ليث طار من شرفة غرفته في الطبقة الرابعة…أولى ضحايا لعبة الحوت الازرق في لبنان؟
ليث طار من شرفة غرفته في الطبقة الرابعة…أولى ضحايا لعبة الحوت الازرق في لبنان؟
النهار – اسرار شبارو
“تعلّق غير طبيعي بالهاتف، سهر طوال الليل وهو يقلّب شاشته، طلب شراء قلم “تاتو”، رسم اوشمة على جسده، حركة فوق الطبيعية، مشي على حافة الشرفة، تدلي جسده خارجها، وصولاً الى ظهور علامات الخوف عليه، والسؤال عما اذا كان الانتحار جريمة…”. علامات ظهرت على ليث أشرم قبل ان يسقط من شرفة منزله الكائن في الطبقة الرابعة من شارع عمر بن الخطاب في منطقة رأس النبع. ثمة رواية طاغية تقول أنه ألقى بنفسه من الشرفة. الوالدة المفجوعة غادة لم تعلم بكل الاشارات التي ارسلها ابنها بشكل واضح او خفي لكن كما قالت” تملكه الخوف قبل 5 ايام من “طيرانه” أمام عيني من شرفته من دون أن يخطر ببالي أن لعبة الحوت الازرق كانت سبب تغيره”.
اشارات واضحة
قبل خمسة أيام من اقدام ابن السادسة عشر على “رمي نفسه” بدأت والدته تستغرب من أمور عدة ظهرت عليه وكما شرحت لـ”النهار”: “معروفٌ عن ليث انه شاب هادئ، لا يخاف، فجأة لم يعد يخرج ليلاً بمفرده بل يصطحب شقيقته الصغرى معه، كما انه انتقل للنوم في غرفة الجلوس امام التلفاز اذ اصبح يخاف من النوم بلا أصوات، لا بل أكثر من ذلك سألني إن كان الانتحار جريمة، أجبته: “هو محرم”، ولماذا هذا السؤال، كان ردّه أنه يريد الاستفهام إن كان القانون يلاحق المنتحر ان بقي على قيد الحياة لأنه يتابع فيلماً هندياً يتعلق بهذا الموضوع”.
لحظة “النهاية”
في الأول من أيار، عند حوالي الساعة السابعة مساء، كانت غادة تقف أمام باب غرفة ليث تحادثه عندما “غافلني و”طار” في لحظة وكأنني في مشهد من فيلم هندي، لم أستوعب ما جرى، سارعتُ وأيقظتُ زوجي أحمد” الذي قاطعها قائلاً: “عندما سمعتها تصرخ بأن ليث وقع لم أستوعب الأمر، ركضتُ على الدرج من دون أن أصدق، واذ بمالك المبنى يقول لي أن شاباً وقع من شقتنا، لم أعد أستطيع الكلام، حضر الصليب الأحمر ونقله الى احد المستشفيات”.
أخبار صادمة
بعد وقوع الكارثة أطلع مصطفى صديق ليث، غادة ان ابنها كان يلعب لعبة الحوت الازرق، مضيفة “في احدى المرات طلب ليث من مصطفى كما قال الذهاب للمشي على حافة جسر المشاة على رأس النبع حيث يسمونها لعبة الموت، كما اطلعتني شقيقته رين انها رأته عدة مرات يمشي على حافة الشرفة، ويعلق اصابعه على حافتها ويدلي كامل جسده الى الخارج، الا انه كان يطلب منها الا تخبر احداً”.
فضول مراهق
قبل خمسة اشهر قصد ليث لبنان من حلب للعيش مع والدته المتزوجة من احمد نجم (لبناني)، واشار احمد” حينها لم يكن يمتلك هاتفاً، وبعد ان حصل عليه بدأ يتعلق به رويداً رويداً، وقد بدا ذلك عليه عندما اصاب هاتفه عطل، حينها بدأ استعارة هاتفي او هاتف والدته للسهر طوال الليل، في احدى المرات رأيت انه دخل على موقع يدعى الموقع الازرق لكن لا اعلم خلفية الامر فأنا غير ملّم بالتكنولوجيا”، عندها تذكرت غادة شيئاً حيث قالت” اعتقد ان دخوله الى هذه اللعبة كان من باب الفضول بعد مشاهدته برنامجاً على احدى الشاشات اللبنانية تطرق للموضوع حينها استغرب كيف يمكن للعبة ان تتحكم بانسان”.
وضع مستقر ولكن
مصطفى صديق ليث، في وضع نفسي صعب، وعما ان كان هو الآخر يلعب هذه اللعبة أجابت والدته نسرين في اتصال مع “النهار”: ” لست متأكدة من الامر، فهو يعيش مع والده، لكنه متعلق بهاتفه كثيراً ويسهر طوال الليل، كان ليث يطلب منه التدلي عن الشرفات والمشي على حافة الجسر الا انه كان يرفض، وقد طلبت من والده مراقبته والانتباه عليه”.
وضع ليث الصحي اليوم كما قال طبيبه جراح الدماغ والاعصاب الدكتور عمر الأعور لـ”النهار” ” مستقر”، وشرح: “عندما وصل كان شبه ميت، دماغه كان منتفخاً جداً، الامر الذي اضطرنا الى ازالة جمجمته كي يستريح الدماغ وذلك من خلال عملية خضع لها قبل اسبوعين، بدأ الآن يتجاوب معنا، يشدّ على يدنا، ويحرك اطرافه، اعتقد انه سيستيقظ من دون ان استطيع تحديد الضرر الذي سيتعرض له قبل شهرين من الحادث”. واضاف “بشكل عام وضعه الى تحسن، وسيخضع الى عملية ثانية خطيرة لاعادة الجمجمة، الى مكانها”.
الامم المتحدة تكفلت بعلاج ليث حتى 17 الف دولار، ولفت زوج والدته “تجاوز علاجه المبلغ، اسعى كي تغطي وزارة الصحة باقي التكاليف، لكن الى حينه تراكم مبلغ كبير علينا، كما انه سيحتاج الى مصاريف كبرى ان كتبت له الحياة، وانا اعمل سائق سيارة اجرة، لذلك اطلب ممن يرغبون بمساعدتي التواصل معي على الرقم 71523854 ولهم جزيل الشكر”.
تحذير قوى الامن
وكانت القوى الامنية قد حذرت في بيان انه “بعد تلقي عدد من الافادات من قبل المواطنين، حول اطفال تظهر عليهم علامات خمول ذهني ويحاولون الانتحار نتيجة استخدامهم لتطبيقي “الحوت الازرق” و”مريم”. بهدف نشر التوعية عن ابرز الجرائم المعلوماتية المرتكبة عبر الانترنت وبخاصة الالعاب الحديثة التي تؤثر بشكل سلبي على مستخدميها ولاسيما الاطفال، قام مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية في وحدة الشرطة القضائية بشرح يضيء على خطورة هذين التطبيقين.
الحوت الازرق (Blue Whale): لعبة على شبكة الانترنت، تم التبليغ عن ضحايا قضوا انتحارا من جرائها في عدة دول اجنبية وعربية.وهي تتكون من تحديات لمدة 50 يوما، وفي اليوم الاخير يطلب من اللاعب الانتحار، وتؤمن للأطفال مكانا افتراضيا يحاولون اثبات انفسهم فيه، كما ان مصطلح “الحوت الازرق” يأتي من ظاهرة حيتان الشاطئ ويقول البعض انها تقوم بالانتحار طوعا. وتنطوي هذه اللعبة على سلسلة من الواجبات التي تعطى من قبل المشرفين مع حث اللاعبين على اكمالها، وتتنوع هذه المهام بين السيء والمباح والخطر، ومنها : – نحت عبارة “F57″ او رسم حوت ازرق على يد الشخص او ذراعه باستخدام اداة حادة، ثم ارسال صورة للمسؤول للتأكد من ان الشخص قد دخل اللعبة.
– الاستيقاظ عند الفجر (الساعة 4.20) ومشاهدة مقطع فيديو يتضمن موسيقى غريبة تترك اللاعب في حالة كئيبة.
-مشاهدة اشرطة فيديو مخيفة كل يوم.
– ايذاء النفس او محاولة جعلها تمرض.
– عدم التحدث مع اي شخص طوال اليوم.
– الانتحار بالقفز من مبنى او الطعن بالسكين.
وأضافت :” تطبيق “مريم”: هي لعبة رعب، تتميز بمرئيات ومؤثرات مرعبة، تدور احداثها حول طفلة تائهة يساعد اللاعب على ارشادها لتجد طريقها الى المنزل عبر توفير اجابات على اسئلة شخصية قد تخترق خصوصيته. تكمن مخاطرها في عدة امور ابرزها:
-قدرة اللعبة على الحصول وجمع معلومات شخصية عن المستخدم، الامر الذي ينتهك خصوصيته، ودخولها الى ملفاته على هاتفه من دون اذن.
-تحفيز الاطفال والمراهقين على ايذاء انفسهم، بالإضافة الى التأثير على طريقة تفكيرهم.
-استخدام رسائل تسويقية خاطئة ومضللة للترويج للعبة.
– دخول اللعبة في متاهات سياسية.
وختمت :”إن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي تحث الاهل على توعية ابنائهم ومراقبتهم ومنعهم من تحميل هاتين اللعبتين والالعاب المماثلة، كي يتجنبوا دخولهم الى هذا العالم الافتراضي الخطير”.