بالفيديو.. حين يصطاد الموت بصنارة “القوى الأمنية”!!

 
 
 
يتربص “موت الخطأ” بطرابلس منذ مساء الاثنين، وفي شهر “اليمن والبركات” يشيّع اثنان من أبنائها؛ أحدهما فارق مدينة “الموج والأفق” بمركب الغدر، وآخر ودّع “القبّة” على “أوراق سيارة”! 

لم تكد تمر ساعات على إصابة الجندي (الشهيد) في الجيش علي مصطفى برصاصة على يد عصابات الشوارع، أردته شهيدا ممتثلاً لشعار “شرف تضحية وفاء”، حتى تلقّت عاصمة الشمال صفعة حزن جديدة بعد ظهر اليوم حين اصطاد الموت مجددا شابا في مقتبل العمر بصنارة “القوى الامنية”!

لم يكن نزيه حمود ارهابياً مزنّراً بحزام ناسف، ولا “أزعر” شهر سلاحه بوجه حاجز أمني، بل مواطن مقصّر بواجباته في وطن لم يمنح أبناءه نصف حقوقهم، الأمر الذي اضطره الى تجاوز حاجز “الدرك” المكلّف بمهمة أمنية باتت بالنسبة للطرابلسيين روتين “آخر الشهر”.

 

ما لا شك فيه ان امن المواطن وسلامته هما حتما من واجبات الدولة لذلك يتمّ تشكيل حواجز امنية تقوم بشكل دوري برصد المخالفات التي غالبا ما يتجاهلها معظم اللبنانيين، نظرا الى واقع الضغوطات المادية، فيقعون في فخ الغرامة المالية التي قد تصل الى نصف راتب المواطن، في بلد لا يُطبّق فيه سوى كماليات القانون!

في طرابلس، ولّد الفقر خوفا، والخوف هنا كان ثمنه حياة انسان! ففي ظل الاوضاع المعيشية المتعسّرة، وتكاليف الاستشفاء الباهظة، وارتفاع الاقساط الدراسية، التي تعجز الدولة اللبنانية عن تأمينها، يتهرّب المواطن من رسوم يعتبرها تفصيلاً صغيراً امام عبء المسؤوليات الأخرى.

وهذا ما حصل في منطقة ابي سمراء، وبحسب شهادة صديق مقرّب من الضحية، فإن خوف نزيه من احتجاز سيارته الجديدة، ومن الغرامة المالية المترتبة على عدم إبراز أوراقه الرسمية، جعله يتجاوز حاجز الأمن، الأمر الذي دفع بأحد عناصره الى اطلاق النار باتجاه “المواطن الفار” فأصابه في رأسه.

يقول “س.م”، وهو أحد المواطنين الذين شاهدوا تفاصيل الحادث عن قرب، إن حاجز القوى الامنية لم يهدد بطلقة واحدة في الهواء، بل صوّب سلاحه مباشرة نحو “الشاب” وأن شباب “الحي” تجمعوا في محاولة للامساك بالقاتل مطالبين بأن ينال اقصى العقوبات بتهمة القتل العمد.

في حين أفاد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ”لبنان 24″ أنّ الحقيقة مختلفة تماماً، موضحاً أنّه قد تم توقيف العناصر الذين كانوا متواجدين على الحاجز، مبدياً تحفّظه عن الخوض في مزيد من التفاصيل الى حين اكتمال التحقيق. 

ظاهرة السلاح المتفلت ليست مستجدة في لبنان ورغم ان “القوى الامنية” تعمل جاهدة للسيطرة على هذه الآفة المتفشية، الا انه سجّل لها عدّة سقطات في السنوات الثلاث الأخيرة، وما بين السلاح المتفلت وسلاح الدولة واجهزتها شعرة تكسرها “ردة فعل”!!

 

قوى الأمن

ومساءً أصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة بياناً جاء فيه التالي: “حوالي الساعة 12.40 من تاريخ اليوم 23/5/2018، وفي خلال تنفيذ نهار امني في منطقة الشمال، ولدى مرور المواطن نزيه توفيق حمود (مواليد عام 1983) على متن سيارة نوع “ميتسوبيتشي” لون ازرق على حاجز في محلة ابي سمراء / امام صيدلية الشفاء، لم يمتثل للأوامر محاولا الفرار بالسيارة بسرعة هائلة، فأقدم احد العناصر على إطلاق عدة عيارات نارية من سلاحه الاميري، اصابت احداها السائق المذكور في ظهره، تم نقله من قبل العناصر الى احدى المستشفيات، وما لبث ان فارق الحياة متأثرا بجراحه”. وأضاف البيان إنّ “المديرية العامة لقوى الامن الداخلي اذ تعرب عن اسفها الشديد جراء هذه الحادثة الأليمة، تعلن انها باشرت بإجراء تحقيق، تمّ على اثره توقيف العنصر مطلق النار، بناء على اشارة القضاء المختص”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى