ماذا عن إنشاء “لواء الجنوب” في الجيش اللبناني؟
صدى وادي التيم – أمن و قضاء /
لا يهدف رئيس مجلس النواب نبيه برّي لفكرة إنشاء لواء جديد في الجيش اللبناني للإنتشار عسكرياً في مناطق في جنوب لبنان , خلافاً لما يردّده البعض أنّه سيقترح إنشاء “لواء الجنوب”. ومن المؤكد أن برّي مع قرار الحكومة اللبنانية المبدئيّ لتطويع 1500 عنصراً في الجيش اللبناني على أن يحصل تطويع جنود إضافيين تباعاً, لكن قيادة الجيش ستقرّر بنفسها مقاليد اللوجستيات والانتشار.
ويقول من هو على معرفة في التوجّه الذي يتّخذه رئيس البرلمان إزاء نشر عديد إضافيّ للجيش اللبنانيّ بهدف تنفيذ القرار 1701, إنّ برّي لن يتدخّل في الجانب الخاصّ باللوجستيات التي ستتّخذها قيادة الجيش اللبنانيّ, لكنّه مع تنفيذ القرار الدوليّ 1701 الذي تحضّ على تنفيذه كلّ من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدوليّ والدول غير الدائمة العضوية فيه. وتالياً, إنّ تحديد الكيفية الممكنة لنشر عديد إضافيّ الجيش اللبنانيّ تطبيقاً القرار 1701 مسألة ستعمل قيادته على تنظيمها, هي التي ستقرّر طريقة تعزيز ذلك العديد في قطاع جنوب الليطاني خصوصاً.
في الغضون, هل يدور فحوى فكرة إنشاء لواء جديد في الأروقة الخاصة بالجيش اللبنانيّ؟ انطلاقاً من معطيات عسكرية رسمية حصلت عليها “النهار”, لن تعمل المؤسسة العسكرية على إنشاء لواء جديد لنشره في مناطق من الجنوب, إنما ستعزّز عديد الجيش اللبناني جنوب الليطاني بما يشمل لواء المشاة الخامس ولواء المشاة السابع وفوج التدخل الخامس. وستعمل قيادة الجيش على إضافة عديد من العسكريين من خلال تطويع جنود بدءاً من 1500 عنصراً, لكنها تنتظر حالياً الحصول على المبلغ المالي الذي جمع في مؤتمر باريس لمساعدة الجيش والذي ستستعمله, بحسب المعطيات, للتمويل الضروريّ للعتاد الخاص بتطويع 1500 عنصراً, فيما يمكن للدولة اللبنانية أن تدفع رواتبهم فحسب من نفقاتها. وتبحث قيادة الجيش حالياً اقتراح إمكان أن تنقل موقتاً عدداً محدوداً من جنود الألوية والأفواج الموجودة خارج منطقة جنوب الليطاني, إلى اللواءين والفوج في جنوب الليطاني, لكن من دون إفراغ تلك الألوية والأفواج المنتشرة في المناطق اللبنانية من الجنود, ذلك أنها تعمل على تنفيذ أعمال هامة في أماكن انتشارها من بينها مراقبة الحدود اللبنانية الشمالية والشرقية.
وإذ تنتظر قيادة الجيش التمويل الذي تحتاجه والذي قدّرته بمليار دولار حتى تطويع 6 آلاف جندي إضافيّ وتدريبهم والحصول على العتاد والآليات بهدف تطبيق القرار 1701, فإنّ مبلغ 200 مليون دولار الذي جمعه مؤتمر باريس الدولي لمساعدة الجيش اللبناني, سيكون جيّداً في الفترة الحالية على الأقلّ للعمل على تطويع 1500 جنديّاً. لكن تنتظر قيادة الجيش إمكان الحصول على مساعدات دولية إضافية في فترات لاحقة لمتابعة ما بدأته مع تفضيل أن تكون متتالية تسريعاً لقرارات التطويع. وتتمثل أهمية ما قدّمه مؤتمر باريس في أنه سيساعد في بلورة المساعي الحالية للبدء في تطوير العديد, فيما لا بدّ من انتظار انتهاء الحرب حتى تكون هناك استطاعة لانتشار الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية كما ينصّ القرار 1701.
مجد بو مجاهد – النهار