تصعيد إسرائيلي في الأيام المقبلة؟!

صدى وادي التيم – أمن وقضاء /

استبعد الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية العميد الركن المتقاعد هشام جابر في حديث الى «الأنباء»، الحرب الواسعة بين ««حزب الله» وإسرائيل.

لكنه اعتبر ان الحرب «لن تكون مستحيلة فيما لو اخطأ اي من الأفرقاء في حساباته الاستراتيجية. فالقوى الدولية كافة باستثناء نصف الكيان الإسرائيلي، ترفض اندلاع حرب لن تبقى ضمن دائرتها الإقليمية، بل ستخرج منها وتتمدد حكما لتتحول خلال أيام أو أسابيع بفعل التدخلات الدولية، الى حرب عالمية ثالثة سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وللمرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري في أميركا دونالد ترامب، ان حذرا من انزلاق العالم اليها».

وأكد جابر «ان حزب الله كمقاومة أكثر من يرفض توسيع رقعة الحرب، انطلاقا من رفضه تحميل لبنان ما لا قدرة له على تحمله في ظل الانهيار الاقتصادي والنقدي، ناهيك عن ان حليفته الأكبر ايران ترفض ان تتورط في حرب من شأنها تدمير المنطقة برمتها، ليقينها ان الحرب في جنوب لبنان تختلف بكل المقاييس والمعايير عن الحرب في قطاع غزة، كون القدرات القتالية لدى حزب الله بما يملكه من ترسانة صاروخية مدمرة، ستستدعي دون أدنى شك تدخلا عالميا في المعركة، ما يؤدي الى حرب شاملة تخرج عن السيطرة».

وردا على سؤال، قال جابر ان «قواعد الاشتباك تبدلت أطرها ومعاييرها مع توسيع الإسرائيلي رقعة أهدافه في الداخل اللبناني، الأمر الذي استدعى التعامل معه بالمثل من قبل حزب الله. وهذا يعني ان الأيام المقبلة ستحمل معها دون أدنى شك تصعيدا إسرائيليا غير مسبوق، انما ضمن ضوابط تحول دون خروجه عن السيطرة، لتفادي تحميل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التدهور والدفع بالمنطقة الى المجهول. لذا يعمل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو من خلال استهدافه جوا لمناطق لبنانية بعيدة من الميدان، على استفزاز حزب الله واستدراجه بالتالي الى ان يأخذ على عاتقه قرار اندلاع الحرب الموسعة، وهذه الهدية الثمينة التي لن يقدمها له الحزب ايا تكن الاعتبارات».

وتابع:«من هنا يتمهل حزب الله في الرد على اغتيال القائد الأول في المقاومة فؤاد شكر. ويدرس الرد بدقة متناهية، ويزن أبعاده وتداعياته وردود الفعل عليه في ميزان الجواهرجي، لان الحزب لن يعطي العدو الإسرائيلي الفرصة التي ينتظرها بفارغ الصبر لإدخال المنطقة في فم التنين، علما انه جاهز للتعامل مع الحرب الموسعة في حال اندلاعها، بحيث انه لن يتردد في استهداف ما هو أبعد من العمق الإسرائيلي بالصواريخ الدقيقة والذكية».

وعن رؤيته لكيفية انتهاء «حرب الإسناد» في ظل تعثر المفاوضات بين حماس وإسرائيل، أشار جابر الى «ان هذه الحرب لن تنتهي ما لم يتم الوصول الى وقف إطلاق النار في غزة. وستستمر بالتالي مفتوحة على كل الاحتمالات خصوصا ان رئيس أركان جيش العدو هرتسي هليفي عاد وأكد خلافا لبيانه السابق، على استمرار العمليات العسكرية في غزة حتى تحقيق الاهداف منها، وأبرزها تحرير المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء حركة حماس. في حين يملك حزب الله من القوة العسكرية ما يكفي لاستمراره في حرب الإسناد حتى تحقيق الغاية منها، ما يعني اننا في حلقة مقفلة لا خروج منها الا بقرار إسرائيلي يقضي بوقف إطلاق النار في غزة، او بحرب شاملة تدخل العالم بأسره في المجهول، وهذا احتمال مرفوض كونيا ومستبعد للغاية».

زينة طبارة – الانباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى