الإجتياح.. خيار إسرائيلي ممكن!
صدى وادي التيم-متفرقات/
لم تمرّ التهديدات الإسرائيلية للبنان أخيراً بشكلٍ طبيعي أو روتيني كما غيرها من التحذيرات، ذلك أن اللحظة والظرف السياسي الذي تُطلق فيه، يختلف بالكامل عن السابق، فبنيامين نتنياهو يراهن على الصمت الدولي إزاء الحرب على غزة، من أجل أن يتمادى في تنفيذ سيناريو العدوان على لبنان، خصوصاً بعدما باتت الحرب على جنوب لبنان تشكل نقطة الإلتقاء الوحيدة في الداخل الإسرائيلي.
ويرجّح الكاتب السياسي والمحلل طوني عيسى، أن يكون نتنياهو أوصل رسالةً إلى الجانب اللبناني، مفادها أن إسرائيل لن تتورع عن العودة إلى جنوب لبنان، أي اجتياح جنوب لبنان إذا اضطرّها الأمر إلى ذلك.وفي حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، يركز المحلل عيسى على إعلان نتنياهو أن “إسرائيل أخطأت عندما انسحبت وكان عليها أن تعود إلى لبنان عند إطلاق أول قذيفة”، مشدداً على المغزى السياسي لهذ الموقف والذي لا يمكن التعاطي معه باستخفاف، خصوصاً وأن قادة إسرائيليين أوصلوا رسائل بهذا المعنى أي الإجتياح للجنوب، من خلال القول إن المنطقة العازلة في الجنوب يجب أن تتشكل سواء حصل ذلك بالديبلوماسية أو بالقوة العسكرية.
وحول المدى الذي من الممكن أن تصل إليه هذه “القوة العسكرية الإسرائيلية”، يؤكد عيسى أنها “لا تعني فقط الضربات كما يحصل اليوم، بل لا يمكن استبعاد الإجتياح البري”.
وفي هذا الإطار يكشف عيسى عن أن المعلومات التي تتردد في الأوساط الدبلوماسية، تقول إن الإسرائيليين يميلون إلى تنفيذ عملية اجتياح قد تكون سريعة، هدفها ضرب مواقع “حزب الله” ثم الإنسحاب سريعاً، ولكن من يمنعهم من ذلك هم الأميركيون.
ويشير عيسى إلى رسالة متشددة من واشنطن إلى إسرائيل تقول فيها إنه على إسرائيل أن لا تخرق القرار 1701 الذي يرسم قواعد الإشتباك الواضحة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، ويمنع إسرائيل من خرق الأراضي والأجواء اللبنانية، ولكن إسرائيل، في السنوات ال17 التي فصلت بين اليوم والعام 2006، حاولت أن تتفادى خرق القرار 1701 باعتباره ضمانة أميركية وغربية، إنما عندما باشر حزب الله بحرب المساندة في الجنوب باتت إسرائيل تعتبر أن يدها طليقة في خرق ال1701 .
ويبقى الرهان اليوم، يتابع عيسى، هو هل سيمنع الأميركيون إسرائيل من الدخول في مغامرة برية في لبنان أم لا، لأن الإسرائيليين يتهيّبون هذا الدخول، لكنه خيار يصبح وارداً إذا درس القادة العسكريون المكاسب التي يمكن أن يحققوها من هذه المغامرة.
المصدر: ليبانون ديبايت