ليبانون ديبايت” – كريستل خليل:
في اعلان لافت لرواد موقع فيسبوك في لبنان، خصوصا الفئة الشابة منهم، أطل الممثل الكوميدي مقدم البرامج فؤاد يمّين في فيديو قصير يدغدغ فضول الشباب للتعرّف على محتواه. والمفاجأة ان المحتوى الذي قدمه يمين هذه المرّة ليس كوميدياً ولا ترفيهياً، ولا اعلانياً بل مبادرة توعوية للشباب لدفعهم الى ملء استمارة طرحها مركز الإدمان اللبناني “سكون” ضمن مشروعه “صِلة”.
“بعرف… بعرف ما تفلّوا اعطوني عشرين ثانية”، هو اسلوب يميّن لجذب الشباب الى المحتوى الذي يهدف الى معرفة الحاجات الصحية والتثقيفية المتعلقة بالمخدرات في لبنان والعمل على خلق استجابة شبابية تشاركية قائمة على الأسس العلمية, عبر ملء الاستبيان.
للتعرّف أكثر عن الاستمارة والهدف منها، أكدت منسقة سياسة المخدرات في مركز سكون ساندي متيرك لـ”ليبانون ديبايت” ان الهدف الأول والأساسي من هذا النشاط هو الانتقال من الافتراضات الى معرفة حقيقية مفصلة بالأرقام والنسب لأنماط استخدام المخدرات وأنواعها ومحيط انتشارها في لبنان.
مع غياب الاحصاءات الرسمية في لبنان التي تتناول آفة بهذه الخطورة، قرر سكون القيام بهذه المبادرة. وأشارت متيرك الى ان “نتيجة هذا الاستبيان تمكننا من معرفة علاقة الشباب بالمواد المخدرة القانونية وغير القانونية للوقوف عند اسس علمية لمعالجة الآفة”.
الأسئلة المدرجة ضمن الاستبيان حازت على موافقة مركز البحوث في وزارة الصحة وتشمل موضوع استخدام المخدرات والتبغ والكحول، بحسب المنسقة السياسية. وتطرقت الى موضوع طرح في الاستبيان يتعلّق بتجريم المدمن أو متعاطي المخدرات. وأوضحت “يهمنا التواصل مع الشباب للوقوف عند موقفهم من الموضوع ورأيهم به”.
ولفتت متيرك الى ان “الادمان ممكن ان يكون على التبغ أو الكحول اللّذين يشكلان ضررا على حياة الانسان انما ليسا غير قانونيين مثل المخدرات. من هنا تأتي صرختنا من التوقف عن اعتبار تعاطي المخدرات جرماً يعاقب عليه القانون، بل اتخاذ متعاطي المخدرات على انه مريض بحاجة لعلاج ورعاية”. ولفتت الى ان هذا لا يعني تشريع تعاطيه، بل اعتباره موضوع صحة عامّة وليس جرما.
المواد المخدّرة كثيرة، اذ تبدأ من السيجارة العادية، والنرجيلة، والكحول وصولا الى كافة أنواع المخدرات وأدوية الأعصاب، بفرق واحد وهو الوضع القانوني لهذه المواد. وتأثيرها السلبي على صحّة الانسان وانتشارها بين فئة الشباب غير مرتبط بوضعها القانوني، فالتبغ والكحول قد يؤديان الى الوفاة مثل المخدرات.
وسألت متيرك “شو الفرق بين شخص مدمن على الكحول وتاني مدمن عالهيروين؟”، داعية الى حسن التعامل مع المتعاطين لأنه موضوع صحة عامة ومن غير الجائز ادخال المنطق الجرمي ضمنه.
وفي ما يتعلّق باختيار فؤاد يمين لتقديم الاعلان هو قربه من الفئة المتوجه اليها، وقدرته على جذب المواطن للمشاركة في الاستبيان. أضف الى أسلوبه السهل الممتنع الذي يستطيع من خلاله الدفع الى متابعة الفيديو لفهم الاعلان والهدف منه.
وجهُ يمّين محبب وموضع ثقة للشباب وهو من أصدقاء الجمعية وطريقته الكوميدية تنقل الرسالة الى أوسع عدد ممكن، في الوقت الذي يتخوّف ويتردد فيه كثيرون من ملء الاستمارة، خوفاً من فضحهم في المجتمع، في ظل عدم الثقة ب الشركات والجمعيات التي تتبع هذا النوع من الاستمارات، خصوصاً في موضوع حساس، كالمخدرات.
