جيش روسي قريباً على الحدود اللبنانية

 

صدى وادي التيم – أمن وقضاء /

زار وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر روسيا بشكل سري في إطار ما وصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه “سعي للتوصل إلى تسوية مع لبنان”، متوقعًا أن تلعب روسيا دورًا مهمًا في اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، إذا تم التوصل إليه بين إسرائيل و”حزب الله”، وذلك لـ”ضمان تغيير الوضع في لبنان ومنع تسليح حزب الله”، فما مدى دقة التقارير الإسرائيلية في هذا السياق؟

يؤكد المحلل السياسي ورئيس تحرير مجلة “مرايا الدولية”، فادي بو ديا في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “روسيا ليست بعيدة عن مجريات المنطقة، خصوصًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث كانت لها مواقف متقدمة في رفض الاعتداء الإسرائيلي على القطاع بهذه الهمجية والعدوانية”.

ويُشير إلى أن “المسؤولين الروس، يعتبرون في تصريحاتهم، أن المشكلة مع غزة ومشكلة العدو الإسرائيلي مع منطقة الشرق الأوسط بشكل عام تكمن في الولايات المتحدة الأميركية، التي أعطت لإسرائيل الحق في فعل أي شيء، متغاضية عن حقوق الفلسطينيين واللبنانيين وشعوب المنطقة”.

وبالتالي، فإن إسرائيل تمارس عدوانيتها، بحسب بو ديا، بحماية أميركية وأوروبية، على عكس روسيا التي حاولت التعبير عن موقفها على لسان الرئيس فلاديمير بوتين في أكثر من لقاء، كما في كلام مندوبها في الأمم المتحدة الذي قال إنه لا يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها لأنها دولة محتلة للأراضي الفلسطينية، مما شكل موقفًا متقدمًا لروسيا في ما يخص ما يحصل في غزة”.

ويلفت إلى أن “روسيا حاولت أكثر من مرة جمع الفصائل الفلسطينية في موسكو وعقد لقاءات لتوحيد الجهود والمواقف حول الأزمة، لكن الولايات المتحدة كانت تضغط في كل مرة لإجهاض هذه الجهود”.

ويشدّد على أن “روسيا ليست دولة مستعمرة أو ذات عقلية استغلالية مثل الولايات المتحدة، التي تسيطر على ثروات العالم، لذلك تتعامل روسيا مع الدول على قاعدة احترام الرأي، بعكس الولايات المتحدة التي تفرض على الشعوب والأنظمة الالتزام بما تحدده هي”.

ويشير إلى “ما يقال عن الأدوار التي تسعى إسرائيل إلى بلورتها مع الجانب الروسي من خلال الزيارة، وتريد إسرائيل أن يكون لروسيا دور في القوات الفاصلة بين قطاع غزة والكيان الإسرائيلي، كما ترغب أن تلعب دورًا في الفصل بين لبنان والعدو الإسرائيلي لضبط الحدود، والأبرز هو ما سرب عن تصريحات إسرائيلية تطلب من روسيا المشاركة بقوات روسية في الفصل بين الحدود السورية واللبنانية”.

ويرى أن “هذا السعي الإسرائيلي يهدف إلى ضبط إدخال السلاح، من وجهة نظرهم، إلى حزب الله، ولكن هذه الطموحات الإسرائيلية لم تُناقش بشكل جدي مع المسؤولين الروس، وظلت في إطار الطموحات التي تحتاج إلى تفكيك”.

وينبّه إلى أن “الوجود الروسي على الحدود اللبنانية يتطلب الكثير من التفاهمات، لذلك فإن زيارة الوزير الإسرائيلي إلى روسيا تندرج ضمن إطار الطموحات الإسرائيلية التي تحاول تطبيقها وبلورتها مع الجانب الروسي”.

وينفي أي “علاقة للزيارة بمساعي وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الإسرائيلي، معتبرًا أن هذا العنوان فضفاض جدًا، فهذه المعلومات تضخها وسائل الإعلام الإسرائيلية فقط، مذكّرًا بأنه لا يمكن الركون إلى العدو الإسرائيلي، الذي تحدث مئات المرات عن وقف إطلاق النار في غزة، ولم يتحقق ذلك حتى اليوم”.

ويتمنى بو ديا أن “يتوقف إطلاق النار وتُهدأ الأمور، لأن أي وقف لإطلاق النار وفق الصيغ الحالية ووفقًا لوقائع الميدان يؤكد هزيمة إسرائيل غير القابلة للنقاش، لكنه لا ينفي وجود مسار لوقف إطلاق النار، إلا أنه يدعو إلى عدم التسرع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!