“التقدمي” ودّع مع أهالي عماطور المربية جيهان أبو شقرا
ودّع الحزب التقدمي الإشتراكي، الإتحاد النسائي التقدمي والجسم التربوي مع أهالي بلدة عماطور المرحومة المربية جيهان حسن أبو شقرا، مديرة مدرسة عماطور السابقة في مأتم حاشد أمّته وفود من المشايخ والمشيعين من مختلف بلدات الشوف بحيث غصّ دار البلدة في عماطور بالوجوه التربوية، الحزبية، القضائية، والإجتماعية، والفعاليات البلدية والإختيارية والأهلية.
فقد شارك في التشييع الشيخ فوزات العرم ممثلاً شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، مسؤول المنح الجامعية في وزارة التربية والتعليم العالي الأستاذ وليد زين الدين ممثلاً الوزير القاضي عباس الحلبي، رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء حسان عودة، مدير عام تعاونية موظفي الدولة د. يحيى خميس، رئيس الأركان السابق اللواء حاتم ملاك، مسؤولة هيئة منطقة الشوف في الإتحاد النسائي التقدمي الدكتورة ميادة أبو عجرم على رأس وفد من مسؤولات وعضوات فروع الإتحاد، وفد ضم مدراء وأفراد هيئات تعليمية من مدارس وثانويات الشوف.
كما شارك وفد حزبي قدّم التعازي بإسم الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط وضم عضو مجلس قيادة الحزب المحامي نشأت الحسنية، مفوض الشؤون الإجتماعية سليمان سيف، وكيل داخلية الشوف السابق د. زاهر أبو شقرا، وكيل الداخلية د. عمر غنّام، رشاد سيف، معتمد الشوف الأعلى، المعتمدية الأولى المهندس سلام عبد الصمد. أعضاء من جهاز المعتمدية، مدير فرع الحزب في عماطور الأستاذ باسم أبو شقرا، ومدراء وأعضاء فروع حزبية.
عبد الصمد
أولى الكلمات كانت كلمة مدرسة عماطور الرسمية وألقتها مديرتها المربية رفاه عبد الصمد مستهلة إياها بعبارات وجدانية عبّرت خلالها عن مشاعر الألم والحزن واللوعة على رحيل زميلتها المفجع.
وقالت “زميلتي جيهان، حملتِ لواء التربية والتعليم لأكثر من 44 عاماً، كافحتِ وناضلتِ لترتقي مدرسة عماطور إلى القمم. لكِ الفضل في مشروع ترميم المدرسة. عزاؤنا أنك تركتِ إرثاً من الأخلاق والتربية في نفوس تلاميذنا، وكم تمنينا أن نقدم لك وسام المعلم بدلاً من رثائك”. وختمت كلمتها بتقديم التعازي إلى عائلة الفقيدة بإسم رئيس المنطقة التربوية في منطقة جبل لبنان الأستاذ جيلبير السخن ومدرسة عماطور الرسمية إدارة وهيئة تعليمية، وبإسم مجلس الأهل وأصدقاء المدرسة وتلاميذها، آملة أن يلهمهم الله عز وجل الصبر والسلوان.
أبو عجرم
وفي كلمة الرثاء التي ألقتها الدكتورة ميادة أبو عجرم بإسم “النسائي التقدمي” قالت “ساهمت الرفيقة جيهان في تفعيل وتطوير دور المرأة على مختلف الأصعدة. بعد إلتحاقها بالإتحاد النسائي التقدمي، دعمت وشاركت في تأسيس لجنة “تطوير الفتاة” في السبعينات في منطقة الشوف. كان لها دوراً فعالاً في تأسيس المستوصف الخيري في عماطور الذي ساند وأنقذ العديد من الجرحى في أيام الحرب الغابرة. وحينها عملت مع الرفيقات على تأمين مساعدات عينية للنازحين إلى البلدة. كما قامت بتنظيم وإعداد دورات متعددة في الإسعافات الأولية ومع الدفاع المدني. وبعد الحرب، ساهم الإتحاد النسائي التقدمي في عماطور في تجهيز دار عماطور”.
وتابعت “على الصعيد السياسي، خضعت الرفيقة جيهان لدورات حزبية وتثقيفية عديدة. كان عمل الرفيقة جيهان جباراً في مواقع متعددة داخل الإتحاد النسائي التقدمي. فهي لم تتوان عن فعل الخير وتنفيذ المهام الموكلة إليها بتفان وإخلاص. فكانت القدوة الصالحة والمثال الذي يحتذى به في المناقبية والوفاء”، مضيفة “أعطت و?ستمرت في العطاء بلا حدود ولآخر لحظات حياتها، محترمة دوماً تعاليم المعلم الشهيد كمال جنبلاط وسائرة على خطى الزعيم وليد جنبلاط”.
زين الدين
مسؤول المنح الجامعية في وزارة التربية الأستاذ وليد زين الدين ألقى كلمة بإسم الوزير الحلبي نقل من خلالها تعازيه بالفقيدة إلى أهالي عماطور كافة، واستهلها بذكر مآثرها “مربية فاضلة وسيدة مميزة وناشطة تربوية وإجتماعية، تركت بصماتها في التربية والحقل الإجتماعي، فتعانقت القلوب والضمائر حزناً على غيابها وإعترافاً بخدماتها لبلدتها وتلامذتها ومجتمعها بكل حب وتضحية”.
وتحدث زين الدين عن السيرة التربوية للفقيدة والتي بدأتها في العام 1975 بالتدريس في مدرسة نيحا الشوف الرسمية، ثم انتقلت إلى مدرسة عماطور الرسمية التي تولت إدارتها منذ العام 2012 ولغاية العام 2020 فقامت بإنشاء المبنى الثاني للمدرسة بمساعدة الجمعيات المانحة كما تمت إعادة ترميم المبنى القديم وتحديث الملاعب، لافتاً إلى أنها حصلت على مجموعة من كتب الشكر والتنويه من وزارة التربية، ورُفع إسمها للحصول على وسام المعلم تقديراً لمسيرة تربوية حافلة بالعطاء والتفاني لكن عدم وجود رئيس للجمهورية راهناً يؤجل إنعقاد مجلس الأوسمة لإقرار حصولها عليه.
أبو شقرا
أما كلمة الحزب التقدمي الإشتراكي-فرع عماطور فألقاها الأستاذ زهير أبو شقرا الذي قال “ناضلت بوعي وبضمير حي في صفوف حزب أرسى مبادئه وتعاليمه المعلم الشهيد كمال جنبلاط حيث نهلت أبجديته وفكره من بيئتها الأسروية ثم تابعت في بيتها الزوجي مع شريك حياتها الرفيق الأستاذ ماجد”.
وأضاف “كانت نعم المعلمة والمديرة والرفيقة. كانت قدوة ونموذجاً ومثالاً يحتذى به في سيرة ومسيرة في بناء وطن حر وشعب سعيد. حملت الأمانة فكراً وعملاً وإخلاصاً وأملاً. أعطت الحياة والناس والمدرسة وحزبها التقدمي الإشتراكي متحلية بدماثة الخلق والنشاط والمثابرة والإنفتاح”.
وقال “نودّع اليوم السيدة جيهان، إنها من جيل المربين والمربيات، المؤمنين والمؤمنات بالرسالة التربوية العظيمة، معلمة ومديرة عملت بنكران الذات في ذلك الزمن المتقلب والمثقل بالتناقضات فكانت الواعية المدركة لما يحدث اليوم من حرب مدمرة، كما كل الرفاق، لوجوب وقف آلة الحرب وتنفيذ القرار 1701 وإنتشار جيشنا الوطني على كامل الأراضي اللبنانية، ووضع الخلافات السياسية وراءنا لإستقبال وإحتضان أهلنا النازحين من الجنوب. فيا أيتها الرفيقة يعزّ علينا فراقك في وقت نحتاج فيه إلى أمثالك من الرجال الأوفياء والنساء الصادقات الذين يدركون صفحات أدب الحياة وصولاً إلى ثورة في عالم الإنسان”، ليختم بتقديم العزاء بإسم الحزب التقدمي الإشتراكي، قيادة وأفراد إلى عائلة الفقيدة.
كلمةُ أهالي عماطور
وتحدث بإسم أهالي عماطور عبدالله عبد الصمد وجاء في كلمته “إنطلقت مسيرتُكِ النضالية من الإتحاد النسائي التقدمي، ثم تتوَّجت بالإنتساب إلى حزب الشرفاء والمناضلين، الحزب التقدمي الإشتراكي، وكان لإنتسابِكِ فرقٌ إيجابيّ، وقيمةٌ مضافةٌ شَعَرَ بهالتها جميع الرفاق. فشكّلت على مدى سنواتٍ طِوالٍ رحلةً مستدامة من النضال والوفاء، من الكدّ والعمل الجاد، رحلةً مكلَّلة بصدق القَسَمِ ورفعةِ القِيَمِ الإنسانيّة، عمل مرتكزٌ على الإنفتاح على الرأي الآخر وتقريب وجهات النظر. فلطالما كانت الأولوية لعماطور، وللإلفة والمودة بين أبنائها بالتوازي، كنتِ تتألقين في القطاع التربويّ، حملتِ مشعلَ التعليمِ رسالةً لا مهنةً، وعَبَرتِ السنين متوَجةً بمحبة وإحترام الزملاء والتلاميذ، وكلّ من عرفكِ يوماً”، مؤكدا “إدارتُكِ لمدرسة عماطور الرسميّة كانت لحظة إنتقال المدرسة من التميّز الى الأوليّة، ومن التألق الى صناعة النور، إنه الفرق بين احترافِ المهنةِ وإعتناقِ الرسالة”.
وختم شاكراً وفود المشيعين على مواساتهم ومشاركتهم مصابهم الجلل.
بعدها أقيمت مراسم الصلاة على روح الفقيدة قبل أن يوارى جثمانها الثرى في مدافن البلدة.