نجا المشنوق من الاغتيال الأوّل ماذا عن الثاني؟

نجا المشنوق من الاغتيال الأوّل ماذا عن الثاني؟

 

🔸لا يمكن وصف ما حصل مع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق الا بـ”عمل ثأري”. ويظهر انها المرة الأولى التي يتبلّغ فيها مسؤول بمنصب وزاري إنهاء خدماته عبر وسائل الاعلام، ما يدفع للقول ان خلف الفعل رد فعل ممهور بإهانة متعمدة خلّفت اعتقاداً واضحاً أن ما جرى مقصود تسبّب تصعيداً تطغى سلبياته الآن على العلاقة بين رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري والمشنوق. ويلحظ المتابعون قطيعة بين الرَجلين ثبّتت بنودها في جلسة مجلس النواب الأولى التي لم تسجّل أي مصافحة بينهما.

 

بخلاف الظن السائد، فـ”تمرّد المشنوق” لم يبدأ بـ”تويت” دوّنها على حسابه عبر “توتير” علماً أنها القشة التي قسمت ظهر البعير، بل ان التمرّد بدأ خلال الانتخابات النيابية يوم استشعر وزير الداخلية بتوفرّ النيّة لانقلاب التيّار عليه.

 

لا مجال للشك أن المشنوق تعرّض لمؤامرة وقتذاك، فحلوله سادساً في الترتيب لم يأتِ لقصر نظر أو من دواعي تقسيم الأصوات الذي أحاط بعمل ماكينة تيّار المستقبل بقدر ما هو أمر متفق عليه مسبقاً أدركه المشنوق في ذلك اليوم. ولو أن الرجل “مزوّر”، كما تردد بعض الأوساط المصبوغة بالزراق، لكان هندس أرقامه على نحوٍ أفضل.

 

فالأرقام التي نالها مردوده على سعيٍ خاص قام به عبر ماكينة انتخابية انشأها بالتوازي مع ماكينة المستقبل، جيّرت له الأصوات التي كانت لتكون أعلى مما هي عليه لو انّ المستقبل لم ينقلب ويحرمه من اصواته.

 

وبدل أن يكون المشهد في 6 أيّار يوماً لإلغاء المشنوق والاحتفال بنجاح المخطّط، تحول الامر الى يوم للفوز بعد نفاده من الاغتيال الأول بالقدرة الذاتية، ونال رقماً في بيروت صحيح أنه متواضع لكنه يبنى عليه اذ ما اخذنا بعين الاعتبار انه جاء بالقدرة الخاصة لا الحزبية وعاكس مشيئة تيّاره.

 

ثمّة معطيات سائدة أن تعميم “أمر اليوم” بإقصاء المشنوق على ماكينة المستقبل، لم يكن مصدرها شخصاً واحداً أو اشخاص بل مرجعيات عليا راهنت على سقوطه ذلك اليوم بعدما رأت أن ارقامه تؤسس لحالة سنيّة وتُهدّد حالة سُنيّة في العاصمة. وهو أمر غير مقبول نظراً لوجود زعيم واحد، لذا يقتضي العرف السياسي المعمول به بـ”تحجيم المشنوق”.

 

حاول المشنوق المرور على ما جرى في ذلك اليوم، ولم يبدِ اعتراضاً ظناً منه ان الأمور تعالج بالحكمة، فأتاه نبأ فصل الوزارة عن النيابة من بيت أبيه من حيث لا يتوقّع. ولا نحتاج الكثير من الذكاء لنستنتج أن المشنوق مستهدفٌ أوحد به، ما يعني أن القيّمين عليه لم يقتَدوا بنتيجة فشل محاولة الاغتيال الأولى بل انتقلوا لاعتماد الخطة “ب” الموفّرة لظروف الانقلاب الثاني المتموضع في حرمانه من الوازرة.

 

وتأسيساً على الظروف، كرّت السبحة انسحاباً من جلسة انتخاب نائب رئيس مجلس النواب ثم تسمية مهتزة للحريري حكّمها بخروجه الثاني من قصر بعبدا من دون الوقوف مع كتلته ليرهن بذلك شكل العلاقة للأيام المقبلة. ومن الواضح، أن خطوط الازمة ستتسع وتنذر الأجواء انها ذاهبة نحو تصعيد، تقول الأوساط إنه سينعكس على بيروت المعنية به حكماً في حال تقرّر الاستمرار بالحملة.

 

وتسأل أوساط في تيّار المستقبل عن المعيار أو القاعدة التي اتخذ وفقها قرار فصل النيابة عن الوزارة، هل جرى نقاشه مع أعضاء الكتلة كونها هيئة الحكم المقرّرة أم اسقطَ عليهم بالمظلّة؟ يحسب هؤلاء أن القرار جرى تعميمه عبر الاعلام فقط من دون أن يكون للأعضاء علم به، وفي هذا استحضار لمشهد كان المشنوق قد حذر منه سابقاً بقوله إننا “لسنا قطيع غنم”.

 

وليس سراً إذاعة أن “الانقلاب” على المشنوق هو محط أنظار دوائر تيّار المستقبل لا سيما المنتسبين إليه الذين يتخوفون اليوم من نبات “ريفي ثانٍ” نتيجة ممارسة سياسية يقف خلف الهمس بها أشخاص معيّنون معروفي التوجّهات. وهو أمر تلقّفته سريعاً السعودية التي وعكس ما يُشاع، تقيم مظّلة حماية “بالحد الأدنى” على المشنوق ستتجلّى صورها في الفترة المقبلة.

 

ويترافق “تحجيم المشنوق” مع ظهور “جوقة مهاجمين” لفتت الانتباه من حيث توقيت ظهورها الذي يخدم نظرية المستقبل في إزاحة وزير الداخلية من منصبه ما فرّغ “جوقة” ثانية مضادة يتوقع ان تزيد سخونتها في الأيام المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى