إتصال حسمَ إتفاقًا حول سوريا.. هذا ما انتظره الأسد 7 سنوات وإسرائيل تقتنص “فرصة تاريخية”
وتأتي الأخبار عن تفاصيل الإتفاق في الوقت الذي أنهى فيه الجيش السوري إستعداداته لشنّ هجوم ضد مقاتلي المعارضة في محافظة درعا، جنوب سوريا، بحسب صحيفة “صنداي مورنينغ هيرالد” البريطانية. علمًا أنّ درعا هي الهدف القادم للرئيس السوري بشار الأسد الذي ردّد وعده باستعادة كلّ جزء من سوريا.
والجدير ذكره أنّ الجنوب السوري يعدّ مصدر قلق لدى الولايات المتحدة التي توصّلت العام الماضي إلى إتفاق حول تخفيض التوتر مع الأردن وروسيا. وفي هذا الصدد، قال السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك “يبدو أنّ الأسد مستعدّ لانسحاب القوات الإيرانية من الجولان”. كما أعلنت روسيا أنّ الجيش السوري وحده يجب أن يبقى في الجنوب السوري.
وبحسب الصحيفة، فقد جرى التوصّل الى هذا الإتفاق، عبر مكالمة هاتفيّة بين وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان والروسي سيرغي شويغو، حيثُ جرى التحذير من أي مواجهة مباشرة ممكنة بين إيران وإسرائيل في سوريا، حيثُ ارتفعت حدّة التوتر مؤخرًا. وكشف الإتفاق عن تصدّع بالعلاقة ما بين موسكو وطهران، اللتين تدعمان الأسد في الحرب السورية.
ووفقًا لمصادر إسرائيلية تحدّثت للصحيفة، فإنّ روسيا غير راضية عن الوجود الإيراني المتنامي في سوريا، وتخشى أن يهدّد أي قتال بين إيران وإسرائيل الإنتصارات التي حققتها هناك. وبحسب تقديرات الصحيفة، فإنّ إيران أرسلت آلاف المستشارين والمقاتلين إلى سوريا، وتمتلك عددًا من القواعد، التي باتت مؤخرًا هدفًا للغارات الإسرائيلية.
وكشفت الصحيفة أنّ إسرائيل حصلت على ضمانة من موسكو، تفيد أنّها لن توقف أي غارات إسرائيلية في المستقبل على الأهداف الإيرانية، كما أنّ تل أبيب قلقة من زيادة ترسانة “حزب الله” وإيران.
الجولان.. فرصة إسرائيل التاريخيّة
من جانبه، كشف الكاتب الإسرائيلي بن كاسبت في مقالٍ نشره موقع “المونيتور” عن أنّ إسرائيل متفائلة بعد زيادة فرص قبول الإدارة الأميركية بالإعتراف بـ”السيادة الإسرائيلية” على مرتفعات الجولان.
وأفادت مصادر سياسية رفيعة المستوى أنّ إسرائيل قدّمت هذا الإقتراح لعدد من المسؤولين الأميركيين، كما نوقش خلال محادثة بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعلّق مصدر ديبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى قائلاً: “إنّها فرصة تاريخيّة، وهي على طاولة البحث الآن، وتعتبرها إسرائيل مصلحة إستراتيجيّة عليا في الوقت الحالي”.
أزمة الجنوب السوري
توازيًا، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية مقالاً لسيث فرانتزمان، استعرض فيه أبرز جهات أزمة الجنوب السوري. ولفت الكاتب إلى أنّ دور الأردن في جنوب سوريا تمثّل بدعم مقاتلي المعارضة، لكنّ الهدف الأساسي لدى المملكة هو الحفاظ على استقرار حدودها الشماليّة، فهي لا تريد أي صراع جديد على حدودها ولا تدفّق المزيد من النازحين. ويبدو أنّها موافقة على عودة الجيش السوري الى حدودها.
كما أوضح أنّ النظام السوري انتظر 7 سنوات ليستعيد السيطرة على هذه المنطقة، ويمكن أن ينتظر لمدّة أطول، وكلّ من طهران وموسكو لا يريد أي صراع كبير في الجنوب.
وعن إسرائيل، أكّد الكاتب أنّ ما تريده هو عدم وجود أي قوات إيرانية بالقرب من الجولان مجددًا.
.. ولقاء ثلاثيّ
من جانبها، قالت صحيفة “دايلي صباح” التركيّة إنّ لقاءً ثلاثيًا سيجمع ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة والأردن لبحث مسألة وقف إطلاق النار جنوبي سوريا.
(صنداي مورنينغ هيرالد – المونيتور – جيروزاليم بوست – دايلي صباح – لبنان 24)