مِن جَيْبِ مَن سيُموَّل الجنوب؟

صدى وادي التيم-لبنانيات/

لا يملك أي طرف من الاطراف المفاوضة على ورقة التسوية في غزة وصفقة التبادل، جوابا على موعد انهاء الحرب في القطاع ووقف حروب الاسناد والمشاغلة. فالجميع يراهن على الضغط الاميركي لاخضاع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتوقيع على التسوية والتفكير من بعدها في اليوم التالي للحرب.

لا تخضع جبهة لبنان برأي عدد من الخبراء العسكريين، لشروط غزة خصوصا وأن مواقف وزراء حكومة نتنياهو متحررة من فكرة عدم خوض المواجهة على الجبهة الشمالية فهي برأيهم لم تشهد خسائر كبيرة على المستوى البشري اسوة بما يحصل في غزة، بل تبرر اسرائيل عدوانها اليوم على القرى الحدودية جنوبا في اطار الرد على صواريخ حزب الله التي يطلقها على المستوطنات، كما ان الطلقة الاولى برأيهم كانت من الجانب اللبناني وبالتالي فإن الاعتداء بدأ من قبل حزب الله وفق التبرير الاسرائيلي. وتعزز المواقف الاخيرة لنتنياهو ووزير ماليته وقبله وزير الدفاع والوزير اليميني المتطرف بن غفير، فرضية الحرب الكبيرة مع لبنان مع فارق التوقيت الزمني الذي يبقى مرهونا بالتطورات في الشرق الاوسط وموقف ايران بعد الانتخابات الاميركية معطوفا على هوية الرئيس الجديد.

ولكن يبقى هاجس الحكومة اللبنانية وخلفها حزب الله البحث عن ايرادات كبيرة لاعادة بناء ما تهدم جنوبا واعطاء ضمانات من قبل الحزب لبيئته لاعادتهم الى قراهم كما حصل في العام 2006. تختلف حرب غزة عن عدوان تموز على كافة المستويات ومن بينها المستوى المالي، فالحكومة عاجزة اليوم عن دفع التعويضات لاهالي القرى الذين تهدمت بيوتهم، وحزب الله هو الآخر غير مرتاح على المستوى المالي لاطلاق الوعود، وفي كلا الحالتين وُجِب البحث في الخيارات المتاحة أو تلك التي يمكن أن تعيد للمواطن الجنوبي بيته الذي خسره مع أرضه ومزروعاته.

لا أموال بالمجان من قبل الدول العربية كما حصل في حرب تموز عام 2006 تؤكد مصادر وزارية مطلعة، فالوضع اليوم مأساوي مع رفض الدول الخليجية مدنا بالاموال، مشيرة الى أن قطر التي تتمايز في مواقفها عن الدول الخليجية الاخرى، تربط المساعدات بتطبيق لبنان للقرار 1701 بكل مندرجاته ووفق نص مكتوب توقع عليه الحكومة اللبنانية ويرضخ له حزب الله. وتؤكد المصادر الوزارية أن لبنان غير قادر على دفع مستحقات أهل الجنوب أو الذين تم تدمير منازلهم، مذكرة بانفجار المرفأ حين جاءت الدول المانحة من أوروبية وعربية وعززت دور المنظمات غير الحكومية ونأت بالدولة اللبنانية، فكانت النتيجة اعادة ترميم المنازل المدمرة من الانفجار من قبل تلك المنظمات وهو ما عزز دورها على حساب الدولة والحكومة. اليوم، تحذر المصادر من تكرار السيناريو جنوبا في حال وجد حزب الله نفسه أمام معضلة الايرادات ومضطرا الى “قبة باط” لتلك المنظمات من أجل السماح لها بالدخول الى بيئته، عندها يمكن الحديث عن وعود آيلة للتحقق مع اهالي الجنوب الذين خسروا كل شيء في هذه الحرب، اما في حال كان للحزب رأي آخر فعندها يمكن أن يأتي بمصادر تمويل من الجهات التي تدعمه وتحديدا ايران، ولكن ذلك يتطلب وفق المصادر الوزارية توافقا اقليميا وتحديدا بين واشنطن وطهران.

في المقابل، تشير مصادر مقربة من الثنائي الشيعي الى أن الحزب وضع خارطة طريق لاعادة اعمار القرى الجنوبية حين تنتهي حرب الاسناد، ويتطلع الى تقديم نماذج جديدة لهذا الاعمار وفق رؤية متطورة يريد من خلالها توجيه رسائل الى من يعنيهم الامر بأن الحرب لن تدفع بالمواطن الجنوبي الى ترك أرضه وسيفاجئ الجميع بما يتم تحضيره على هذا الصعيد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى