر أكثر من عام»، مشيراً إلى أنه «في حال نضجت الظروف وتحققت الشروط المطلوبة، فقد تنتهي الحرب قبل ذلك الموعد».
وعلى صعيد المفاوضات، نقلت «القناة 12» العبرية تصريحاً لمسؤول سياسي إسرائيلي أكّد فيه أن بعض الدول العربية طرحت أفكاراً، بينها وقف إطلاق النار لمدة خمس سنوات، لكنه شدّد على أنه «لا أمل لنا في قبول هدنة مع حماس تُمكّنها فقط من التسلّح والتعافي ومواصلة حربها على إسرائيل بضراوة أكبر». كذلك، نقلت قناة «كان» العبرية عن مصدر سياسي إشارته إلى أن «مفاوضات صفقة الأسرى متوقفة حالياً»، وأن «المقترح المتعلق بهدنة لخمس سنوات، والذي رفضته إسرائيل، لم يُقدّم لها رسمياً عبر الوسطاء».
وكان وصل وفد إسرائيلي رفيع إلى القاهرة أمس، لعقد مناقشات موسّعة مع المسؤولين المصريين، تناولت في جانب منها المقترح الذي قدّمته حركة «حماس». وبحسب مصادر مصرية، فإنه «من المقرّر أن تحصل القاهرة على ردّ إسرائيلي بناءً على مناقشات أمس، خلال الساعات المقبلة». وفي المقابل، عرض الوفد الإسرائيلي تصوراً لإقامة «منطقة مخصصة لتخزين المساعدات الإنسانية وتوزيعها داخل قطاع غزة، بحيث تُخزّن الكميات وتوزّع بواسطة شركة أميركية خاصة يشارك فيها إسرائيليون، مع إنشاء خيام في مناطق محدّدة يُسمح بدخول المدنيين إليها، فقط بعد التحقق من هويتهم، على أن يتم تنسيق ذلك مع المنظمات الأممية».
وفي الإطار نفسه، استُكملت، أمس، المناقشات بين المسؤولين المصريين والقطريين، حول تصوّرات الحل النهائي للحرب، إضافة إلى مسألة الهدنة الإنسانية، في حين من المنتظر إجراء اتصالات مع واشنطن على مستوى رفيع خلال اليومين المقبلين، يُتوقع أن تكون حاسمة في ما يرتبط بالعديد من التفاصيل العالقة حتى اللحظة. ووفق ما نُقل عن مسؤولين أميركيين، فإن إسرائيل، الراغبة في توسيع المنطقة العازلة وتقليص النطاق السكاني داخل القطاع، «لا تنوي الانسحاب الكامل خلال الهدنة الدائمة التي يجري النقاش بشأنها»، وهو أمر تعتبره القاهرة «غير منطقي»، في ظلّ انتفاء مبرّرات إعادة الاحتلال مع وجود قوات دولية وأخرى فلسطينية محدودة التسليح تابعة للسلطة الفلسطينية لضمان حفظ الأمن في القطاع.
إلى ذلك، وبينما تراقب مصر التحرّكات الجارية لإخراج بعض الأجانب من قطاع غزة، عبر المعابر الإسرائيلية، كما حدث بالتنسيق مع ألمانيا وفرنسا خلال الأسابيع الماضية، بدأت تسري أحاديث حول إمكانية إتاحة الخروج إلى وجهات ثالثة للراغبين من السكان الفلسطينيين، في تصوّر تدعمه إحدى دول الخليج، لكنه لا يحظى برضى المسؤولين المصريين.
الأخبار