فضل الله خلال إفطار المبرّات في معروب: “نقف في مواجهة كل ظلم تتعرّض له شعوب المنطقة”

 

جمانة عياد

فضل الله خلال إفطار المبرّات في معروب: “نقف في مواجهة كل ظلم تتعرّض له شعوب المنطقة”

أقامت جمعية المبرّات الخيرية حفل إفطار سنوي في مبرّة الإمام علي بن أبي طالب في معروب، بحضور فعاليات اجتماعية وحزبية وتربوية و بلدية وعلماء دين وحشد كبير من المدعوين من معظم أقضية الجنوب.

وللمناسبة ألقى رئيس الجمعية سماحة العلّامة السيّد علي فضل الله كلمة جاء فيها: “نلتقي في رحاب هذا الشهر المبارك على القيمة التي هي هدف هذا الشهر. لقد أراد الله لهذا الشّهر أن يكون شهراً نستعيد فيه إنسانيتنا، أن تنتشلنا من أنانيتنا ومن استغراقنا في ذاتنا، حتى لا تكون الأنا هي المحور في علاقتنا ومواقفنا وتأييدنا ورفضنا وحبنا وبغضنا”.

وقال : “نستطيع أن نتقدم خطواتٍ إلى الأمامٍ عندما يصبح كلٌ منا يفكر في أنّ سعادته لا تحصل إلا من خلال إسعاد الآخرين، وأنّ استقراره لا يحصل إلا باستقرار الآخرين، وأنّ أمنه لا يحصل إلا إذا حافظ على أمن الآخرين، وأن طائفته لا يمكن أن تحقق مصالحها إلا في ظل مصالح الآخرين”.

وأضاف: “بهذه الروح، بنيت هذه المؤسسات وكل مؤسسات الخير، وبها نستطيع أن نستمر، وبهذه الروح نعمنا بالحرية والعزة والانتصار. ووقوفنا على هذه الأرض يشهد على انتصار العام 2000، فهو ما كان ليحصل لو فكر كلٌ منا بحياته الخاصة أو بأمنه الخاص، بل لأنّ التفكير كان بالأمن للوطن والقوة للوطن. ولا نستطيع أن نكمل ذلك إلا بهذه الروح”.

وتابع: “بهذه الروح، نستطيع أن نبني وطناً نريده خالياً من الفساد والمفسدين ومن العابثين بلقمة عيش الناس وبمستقبلهم.. فالوطن لا يبنى إلا بالذين تنبض قلوبهم بالخير لكل أبناء وطنهم، ممن يرون أن من حقهم أن يعيشوا، ولكن ليس على حساب أمن إنسان هذا البلد ومستقبله وحريته وعزته”.

ولفت إلى أنه “من خلال هذه الروح، نقف مع كل مظلومٍ، نقف مع الشعب الفلسطيني في دفاعه عن حقوقه وضد الصفقة التي يراد منها لإسرائيل أن تكون القوة الكبرى في المنطقة، وسط هوامش عربيةٍ معزولةٍ وضعيفةٍ. ونحن نرى هذا الموقف ليس منّةً نمنّ به على أحدٍ، بل هو لأجلنا، لأننا إذا سمحنا للقضية الفلسطينية ولقضية القدس أن تسقط، فبسقوطها سوف تسقط الكثير من الأوطان والمقدسات”.

وأكد أنه: “بالروح نفسها، سنقف في مواجهة الظلم الذي تتعرض له إيران من عقوباتٍ مشددةٍ بعد عدم التزام الإدارة الأميركية بالاتفاق النووي، نحن نراها عقوباتٌ ظالمةٌ، لأنها تحاسب على أمرٍ لم يقع بشهادة وكالة الطاقة الذرية التي أكدت أن إيران تلتزم بالاتفاق النووي بحذافيره”.

وقال: “نقف في مواجهة كل ظلمٍ تتعرض له شعوب المنطقة، وأي بقعة في العالم، ونحن في ذلك لا نفرق بين ظلم وظلم فليس هناك ظلم مقبول وآخر غير مقبول، كما نرى في واقعنا الظلم من طائفتي أو مذهبي أو موقعي مقبول، فيما هو مرفوض من الآخرين وهكذا الفساد والانحراف”.

وأضاف: “نحن هنا لنؤكد هذا الخيار من خلال إحساسنا بالمسؤولية تجاه من جعلهم الله أمانةً في أعناقنا من الأيتام والحالات الاجتماعية والمعوقين والمسنين والمرضى، وكل من يحتاج إلى أن نمدّ له يد الرعاية والخير، أن نكون عوناً لهذه المؤسسات، وكلٌ له دوره، بالمال، بتقديم النصيحة والمشورة، وبالنقد البناء، وأن نقف في وجه الذين لا يريدون لهذه المسيرة أن تستمر، ممن يثيرون الضوضاء والكلام غير المسؤول وغير الشرعي، والذي لن يضر سوى آلاف الأيتام والمعوقين والمسنين والمرضى وذوي الحاجة”.

وختم: “إن خيارنا الذي أخذناه معاً هو أن تستمر مسيرة مؤسسات الخير، وهي استمرت ومعينها الدائم قلوبٍ آمنت بالخير وتعمل له.. وسيبقى حرصنا على أن تبقى على نهج مؤسسها، وأن لا تتحول إلى إرثٍ لفردٍ، كما يحلو للبعض أن يتحدث، أو لعائلةٍ أو لحساب أحدٍ، ستبقى لله وفي سبيله ومن أجل خدمة عياله وناسه كلّ ناسه”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!