أيار سوريا: جبهات متوتّرة وطلب انسحاب “حزب الله”.. موفد روسي زار الضاحية!
لكنّ هناك شكوكًا لدى كثيرين حول قدرة الكرملين على إدارة أو حلّ أي صراع، خصوصًا في سوريا، حيثُ تزايدت الضربات مؤخرًا بين إيران وإسرائيل، بسبب وجود قوات مدعومة من إيران هناك.
وقال السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد للموقع: “أرى أنّ الروس ينتهزون الفرص، لا أعتقد أنّ لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استراتيجيّة كبيرة، فالروس لطالما يتخذون قرارات تكتيكيّة قصيرة المدى ويأملون أن تعمل”.
والخميس الماضي في 17 أيار التقى بوتين الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة سوتشي الروسية، وأبلغه أنّ الروس يأملون بخروج “القوات الأجنبية المسلّحة من سوريا”، الأمر الذي فُسّر بخروج القوات المدعومة من إيران، فيما قال آخرون إنّه قصد القوات التركية والأميركيّة التي تُزعج دمشق. وقد ردّت إيران على التعليقات، مؤكدةً أنّ قواتها أتت إلى سوريا بناءً على دعوة الحكومة السورية، فيما قالنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إنّ “موضوع انسحاب إيران و”حزب الله” من سوريا غير مطروح للنقاش لأنه يأتي في سياق السيادة السورية على من يكون على أرضها ومن لا يكون”.
وأتى هذا الجدل حول الخروج الإيراني من سوريا، توازيًا مع الطلبات الأميركية الـ12 التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والتي تضمّنت الطلب من إيران سحب القوات التي تدعمها من سوريا، متوعدًا بأن تواجه إيران العقوبات الأقسى بالتاريخ. وبعد هذا الجدل، أتى دور روسيا التي فُرض عليها وضع غير مريح لإجراء وساطة بين طهران وواشنطن.
من جانبه، قال ألكسي كليبنيكوف، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مجلس الشؤون الخارجية الروسي إنّ الإيرانيين والسوريين يقولون لبوتين “نعم .كلّ شيء على ما يرام”، إلا أنّهم يتحوّلون عن خططه، وسأل: “كم مرّة حاولت روسيا أن تعقد إتفاقات مع واشنطن وأنقرة، وعندها قام الإيرانيون والسوريون بأمر مغضب ودمّروا الخطط الروسية؟”.
وهنا تابع الموقع: “لا شكّ أنّ بوتين يمتلك نفوذًا، فهو الوحيد الذي يمكنه أن يحمل هاتفه ويتصل سواء بإيران أو إسرائيل، كما يمكنه أن يلتقي الأسد أو بمعارضيه في تركيا، كذلك التقى المبعوث الروسي الى لبنان نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم وفي المقابل اجتمع بالرئيس سعد الحريري”.
وعلّقت نيكول غراجوسكي، وهي باحثة متخصّصة بالعلاقات الروسية – الإيرانيّة في أوكسفورد “الروس يقولون لكلّ جهة ما ترغب هي بسماعها، إلا أنّهم يتوسّطون بين إسرائيل وإيران في سوريا، وهو الأمر الذي لا تستطيع الولايات المتحدة القيام به”. وهنا أشار الموقع إلى أنّ عددًا من الديبلوماسيين حذّروا كثيرًا من أنّ تراجع الوجود الأميركي في الشرق الأوسط سيفتح فراغًا لقوى عالميّة أخرى، مثل روسيا والصين لكي تتقدّم.
ومع ازيداد حدّة التوتر الإسرائيلي – الإيراني في سوريا، ودعوات بوتين للتهدئة، تفتقر روسيا للحلول لتقديمها، وتستخدم الصراعات في المنطقة من أجل تعزيز وفرض نفوذها.
توازيًا، قال مارك كاتز وهو بروفيسور متخصص في العلوم السياسية بجامعة جورج ماسون بالولايات المتحدة الأميركية “يرى الروس بهذه الصراعات فرصةً للحصول على فوائد متعددة من الجهات المتخالفة”، مضيفًا أنّ “إيران وإسرائيل على سبيل المثال تكرهان بعضهما البعض وترى كلّ منهما أنّ روسيا تتواصل مع الطرف الآخر، لذلك تتفاوضان معها”.
(دايلي بيست – لبنان 24)