حماة تخرج عن سيطرة “نظام الأسدين” لأول مرة في تاريخها
صدى وادي التيم – دوليات/
أعلن جيش النظام السوري، الخميس، الانسحاب من مدينة حماة وسط البلاد، بعد ساعات من إعلان الفصائل المسلحة دخولها المدينة، وهي أول مرة تخرج فيها حماة عن سيطرة “نظام الأسدين”، في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد وابنه بشار.
وقالت وزارة دفاعه في بيان رسمي، الخميس، إن وحداتها العسكرية “قامت بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة”، مضيفة أنها “ستواصل القيام بواجبها الوطني في استعادة المناطق التي دخلتها التنظيمات الإرهابية”.
وكانت الفصائل المسلحة، ومن بينها “هيئة تحرير الشام” (المصنفة على قوائم الإرهاب الأميركية) قد دخلت المدينة، ظهر الخميس، انطلاقا من الأحياء الشرقية.
وبدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، إن الفصائل المسلحة “دخلت حماة من عدة جهات، وتدور معارك طاحنة” مع قوات النظام.
وأوضح أن الفصائل المسلحة “سيطرت على الجهة الشمالية الشرقية من المدينة”.
ويأتي هذا التطور الميداني على الأرض بعد معارك “كسر عظم” اندلعت على مشارف حماة منذ 3 أيام، وتركزت على 3 محاور.
وفي تعليق على التطورات، حث زعيم هيئة تحرير الشام، محمد الجولاني، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في بيان مصور على عدم السماح للحشد الشعبي المدعوم من إيران بالتدخل في سوريا، وحذر من تصعيد التوتر بالمنطقة.
كما أوضح في خطاب لأهالي حماة، الخميس، إن الدخول “تطهير لجرح استمر 40 عاما”، في إشارة إلى الأحداث الدموية قبل أربعة عقود حينما سحق نظام حافظ الأسد انتفاضة لجماعة الإخوان المسلمين في المدينة بالقوة.
وأضاف الجولاني في فيديو عبر تطبيق “تلغرام”، إن “الثوار” دخلوا إلى حماة “لتطهير ذاك الجرح الذي استمر في سوريا لمدة 40 عاما”.
وهذه المرة الأولى في تاريخ سوريا المعاصر التي يفقد فيها النظام السوري السيطرة على حماة.
وتقع مدينة حماة وسط البلاد تقريبا، مما يجعلها نقطة وصل بين المحافظات الرئيسية، مثل دمشق، وحمص، وحلب، وإدلب.
ويمنحها قربها من المناطق الريفية والحدود الإدارية لمحافظات مثل إدلب واللاذقية موقعا استراتيجيا، للتأثير على الكثير من الديناميكيات السياسية والعسكرية أيضا.
علاوة على ذلك، تعد حماة رمزا للمحطات التاريخية في سوريا، خاصة بعد أحداث عام 1982.
وشكل هذا الحدث جزءا من الذاكرة الجماعية في البلاد، وأثر على المشهد السياسي السوري لعقود طويلة، كما أن الأسد الأب حرص آنذاك على إبراز سيطرته على المدينة، باعتبارها دليلا على قوته في مواجهة أي حراك من المعارضة.