مطار بيروت خارج دائرة العدوان
في زحمة الحديث والتكهنات بتصعيد العدوان الإسرائيلي ربطاً بتطور المواجهات الميدانية، تتعدد السيناريوهات حول انعكاسات الردّ الإسرائيلي على إيران، في الميدان الجنوبي اللبناني، خصوصاً بعدما ترافقت مع تحذير أميركي هو الأكثر خطورة للأميركيين في لبنان من البقاء والدعوة إلى المغادرة فوراً، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول ما ينتظر اللبنانيين من اعتداءات قد تتدحرج وتتصاعد بوتيرة من العنف الإسرائيلي المفرط، الذي لم يوفر حتى قوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب.
وإذا كانت الساعات الماضية قد اتّسمت بمعارك من مسافة صفر على جبهة الجنوب، فإن الأحزمة النارية التي تكرّرت في أكثر من منطقة في الجنوب وفي البقاع، تُنبىء بتصعيد واسع في المعارك المباشرة، إلاّ أن أوساطاً سياسية مطلعة تؤكد ل”ليبانون ديبايت”، أن المرافق العامة، وبالتحديد المطار والمرفأ والبنى التحتية وغيرها من المؤسسات، هي خارج دائرة التهديد، وإن كانت تجزم بأن الإجرام الإسرائيلي يبقى دائماً خارج أي توقعات أو سيناريوهات، خصوصاً وأن المعركة طويلة ولا أفق زمنياً لها، طالما أن ما من قوة باتت اليوم قادرة على ردع بنيامين نتنياهو في ضوء الدعم الأميركي اللامحدود لإسرائيل.
ورداً على سؤال حول تحوّل المواجهة إلى حرب استنزاف طويلة، تقول الأوساط، إن لبنان في استنزافٍ منذ عام، والفارق الوحيد حالياً، هو في تغيير طبيعة الإستنزافات على الأرض اللبنانية، وذلك بانتظار توافر مبادرة لبنانية قوية قادرة على انتزاع ثقة المجتمع الدولي بالقرار اللبناني.
وفي تفصيلٍ لهذه المبادرة، تتحدث الأوساط نفسها، عن ضرورة الإسراع في تشكيل إطار وطني شامل، يعمل على تأمين قرار جامع بتطبيق القرارات الدولية واتفاق الطائف، واتخاذ إجراءات عملية لآليات واقعية تعلِّل الشرعية الدولية، واحترام الإستحقاقات الوطنية الضرورية كمدخل لإعادة تكوين السلطة.