قصة أغرب من الخيال.. العشرات قضوا غرقاً بالعسل!
صدى وادي التيم – متفرقات /
قبل نحو مئة عام، اجتاحت موجة عاتية من “دبس السكر”، الذي يُعرف أيضاً باسم “العسل الأسود”، أحد أحياء مدينة بوسطن الأمريكية.
فقد أدت عيوب في التصميم على ما يبدو إلى حدوث أحد أغرب الكوارث الناجمة عن أخطاء بشرية خلال القرن الماضي، ألا وهو ما سُمي “فيضان دبس السكر العظيم لعام 1919”.
وفي التفاصيل، فإن خزان هائل الحجم من الصلب، يحتوي على 2.3 مليون غالون (8.7 مليون لتر) من “دبس السكر”، وكان الخزان يُطل على ملعبٍ للأطفال، ومركزٍ للإطفاء، فضلاً عن مبانٍ سكنية. وكانت المادة المُخزّنة في هذا المكان، تأتي من جزر الهند الغربية، لكي يتم تحويلها إلى “إيثانول” يُستخدم على نطاق صناعي، على يد شركة “يو إس إندستريال ألكوهول كمباني” المالكة للخزان.
وكانت الشركة تبيع “الإيثانول” بعد ذلك، ليُستخدم في الذخائر، التي يجري الاستعانة بها خلال الحرب العظمى، والتي عُرفت فيما بعد باسم الحرب العالمية الأولى، وقد تم تصنيع هذا الخزان بشيء من العجلة.
وبعد أربع سنوات مضت على بقاء الخزان في مكانه دون أحداث تُذكر، قامت الدنيا ولم تقعد في 15 يناير/ كانون الثاني 1919، ففي ذلك اليوم كانت الحياة تسير بوتيرتها المعتادة في “نورث إند”، إلى أن بلغت الساعة 12 و40 دقيقة بعد الظهر، حين سُمعت أصواتٌ تشبه إطلاق نار من سلاح آلي، وآنيناً مُعَذَباً على نحو مروع.
وحسبما قالت صحيفة “بوسطن غلوب” في اليوم التالي فقد “وقع الانفجار دون أدنى تحذير، فبمجرد أن سُمع ذاك الصوت المدمدم الخفيض، لم يجد أحدٌ فرصةً للهرب”. فقد انسكب جدارٌ من “دبس السكر”، قيل إن ارتفاعه بلغ 25 قدماً (7.5 أمتار)، منهمراً من الخزان المتصدع، وقد دمرت هذه الموجة المباني، وجرفت معها البشر، وضربت خطاً للسكك الحديدية ذا مستوى مرتفعٍ عن سطح الأرض كان على مقربة، بقوة أدت إلى التوائه.
مشهد ما بعد وقوع الكارثة كان لا يُوصف. فقد تراكمت في طرقات الحي، كمياتٌ من “دبس السكر”، يصل ارتفاعها إلى خصر الإنسان، وتزايد سمكها، ما اضطر الناس والحيوانات لبذل جهود مضنية للتحرر منها والتمكن من الحركة.
وعندما انتهت عمليات انتشال جثث القتلى، تبين أن عدد هؤلاء يصل إلى 21 شخصاً، من بينهم ماريا دي ستاسيو؛ شقيقة أنتوني التي لم يكن عمرها يتعدى 10 سنوات، وكذلك ربة منزل في الخامسة والستين من عمرها، قضت نحبها عندما انهار منزلها فوق رأسها، كما خلّفت الكارثة أكثر من 150 جريحاً.