خيط الحرير الفاصل عن الحرب!

صدى وادي التيم-متفرقات/

بات الخيط رفيعا جدا بين تسوية تعمل واشنطن بجدّ على تحقيقها وبين الحرب الكبرى أو تلك المعروفة بالحرب الثالثة بين إسرائيل وحزب الله. ولا ريب أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة لتبيان حقيقة ما ستكون عليه المنطقة (وليس لبنان وإسرائيل فحسب) من تطورات قد تتحوّل دراماتيكية ومؤسِّسة لعصر إقليمي جديد تطغى عليه القلاقل والتوترات، وتقوده قوى تتصارع عنيفا على الجغرافيا والجوسياسة والنفط والغاز.

الحاصل حتى الآن أن واشنطن دخلت في سباق مع الوقت من أجل ترسية بدايات حلّ بين حزب الله وتل أبيب، مستغلّة وجود الدول المعنية بالأزمة في نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وموظّفة في مصلحة هذا الحل ما تملك من نفوذ ودالة وعناصر تأثير ديبلوماسي ومصلحي. ويلعب المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين دورا متقدّما لهذا الغرض.

وتكوّنت لدى المسؤولين اللبنانيين صورة واضحة عمّا يجري العمل عليه، وهو نوع من هدنة موقتة تعلّق أو تجمّد فصول الحرب بين تل أبيب والحزب لمدة تصل إلى ٤ أسابيع تنطوي على وقف إطلاق الصواريخ من الحزب والهجوم الجوي من إسرائيل بالتزامن مع بدء مفاوضات نواتها تنفيذ القرار ١٧٠١ على جنبيّ الحدود تقود إلى انتشار الجيش اللبناني عند الحدود بقوة مؤثرة (يعدها القرار المذكور مقبولة عند وصولها إلى ١٥ ألف من العديد) تستلم الأمن في منطقة انتشارها. كما تتضمّن الأسابيع الأربعة بدء مفاوضات لبنانية- إسرائيلية غير مباشرة بقيادة أميركية ترمي إلى رسم صورة الحل المستدام للحدود البرية، على أن يكون الهدف النهائي التوصل إلى اتفاق لوقف النار على غرار تجارب سابقة (١٩٩٦ و٢٠٠٦). ولا مانع عندها من تمديد الهدنة ما لزم من وقت للتوصل إلى هذا الاتفاق.

وتعتقد مصادر ديبلوماسية رفيعة أن عناصر انضاج هكذا اتفاق، وهو عبارة عن سلة متكاملة تسقط عناصرها بمجرّد سقوط واحد منها، لم تنضج بعد، مشيرة إلى أن المبادرة واعدة وإن تكن صعبة المنال، خصوصا أنها تتطلب موافقة الأطراف المعنية، فيما إسرائيل تعتبر نفسها متفوقة في الصراع القائم، وتاليا هي تصعّب شروط قبولها بالمبادرة قدر الإمكان تحت طائلة موافقة الحزب أو المضي في الحرب عليه.

وتشير إلى أن المجهود الأميركي القائم بقيادة هوكستين يشارك فيه من جهة إسرائيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر الذي كلفه نتنياهو بمتابعة التفاصيل، والفرنسيين وإن بحضور منخفض التأثير، ولبنان عبر حزب الله بدور أساس يقوده في الواجهة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يتولى قناة أيصال الرسائل والإجابات على ما يطرحه الأميركيون من أفكار بالواسطة على حزب الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى