أنفاق العبور أخطر من مدن الصواريخ المدفونة في الأرض

صدى وادي التيم-متفرقات/

فيما مفاوضات غزة تتعثر و”إسرائيل” تمعن في فرض شروطها، سرق اشتعال الجبهة الشمالية وما حمله معه من تطورات نهاية الأسبوع، الأضواء عما عداه من ملفات، إذ جاءت تطوراته المتسارعة ليحجب كل منها الآخر على أهميته، لعل أبرزها رسالة “عماد ٤” ، التي وضعها الكثيرون في خانة التحذير من خرق الخطوط الحمراء المرتبطة باندلاع الحرب الشاملة، وأن أصبحت إقليمية، وتحديدا لجهة القدرة على توجيه الضربة الثانية.

المهم أن الجميع بات مسلمًا بالرد القادم، مهما طالت مدة الانتظار، والذي على أساسه سيبني حزب الله المقتضى، وهو ما أبلغه “الرسول اللبناني” لكل المعنيين في الغرب والشرق،  حيث يملأ الفراغ أكثر من تطور- رسالة، بقيت بغالبيتها خارج التداول، من حقيقة ما حصل في كفركلا، الى غارة سهل سرعين، بالأمس.

في كل الأحوال تشير مصادر مقربة من حزب الله الى أن ما يؤرق المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل، هو “أنفاق العبور”، والتي باتت تشكل الهاجس الأكبر،  منذ أن هدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله باقتحام الجليل مع ما يعنيه ذلك من قدرة للحزب على دخول المستوطنات، دون أن ينتقص ذلك من أهمية مدن الصواريخ المقامة تحت الارض. 

خطر يقر به الجيش الإسرائيلي ويسعى جاهدًا لمواجهته، إذ بدأ فعلاً في تنفيذ خطة واسعة متعددة المستويات ومعقدة التنظيم لمواجهة خطر الأنفاق، تشمل فضلاً عن جمع المعلومات، وتحديد أماكنها، والتعرف الى طبيعتها وتجهيزاتها، الجاهزية الفورية لتدميرها بحسب تقارير العدو، والتعاون مع بعض الدول والحكومات الصديقة والحليفة، التي تملك الخبرة والتجربة في علوم الجيولوجيا وطبقات الأرض، واستيراد معداتٍ وتجهيزاتٍ خاصة، وتطوير آليات وأجهزة من شأنها دراسة طبقات الأرض وتحديد محتوى أعماقها، ورصد أي ترددات أو ذبذبات داخلها، وزرع مجسات حرارية غاية في الدقة والتطور، تكون قادرة على حساب أي متغيرات جوفية، ومعرفة أو تحليل أسبابها.

ووفقاً لتقارير إسرائيلية ، فقد ركّز الجيش اهتمامه لبحث سيناريوهات قيام «الحزب ومنظمات أخرى»، بحفر أنفاق هجومية، تبدأ من الأراضي اللبنانية، وتنتهي داخل البلدات والمستوطنات الإسرائيلية، على غرار الأنفاق الهجومية التي تمكنت «حماس» من حفرها في العمق الإسرائيلي، رافعا من عديد وحدات الهندسة ومحسنًا من تجهيزاتها، خصوصا المختصة بالحرب تحت الأرض، لمواجهة خطر الأنفاق، وتشكيل وحدات إضافية لهذه الغاية، بالتزامن مع تشكيل هيئة تكنولوجية، تركّز جهدها في مجال إيجاد حلول تكنولوجية لخطر الأنفاق، بعد أن فشل الجيش الإسرائيلي، بالرغم من معرفته بوجود الأنفاق في قطاع غزة، في إيجاد طريقة لكشف هذه الأنفاق وهدمها، حيث يسعى الجيش لتطوير وسائل تكنولوجية تساعد في هذه المهمة في أعالي الجليل، لمحاولة اكتشاف أنفاق من المحتمل أن يكون «حزب الله» قد حفرها ، باعتبار أنها الوسيلة الوحيدة التي تسمح لعناصر الحزب بتخطي السياج الحدودي والدخول الى عمق المستوطنات الإسرائيلية، في حال أراد الحزب تنفيذ تهديداته.

وبحسب ما بات معروفا، يملك حزب الله أربعة أنواع من الأنفاق، الأولى هجومية، يتراوح طولها بين مئات الأمتار حتى كيلومتر واحد، يصل عمقها لعشرات الأمتار، محمية بجدران من الباطون ومجهزة لتخزين الوسائل القتالية، الثانية دفاعية، تنتشر فيها العبوات الجانبية إضافة الى ما تقدم، أما الثالثة فتستخدم كمراكز قيادة وسيطرة ، وأخيرا المخابئ والمستودعات، على غرار “عماد ٤”.

وهنا تكشف المصادر أن الولايات المتحدة الأميركية دخلت على الخط بقوة مع نشر شريط “جبالنا خزائننا”، حيث كثفت طائرات تجسس وحرب إلكترونية، مجهزة بتقنيات مسح متطورة جدًا، من عمليات استطلاعها ومسحها الجيولوجي، لكامل الأراضي  اللبنانية وصولا باتجاه الداخل السوري، لناحية المقلب الشرقي من السلسلة الشرقية، فضلا عن مراجعة مسح قديم سبق وأنجزته خلال فترة الحرب ضد المنظمات الإرهابية،التي سيطرت على عشرات الأنفاق التي أقامتها المنظمات الفلسطينية في السنوات الماضية، حيث يعتقد أن حزب الله وضع يده عليها وعمل على تطويرها مستعينا بتكنولوجيا إيرانية وكورية شمالية.

مع الإشارة الى أن السفارة الإيرانية في بيروت أرادت التأكيد عبر تغريدة لها على منصة “إكس”، أن الجبال الإيرانية تحوي العشرات من هذه المدن. 

في البر والبحر والجو تعيش القيادتان العسكرية والسياسية في إسرائيل هاجس ما قد ينتظرها على الجبهات، خصوصا الشمالية، حيث اعتادت أن يفي حزب الله بوعوده، مفجرًا مفاجآته، خصوصا في ظل التهديدات التي يطلقها أمينه العام. فماذا ترى سنشهده في حال وقع المحظور الذي يعد له الطرفان العدة؟

المصدر: ميشال نصر – الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى