إسرائيل تصعّد الاغتيالات وواشنطن تستبعد الحرب

صدى وادي التيم-لبنانيات/

لم يدم انحسار المواجهات العنيفة في جنوب لبنان طويلاً، إذ عادت إسرائيل أمس إلى تكثيف عمليات استهداف واغتيال مقاتلين وكوادر وعناصر في صفوف “حزب الله” كما في صفوف “الجماعة الإسلامية”، فيما اكتسب رد الحزب طابع رفع وتيرة القصف الصاروخي واستخدام صواريخ ثقيلة. ومع أن جولة العنف الأخيرة لا تكتسب أي دلالات خاصة وتأتي امتداداً للمناخ المشدود الذي يسبق زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن ، فإن المخاوف لم تتراجع بإزاء الشحن الخطير الذي يواكب المواجهات الميدانية واستعار السباق الحاد بين التصعيد الميداني والجهود الديبلوماسية لمنع اشتعال حرب كبيرة.
ولكن اللافت في الأمر أن واشنطن وقبيل استقبالها نتنياهو مضت في الضغط لمنع اتساع التصعيد واستبعدت الحرب الشاملة، إذ أعلن البيت الأبيض أنه لا يرى أي مؤشرات على حرب شاملة على حدود لبنان وإسرائيل.
وإذ واصل وزير الخارجية عبد الله بو حبيب أمس لقاءات كثيفة مع وزراء خارجية دول عدة على هامش مشاركته في مناقشة مجلس الأمن الدولي للوضع في الشرق الأوسط، بدت الحكومة في مشهد مختلف داخلياً مع بروز التباينات الداخلية ضمن مكوّنات الحكومة نفسها حيال ملفات دقيقة تتصل بالجيش، إذ إن انعقاد جلسة مجلس الوزراء التي وافقت على طلب وزير الدفاع في شأن تسوية المدرسة الحربية لم يكفل حجب التباينات القائمة بين مكوّنات الحكومة بما دفع إلى الواجهة مصير الاهتراء الذي صار متفشياً في هيكل المؤسسات الدستورية، وداخل الحكومة جراء طول أمد أزمة الفراغ الرئاسي والانسداد السياسي الحاد الذي يتحكم بالأزمة الداخلية.
أما الوضع الميداني، فاتسم أمس بكثافة عمليات الاستهداف التي قامت بها المسيّرات الإسرائيلية إذ قتل بنتيجتها القيادي في “الجماعة الإسلامية” أبو محمود محمد جبارة جراء غارة في منطقة غزة في البقاع الغربي. وكانت مسيّرة إسرائيلية، أغارت على سيارة جبارة على طريق البلدة، ما أدّى إلى اشتعالها. واستهدفت غارة اسرائيلية أخرى منطقة مفتوحة في الجبل فوق بلدة عين التينة في البقاع الغربي. وفي موازاة ذلك على الجبهة الجنوبية أغار الطيران المسيّر الاسرائيلي على سيارة رابيد في بلدة جبال البطم في قضاء صور واستهدف عنصراً من “حزب الله” هو حسن علي مهنا “أبو هادي” من بلدة جبال البطم الذي نعاه الحزب.
وقام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة الوزاني. واستهدف بلدة شيحين بصاروخ موجّه. كما استهدف القصف المدفعي المتقطع، بلدة عيتا الشعب. واغار الطيران المسيّرعلى غرفة غير مأهولة اندلعت فيها النيران في وادي العزية، اطراف بلدة زبقين وتوجهت فرق الاطفاء الى المكان. وشن غارة ثانية استهدفت المنطقة الواقعة ما بين ياطر وزبقين. وتسبب الدوي الهائل الناتج عن خرق الطيران الحربي الاسرائيلي لجدار الصوت وعلى دفعتين ظهرا في اجواء منطقة النبطية بانهيار جزء من سقف منزل في حي فريدي في بلدة كفرتبنيت، ونجت العائلة بأعجوبة.
في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه قصف التجهيزات التجسسية في موقع حدب يارين بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى تدميرها. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء عن اطلاق نحو 20 صاروخ “بركان” من جنوب لبنان في اتجاه شمال إسرائيل. وأعلن الحزب مساءً أنه ردا على الاعتداءات والاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في بلدتي غزة وجبال البطم شن هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة فيلون مقر ألوية الفرقة 210 ومخازنها في المنطقة الشمالية، جنوب شرق مدينة صفد واستهدف أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها.
توقيفات في إسبانيا وألمانيا
وتزامنت هذه التطورات مع إعلان الشرطة الإسبانية أمس أنها اعتقلت أربعة مشتبهاً بهم، ثلاثة في إسبانيا وواحد في ألمانيا، في إطار تحقيق في بيع أجزاء من طائرات مسيّرة لـ”حزب الله”. وأضافت الشرطة أن التحقيق بدأ في إسبانيا، حيث رصدت الشرطة شركات إسبانية يملكها مواطنون لبنانيون المولد تتاجر بكميات كبيرة من أجزاء ومكونات طائرات عسكرية مسيّرة قادرة على حمل متفجرات.
وقالت الشرطة الإسبانية في بيان إنه استناداً إلى تحليل الوثائق التي توضح بالتفصيل تجارة مكوّنات الطائرات داخل أوروبا، فمن الممكن أن يكون “حزب الله” قد قام بتجميع مئات أو حتى آلاف الطائرات المسيّرة باستخدام أجزاء تلك الطائرات. وأوضحت الشرطة أن الطائرات الخفيفة، التي يصعب رصدها وإيقافها، كانت محملة بمتفجرات يصل وزنها إلى كيلو غرامات عدة ويتم إرسالها إلى داخل إسرائيل. وقال البيان إن بقايا الطائرات المسيرة التي يطلقها “حزب الله” والتي عثر عليها في إسرائيل تتطابق مع نوع المكونات التي صادرتها الشرطة في إسبانيا وألمانيا.
الحكومة والاعتراضات
بالعودة الى المشهد الداخلي أنهت جلسة لمجلس الوزراء التي عقدت أمس ببند وحيد مسألة مباراة الدخول الى الكلية الحربية، إلا أن مسألة إيجاد حل لتعيين قائد الأركان، لم تحل خلالها. وأصدر مجلس الوزراء قراراً وافق بموجبه على كتاب وزير الدفاع الوطني موريس سليم، إجراء مباراة بهدف إكمال عدد الضباط لدورة الكلية الحربية والذي يصل عددهم الإجمالي إلى 200، على أن يُلحق جميع الناجحين في آن واحد قبل نهاية تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. إلا أن وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي أعلن انه سجل اعتراضه على التسوية التي تمت والتي وافق عليها مجلس الوزراء، “فمن الأولى أن تُزال التحفظات عن إصدار مرسوم رئيس الأركان وهذا ما يساعد في انتظام العمل في المؤسسة العسكرية”.
ولفت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال الجلسة إلى “أنْ دعوته إلى الجلسة ببند وحيد هو وضع الكلية الحربية، تؤكد حرصنا على كيانية مؤسسات الجيش والقوى الأمنية، واستمرارية دورها الحامي للوطن والضامن للحريات، والاحتكام الدائم للقوانين والأنظمة. وقد اصررت على عقد الجلسة بهذه السرعة من أجل الاسراع في فتح الدورة الثانية، والبدء بالامتحانات اللازمة في وقتها”. أضاف: “نحن كما نؤكد في كل مقام وجوب انتخاب رئيس للجمهورية، لن نسمح بأن يتسلل الفراغ إلى المؤسسات وسنبقى في جهوزية لتفادي أي خطر يهدد مؤسسات الدولة، من خلال تحصينها وتحديثها ودعمها، مقدرين تضحيات أهلنا في الجنوب واستشهادهم في سبيل الحق والحرية وكرامة الوطن. كما نكرر إدانتنا لجرائم العدو الاسرائيلي، مطالبين بتنفيذ القرار 1701 وكل القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن في شأن الجنوب”.
وبدوره اعترض وزير الإعلام زياد مكاري على طرح وزير الشباب والرياضة جورج كلاس بوجوب إقرار بعض التعيينات الإدارية، تجانساً مع قرار فريقه السياسي المؤكد منذ البداية الالتزام بإتخاذ فقط القرارات الضرورية لتسيير المرفق العام ورفض التعيينات قبل انتخاب رئيس للجمهورية.
في المواقف السياسية البارزة ، أعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “أن الأمل اليوم أكبر من أي وقت مضى بحل الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان، تبعاً للمثل اللبناني القائل “اشتدي يا أزمة تنفرجي”، فمع اشتداد الأزمة أصبحت ماهيتها ومسبباتها واضحة وجليّة أمام أعين جميع اللبنانيين، وبالتالي أصبح الجميع مجبراً على البحث عن الحلول، لذا هناك أمل أكبر في إيجاد الحل”. وشدد على “ضرورة تعرية من تسبّبا بهذه الأزمة ومواجهتهما، وهما فريق الممانعة والتيار الوطني الحر اللذان يُعيقان التغيير في البلاد”.
وأوضح أن “فريق الممانعة، من خلال حروبه العبثية وزج لبنان في صراعات لا علاقة له بها، دمر البنية الأساسية للدولة اللبنانية”. وقال: “هذا الفريق اضطر للتعامل مع أفسد الفاسدين من أجل تدعيم وضعيته الداخلية، ما أدى إلى تفشي الفساد في أنحاء البلاد كافة”، معتبراً أنه “لا يمكن للبنان أن يتعافى في ظل سيطرة هذا الفريق الذي وصفه بأنهAnti تغيير”.

الأخبار: لا حوار قبل وقف الحرب… ولو استمرّت حتى انتخابات أميركا: نصرالله يثبّت «التلازم» بين جبهتَيْ لبنان وغزة
كتبت صحيفة “الأخبار”:
في موازاة استمرار العدو الإسرائيلي بإطلاق تهديداته ضد لبنان، أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تثبيت المعادلة الأهم في المعركة وهي تلازم مسار الجبهة الجنوبية مع جبهة غزة. وأغلق نصرالله الباب على كل النقاشات والطروحات التي سوّقها الجانب الأميركي ومعه وسطاء آخرون عن احتمالية الفصل وانسحاب المرحلة الثالثة – مهما كان شكلها – وقفاً لإطلاق النار في الجنوب، بالتأكيد على أن «جبهة الإسناد ستبقى مفتوحة مهما كان شكل العدوان على غزة».ولم تكن الرسائل التي وجّهها نصرالله، مجرد تأكيد على مواقف ومعادلات، وإنما تتصل أيضاً بالمتغيّرات التي تشهدها جبهتا غزة ولبنان، وما تستبطنه من احتمالات تصعيدية في ضوء الخيارات التي يلوّح بها العدو. لذلك، فإن أهمية رسائل خطاب عاشوراء تنبع من سياقها وتوقيتها، وهي أتَت أيضاً في أعقاب تقدير وضع لواقع ومستقبل التطورات وما ينبغي القيام به لمواجهة التحديات والمخاطر المحتملة وربما بعضها مرجّح.
يأتي تأكيد السيد نصرالله على عدم السماح بالاستفراد بالمقاومة في قطاع غزة وأهلها، في محطة مفصلية تمر بها التطورات الميدانية والسياسية، نحو اتفاق يؤدي إلى وقف الحرب على غزة، أو الإعلان عن الانتقال الرسمي إلى المرحلة الثالثة. فإن تحقّق الأول، فقد يكون المطلوب تأمَّنَ، وإن استمر العدوان الإسرائيلي بغضّ النظر عن العناوين التي سيتم إدراجها ضمنها (المرحلة الثالثة) فإن جبهة لبنان لن تتوقف كما أكّد نصرالله.
وبموجب هذين السيناريوهين فإن العدو يرى أن عليه نقل الضغوط السياسية والتهويلية، على الأقل، باتجاه لبنان، كما أصبح واضحاً من مواقف قادته وكما يؤشر إلى ذلك مسار التطورات. في ضوء ذلك، أتت رسائل نصرالله، ضد العدو في حال قرر العدو الذهاب إلى ما هو أبعد من التهويل بنسبة أو بأخرى. فأوضح أن «التهديد بالحرب لم يُخفنا منذ عشرة أشهر، ولم نتردّد ولم نتراجع ولم نتوقف، واليوم نُعيد ونؤكد في ‏يوم العاشر أنّ جبهة إسنادنا ستستمر ما دام العدوان مستمراً على غزة، ولن نتوقف على الإطلاق». بينما توالت التحذيرات من نيويورك على لسان كل من وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي ذكّر بـ«العواقب الكارثية التي ستطرأ في ظلّ أي تصعيد إسرائيلي تجاه لبنان، أو أي اجتياح إسرائيلي للبنان، مُنَبّهاً من توسّع رقعة الحرب لتصبح حرباً إقليمية»، مشيراً إلى «أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وفي جنوب لبنان، مُثنياً على مساعي وجهود الوسطاء الدبلوماسية»، ومؤكداً على التزام لبنان بالمبادرات والحلول التي تهدف إلى خفض التصعيد، وتعزيز الأمن والسلم الإقليمييْن». كذلك كان تأكيد وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري أن «مغامرة لكيان العدو الصهيوني ضد لبنان ستُقابل بردّ حاسم من دول المنطقة والعالم».
أما على المستوى العملياتي، فقد توعّد نصرالله، العدو في حال تماديه في استهداف المدنيين، بأن المقاومة ستضرب مستعمرات ‏لم يتم استهدافها سابقاً. ‏وهو قرار تدرك قيادة العدو جديته، ما سيؤدي حتماً إلى اتساع نطاق التهجير عند المستوطنين. وهو تحدّ يجعل العدو أمام خيارين: إما الالتزام بالقواعد، أو الردّ المضاد الذي يستدرج أيضا رداً إضافياً من المقاومة. كذلك تناول نصرالله سيناريو ميدانياً آخر، تمثّل بإمكانية التوغل البري لجيش العدو، وهو خيار مفتوح على احتمالات متعددة من حيث الهدف السياسي والعسكري، لذا أعلن نصرالله أنه إذا «جاءت دباباتكم إلى ‏لبنان وإلى جنوب لبنان لن تُعانوا من نقص في الدبابات لأنّه لن تبقى لكم دبابات».
وفي جانب آخر، كان لافتا نفي نصرالله، وجود اتفاق على ترتيب الوضع في الجنوب، ناسفاً كل الكلام عن اتفاق إطار كما يروّج المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين. وهو ما وجدت فيه مصادر بارزة «إفراغاً لكل التسريبات الأميركية والغربية من مضامينها، خاصة تلكَ التي تتحدث عن اتفاقات منجزة مع الرئيس نبيه بري». وكان نصرالله واضحاً، بأنه لا مجال لإعطاء أحد أي ورقة قبل انتهاء الحرب، مع التذكير بأن الجملة الوحيدة التي سمعها هوكشتين من المسؤولين الرسميين أن «لا كلام عن اتفاقات قبل انتهاء الحرب في غزة»، رغمَ محاولة هوكشتين الاستفسار في أكثر من مرة عما يُمكن أن يرضى به الحزب أو يرفضه.
ويرتبط كلام نصرالله بحسب المصادر بالتطورات الحاصلة في الولايات المتحدة الأميركية على صعيد الانتخابات الأميركية، وبالتالي تعلم المقاومة أن أي اتفاقات حالية قد تُنسف في حال تغيير الإدارة الحالية، خاصة أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد الحرب حتى موعد الانتخابات. والنقطة الأهم في هذا السياق، وفقَ ما تشير المصادر هو القول بأن الدولة اللبنانية هي المخوّلة بالتفاوض كما حصل خلال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، وقد تعمّد نصرالله هذا الأمر لإيصال رسالة بأن «التفاوض يرتبط حصراً بالجبهة ولا ينسحب على أي ملفات أخرى، وبالتالي فإن كل الجميع أن يتوقف عن ربط الملفات ببعضها، لأن الحزب غير معنيّ بالحديث عن أي مقايضة أو تسوية سياسية ربطاً بملف الجنوب».

الديار: واشنطن لا ترى مؤشرات حرب شاملة وخطاب نصرالله يثير الذعر في «إسرائيل»
«الموساد» يطارد مسيرات المقاومة في اوروبا وقلق من الغواصات؟
تسوية «الحربية» لا تنسحب على «الاركان»
كتبت صحيفة “الديار”:
جمعت خيبة الامل، في الساعات القليلة الماضية الجمهور الاسرائيلي، “وخصوم” حزب الله في الداخل اللبناني، الاول عبّر من خلال استطلاعات الراي عن عدم ثقته بجيشه ولا بحكومته في القدرة على الحسم في غزة، وفي مواجهة حزب الله، وتوصل ما يقارب الـ 70 بالمئة من الاسرائيليين الى خلاصة مفادها ان كل التهديدات على الجبهة الشمالية فارغة ولن تتحول الى امر واقع. اما الجهات اللبنانية المعادية للحزب فقد خاب املها من الحلفاء وفي مقدمتهم واشنطن بعدما اكتشفوا انها ليست في صدد مواجهة حزب الله، ولم تتبن “صراخهم” العالي لاستدارجها الى المعركة، اقله سياسيا، بل نصحتهم بالحوار مع “الثنائي”.
في هذا الوقت، وفيما تتواصل المواجهة الميدانية، حيث شنت المقاومة اكثر من 9 عمليات ابرزها وصول المسيرات الانقضاضية الى عكا، واستهداف مقر قيادة اللواء الغربي جنوب يعرا، انشغلت الاوساط الاسرائيلية في محاولة “فك شيفرة” معادلات اليوم العاشر من محرم التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في ظل تسريبات جديدة حول “مفاجآت” المقاومة وآخرها الحديث عن قوة بحرية مقلقة للغاية، فيما يطارد “الموساد” مسيرات حزب الله في اوروبا؟!
وقد اختصر السفير الاميركي الاسبق في اسرائيل مارتن اينديك حقيقة المأزق الاسرائيلي الراهن بالقول” ان المبدأ الأساسي في نظرية إسرائيل بشأن “الدفاع الوطني”، هو القدرة على الدفاع عن نفسها بقوتها الذاتية، دون تحفظات، لكن استنفار حاملات الطائرات الأميركية في البحر المتوسط وفي البحر الأحمر، منذ بداية الحرب، يثبت أن إسرائيل غير قادرة على ذلك، ولكنها لا تحتمل “صورة” الهزيمة. وفي هذا السياق، اعلن البيت الابيض بالامس انه لا يرى مؤشرات على وجود احتمال حرب شاملة بين حزب الله واسرائيل.
القلق من “تهجير” جديد
فقد توقفت وسائل الاعلام الاسرائيلية وكبار المحليلين عند ما وصفوه بخطورة حديث السيد نصرالله عن الرد على استهداف إسرائيل للمدنيين في قرى وبلدات الجنوب بتوسيع مديات استهداف المقاومة نحو مستوطنات جديدة في الشمال، ولفتوا الى ان هذا يعني بشكل واضح ان أي استهداف للمدنيين اللبنانيين يعني مزيدا من المهجرين والنازحين من الإسرائيليين في الشمال، وهذا يعني ببساطة مضاعفة اعداد النازحين الإسرائيليين أي ستتعمق مشكلة إسرائيل في هذا الجانب. ووفقا لوسائل اعلام العدو، اذا راجعت اسرائيل سياسية قتل المدنيين، فهذا يعني ان نصر الله نجح مرة أخرى من لجم وردع إسرائيل دون الحاجة الى رفع مستوى التصعيد مباشرة.
ما يقوله نصرالله يفعله!
وقد وصفت القناة الـ”12″ الإسرائيلية، تهديدات نصرالله بانها مقلقة للغاية ولفتت الى انه كان يقصد بوضوح استهداف مدينة نهاريا. واقرت بوجود “تناسق” بين ما يهدّد به السيد نصر الله وما يفعله، وأضافت: “نحن رأينا في السابق مراراً وتكراراً أنّ نصر الله حين يقول ينفذ أيضاً. ولفت إلى أنّ السيد نصر الله تطرّق إلى المسّ بالمدنيين على أنّه “خط أحمر” منذ اللحظة الأولى، ولكن تهديداً كهذا بشأن توسيع قطاع القتال “هو أمر مختلف كلياً.
التهديدات الفارغة
من جهتها، نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن مستوطنين نازحين من شمالي فلسطين المحتلة قولهم إنّ التهديدات التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون ضدّ حزب الله هي “تهديدات فارغة”، وهي لا تخيف نصر الله، ولا تحظى بثقة الجمهور. وأضافت مراسلة الصحيفة في الشمال، شاكيد سادِه، نقلاً عن هيئة “نقاتل من أجل الشمال”، أنّ الهجمات التي يشنّها الجيش الإسرائيلي ضدّ لبنان “ليست عملاً سيُترجم إلى نصر وحسم”.
نصرالله يجلس “ويضحك”..
كذلك، أقرّ المستوطنون النازحون أيضاً بأنّ العمليات التي ينفّذها حزب الله توقع قتلى ومصابين وأضراراً في المنازل. وإزاء ذلك، فإنّهم أعربوا عن غضبهم من الضعف الإسرائيلي بوجه حزب الله، مطالبين وزير الأمن، يوآف غالانت، وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس “الأمن القومي”، تساحي هنغبي، بالتوقف عن إطلاق التهديدات. وتابعوا مؤكدين: “نصر الله يجلس ويضحك”.
هجوم سريع ومفاجىء؟!
وكان وزير الحرب يوآف غالانت هدد بإمكانية الانتقال إلى حرب مع حزب الله في لبنان بشكل “سريع ومفاجئ وحاد جداً”، وقال “نشن حرباً محدودة في الشمال، نستخدم جزءاً صغيراً من قوة الجيش الإسرائيلي، لكن الأمور يمكن أن تتغير في ثانية، من جهد رئيسي في الجنوب إلى جهد رئيسي في الشمال وهو أمر سيكون سريعاً ومفاجئاً وحاداً جداً”، على حد قوله. وأضاف: نقترب من اتخاذ القرار وسنعرف كيف نسير على الطريق الذي سيحقق الأمن لسكان الشمال؟!
مفاجآت حزب الله البحرية
وفي سياق، القلق المتعاظم من قدرات حزب الله، نقلت صحيفة (كالكاليست) الاسرائيلية عن مسؤولين اسرائيليين تاكيدهم أنّ حزب الله يمتلك مئات الصواريخ ضدّ السفن، بما في ذلك صواريخ من طراز سي.802، والذي يصل مداه إلى 120 كيلومترًا، ويحمل متفجرّاتٍ بزنة 165 كيلوغرامًا، وبالإضافة إلى ذلك فإنّه بحوزة الحزب صواريخ من طراز (ياخونت)، والتي يصل مداها إلى 300 كم وباستطاعتها حمل متفجرّاتٍ بزنة 300 كلغ.
كومندوس بحري..
وأكّدت المصادر عينها، أنّ حزب الله يملك ويُفعِّل قوات كوماندوس بحريّة، تضُمّ سفنًا صغيرةً وسريعةً وتعمل أساسًا على جميع المعلومات عن المناطق الحساسة والإستراتيجيّة داخل العمق الإسرائيليّ، وفق ما أكّده أيضًا مركز (علما) في تل أبيب. وشدّدّت الصحيفة العبريّة في سياق تقريرها على أنّ حزب الله يملك غواصّاتٍ صغيرةٍ من طراز (غدير)، والتي يصل طولها إلى 29 مترًا وبمقدورها حمل 10 حتى 18 مقاتلاً مختّصًا في المجال البحريّ.
وغواصات…؟!
ووفقا لتلك المعلومات، فان الحزب يملك غوّاصاتٍ دون غوّاصين، مثل الطائرات دون طيّارٍ، وبواسطة هذا السلاح، أصبح الحزب قادرًا على تهديد حقل الغاز في (كريش)، كما أنّها تُشكِّل تهديدًا على قطع الأسلحة التابعة لسلاح البحريّة الإسرائيليّة، وضرب كوابل الاتصالات في أعماق البحر، ومنها الكابل الواصل بين مدينتيْ نهاريا وحيفا.
خطر الانفاق؟
والأخطر براي الصحيفة، أنّه فقط عن طريق اجتياح جنوب لبنان يُمكِن الكشف عن قوّة حزب الله الحقيقيّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ كمية الأنفاق التي تُثير القلق الكبير في اسرائيل، وتبنت مقال في صحيفة (ليبراسبيون) الفرنسيّة، زعمت فيه ان كوريا الشماليّة ساعدت حزب الله منذ أوائل الثمانينات من القرن الماضي ببناء منظومة دفاع تحت الأرض يصل طولها إلى مئات الكيلومترات، والتي تصِل من بيروت إلى البقاع وحتى سوريّة، وقدرت ان عمق النفق يصل إلى ما بين 40 حتى 80 مترًا في أرضٍ صخريّةٍ، وأنّ جميعها مزوّدة بصواريخ إيرانيّةٍ من طراز (فاتح 110) قصيرة المدى، بالإضافة إلى الصواريخ الباليستيّة.
حرب مفتوحة على المسيرات؟!
وفي توقيت مريب، يتزامن مع تفوق سلاح مسيرات المقاومة على القبة الحديدية الاسرائيلية، اكدت مصادر مطلعة ان حملة استخباراتية يقوم بها “الموساد” وتشارك فيها اكثر من دولة في العالم في محاولة للحد من مخاطر هذا السلاح، وما اعلنته الشرطة الإسبانية امس قد يكون “جبل الجليد”، في هذه الحملة، فهي اكدت في بيان امس، إنها اعتقلت أربعة مشتبها بهم، ثلاثة في إسبانيا وواحد في ألمانيا، في إطار تحقيق زعمت انه يرتبط ببيع أجزاء من طائرات مسيرة لحزب الله. ولفتت الشرطة الى أن التحقيق بدأ في إسبانيا، حيث رصدت الشرطة شركات إسبانية يملكها مواطنون لبنانيون المولد تتاجر بكميات كبيرة من أجزاء ومكونات طائرات عسكرية مسيرة قادرة على حمل متفجرات. زعم بيان الشرطة الإسبانية إنه استنادا إلى تحليل الوثائق التي توضح بالتفصيل تجارة مكونات الطائرات داخل أوروبا، فمن الممكن أن يكون حزب الله قد قام بتجميع عدّة مئات أو حتى آلاف الطائرات المسيّرة باستخدام أجزاء تلك الطائرات. وأوضحت الشرطة أن الطائرات الخفيفة، التي يصعب رصدها وإيقافها، كانت محملة بمتفجرات يصل وزنها إلى عدة كيلوغرامات ويتم إرسالها إلى داخل إسرائيل. وزعم البيان إن بقايا الطائرات المسيرة التي يطلقها حزب الله والتي عثر عليها في إسرائيل تتطابق مع نوع المكونات التي صادرتها الشرطة في إسبانيا وألمانيا.
رد المقاومة على الاغتيالات
ميدانيا، نعت حركة حماس والجماعة الاسلامية القيادي ابو محمود محمد جبارة جراء غارة معادية في منطقة غزة في البقاع. وكانت مسيّرة إسرائيلية، أغارت على سيارة جبارة على طريق بلدة غزة في البقاع الغربي، ممّا أدّى إلى اشتعالها. واستهدفت غارة اسرائيلية ايضا منطقة مفتوحة في الجبل فوق بلدة عين التينة في البقاع الغربي. كما أغار الطيران المسيّر الاسرائيلي على سيارة رابيد في بلدة جبال البطم في قضاء صور. وقد نعت المقاومة الاسلامية الشهيد على طريق القدس حسن علي مهنا “أبو هادي” من بلدة جبال البطم”. وردا على اغتيالي غزة وجبال البطن، انقض سرب من المسيرات على قاعدة كيلون جنوب شرق مدينة عكا. وفيما اعلن جيش الاحتلال مقتل ضابط إسرائيلي متأثرا بجروح أصيب بها جراء انفجار مسيرة في الجولان، مطلع الشهر الحالي، استهدفت المقاومة موقع المرج بصواريخ البركان، كما استهدفت المقاومة دبابة ميركافا قرب موقع الراهب، كما استهدفت موقع بركة ريشا، وحدب يارين، وكذلك مستعمرة المطلة. ورويسة العلم في مزارع شبعا وموقع قيادي اسرائيلي في يعرا.
الاعتداءات الاسرائيلية
وقام الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة الوزاني واستهدف بلدة شيحين بصاروخ موجه. كما استهدف القصف المدفعي المتقطع ليلا، بلدة عيتا الشعب. واغار الطيران المسيرعلى غرفة غير مأهولة اندلعت فيها النيران في وادي العزية، اطراف بلدة زبقين وتوجهت فرق الاطفاء الى المكان. وشن غارة ثانية استهدفت المنطقة الواقعة ما بين ياطر وزبقين وتسبب الدوي الهائل الناتج عن خرق الطيران الحربي الاسرائيلي لجدار الصوت وعلى دفعتين ظهرا في اجواء منطقة النبطية بانهيار جزء من سقف منزل في حي فريدي في بلدة كفرتبنيت، ونجت العائلة بأعجوبة.
خيبة امل للمعارضة
داخليا، لا جديد في ظل وصول مبادرة المعارضة الى حائط مسدود، ليس فقط بعد نعيها من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، واعتبارها كانها لم تكن، وانما بسبب عدم وجود من “يشتريها” في الخارج، وخصوصا مع البرودة الاميركية الواضحة في تلقفها، ولهذا، وفقا لمصادر سياسية بارزة، لا توجد اي آمال معقودة على الاجتماع المرتقب لوفد المعارضة مع نواب “الثنائي الشيعي”. وقبل ذلك كان اجتماع وفد المعارضة مع الخماسية والكتل النيابية مخيبا للآمال، الامر الذي ترك استياء لدى المعارضة في ظل استعداد السفراء لمغادرة لبنان وقضاء اجازات الصيف في بلدانهم. فالسفيرة الاميركية ليزا جونسون التي التقت وفدا نيابيا معارضا، وحضتهم على اجراء حوار جاد مع “عين التينة” للوصول الى حلحلة رئاسية عبر الحوار، دون ان اشارة ولو بسيطة الى استعدادها لخوض مواجهة مفتوحة داخليا مع حزب الله. وفيما غادر سفيرالسعودية وليد البخاري الى بلاده، لم يلمس نواب المعارضة وجود حماسة خليجية لاقتراحهم الانتخابي الرئاسي بانتظار جلاء الامور في بعض ملفات المنطقة خصوصا حرب غزة والتقارب السعودي -الايراني مع العهد الجديد في طهران، وتحسن العلاقات مع دمشق.
تسوية الحربية “تبصر النور”
في هذا الوقت، وعلى الرغم من تجدد السجال بين وزير الدفاع موريس سليم ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اقرت تسوية المدرسة الحربية في جلسة لمجلس الوزراء عقدت امس ببند وحيد حُلت فيها مسألة مباراة الدخول لكن مسألة ايجاد حل لتعيين قائد الاركان، لم تحل خلالها. فقد أصدر مجلس الوزراء قراراً وافق بموجبه على كتاب وزير الدفاع الوطني، إجراء مباراة بهدف إكمال عدد الضباط لدورة الكلية الحربية والذي يصل عددهم الإجمالي إلى 200، على أن يُلحق جميع الناجحين في آن واحد قبل نهاية تشرين الأول المقبل.
لا حل لرئاسة الاركان
الا ان وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي أعلن انه سجل اعتراضه على “التسوية التي تمت والتي وافق عليها مجلس الوزراء، وقال انه من الأولى ان تزال التحفظات عن إصدار مرسوم رئيس الأركان وهذا ما يساعد على انتظام العمل في المؤسسة العسكرية.؟! وهذه المشكلة تبقى مستعصية دون حل، واذا لم يوقع وزير الدفاع المرسوم لن يمارس رئيس الاركان مهامه، وحتى الان لا يبدو “التيار الوطني الحر” في وارد التراجع عن التمنع عن التوقيع بانتظار استحقاق انتهاء مدة التجديد لقائد الجيش؟!.
لا للتعيينات
وفي الجلسة ايضا، إعترض وزير الاعلام زياد المكاري على طرح وزير الشباب والرياضة جورج كلاس بوجوب إقرار بعض التعيينات الإدارية، وقال انه تجانسا مع قرار فريقه السياسي المؤكد منذ البداية الالتزام بإتخاذ فقط القرارات الضرورية لتسيير المرفق العام ورفض التعيينات قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وهو امر ايده وزير الثقافة محمد المرتضى.
ملف النزوح
وفي ملف النازحين السوريين، اكد ميقاتي خلال الجلسة” ان ما توافقنا عليه واتخذنا القرارات بشأنه تتم متابعته من قبل الوزارات والاجهزة المعنية وفي مقدمها الامن العام، وعبر اجتماعات مع كل الاجهزة المعنية. وفي الجلسة المقبلة سنطلب من المدير العام للامن العام الحضور معنا لاطلاعكم على مراحل تنفيذ الخطة الموضوعة في هذا الاطار. كاشفا ان وزير الخارجية سيقوم بزيارة الى سوريا بعد عودته من نيويورك.

اللواء: ليل ساخن في الجنوب.. والإحتلال لإنهيار الوضع قبل زيارة واشنطن
كتلة برّي لن تلتقي وفد المعارضة.. و«الثنائي» على الخط لمعالجة رئاسة الأركان بعد حل الحربية
كتبت صحيفة “اللواء”:
في الوقت الذي ذهبت فيه المقاومة بتوجيه ضربات بالمسيَّرات قرب صفد في عمق الجليل الأعلى رداً علي استهداف الجيش الاسرائيلي عبر غاراته المتوغلة في العمق اللبناني، من البقاع الغربي، حيث استهدف قيادياً في الجماعة الاسلامية (الشهيد محمد جبارة) «غزة في البقاع الغربي» وجبال البطم قرب الحدود اللبنانية الاسرائيلية، حيث نعت المقاومة الاسلامية الشهيد حسن علي مهنا (جبال البطم).
في هذا الوقت، ارتفعت المخاوف من مضي دولة الاحتلال من التلاعب عند حافة الهاوية، مما «يهدد الشرق الاوسط بانفجار كبير» على حد تعبير وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، الذي اكد في كلمة له امام مجلس الامن الدولي مساء اول من امس ان لبنان رفض الحرب، مشيرا الى ان سعينا من خلال الاتصالات واللقاءات حول تجنب الوقوع في شباك التهور الاسرائيلي الساعي الى استمرار الحرب، وتوسيع نطاقها الجغرافي، فالحرب إن وقعت ستزلزل الشرق الاوسط برمته.
ولاحظت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع ان رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي ابلغ جنوده في رفح امس المضي بالحرب، يحمل في جعبته خطة لتوجيه ضربة للبنان، بصرف النظر عن مسار المواجهة في غزة، ومصير الصفقة المتعلقة بالهدنة وتبادل الاسرى بين دولة الاحتلال وحركة حماس.
واذا كانت زيارة نتنياهو في نظر المصادر ذات تأثير مباشر على مسار الحرب، في اللحظة الانتخابية الاميركية، فإن ما بعد 22 تموز الجاري (يوم الاثنين المقبل) يقتضي رصده، لمعرفة طبيعة المناورات الاسرائيلية المقبلة.
وفي اطار المزايدة، وتسجيل الحضور التهديدي للاسرائيليين، نقل عن وزير الدفاع يوآف غالانت قوله: سنصل قريباً الى مفترق طرق، إما أن نعيد سكان الشمال بتسوية، وإما بعملية حرب عملياتية».
تلامذة الحربية الى الالتحاق في ت1
محلياً، نشطت المساعي لمعالجة امتناع وزير الدفاع موريس سليم عن توقيع مرسوم رئيس الاركان، لينتظم العمل في المؤسسة العسكرية.
وكان وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي اثار خلال جلسة مجلس الوزراء هذه النقطة، على هامش مناقشة القرار المتعلق بطلب فتح دورة لضباط جدد الى الحربية لإحداث التوازن المطلوب، بعد جمع الناجحين في الدورة السابقة والحالية.
وكان مجلس مجلس الوزراء وافق على كتاب قيادة الجيش بإلحاق تلامذة ضباط في الكلية الحربية، واستهل الرئيس نجيب ميقاتي الجلسة بالتأكيد ان الدعوة للجلسة تؤكد حرص الحكومة على كيانية مؤسسات الجيش والقوى الامنية، والاحتكام الداعم الى القوانين والانظمة.
واشار: اصريت على عقد الجلسة بهذه السرعة من اجل الاسراع في فتح الدورة الثانية، والبدء بالانتخابات اللازمة في وقتها، مؤكدا عدم السماح بأن يتسلل النزاع الى المؤسسات، وسنبقى في جهوزية لتفادي اي خطر يهدد مؤسسات الدولة.
وكان حدث سجال بين الوزير موريس سليم الذي غاب عن الجلسة والامانة العامة لمجلس الوزراء التي ذكرته ان الجلسة عقدت بناء لطلبه.
يذكر ان سليم اعلن في تصريح له امس إن كان ممكنا حل موضوع تلامذة الحربية من دون جلسة حكومية، رافضا ما اسماه «بالمطالعات المطولة» التي اعتادت على الخروج بها الامانة العام لمجلس الوزراء.
وامهل تجمع العسكريين المتعاقدين الحكومة حتى انجاز جلسة تلامذة الحربية، على ان يعود للتحرك والضغط رفضاً لما يتردد عن خطة الحكومة لارضاء العاملين في القطاع العام والمتعاقدين مراقبين اضافيين خلال شهر ت1 وراتب اضافي او اثنين مطلع 2025.
ومع القرار الذي أنجز بأقل من نصف ساعة، حدد العدد المطلوب بـ82 تلميذ ضابط مع اولئك الذين نجحوا في المباراة السابقة، ليصار بعد ذلك الى إلحاق الناجحين وعددهم 200 في الكلية الحربية في آن واحد قبل أواخر شهر ت1 المقبل.
المعارضة مع كتلة بري
رئاسياً، طلبت كتلة التنمية والتحرير من وفد نواب المعارضة، تأجيل اللقاء الذي كان مقررا اليوم، من دون تحديد موعد للقاء، في اشارة اعتراضية على تحرك نواب المعارض، بالصيغة المطروحة التي لا ترى ضرورة لترؤس الرئيس نبيه بري جلسات الحوار.
مع الاشارة الى ان موعد وفد المعارضة مع كتلة الوفاء للمقاومة تحدد يوم الاثنين المقبل.
وفيما ابلغ عضو في وفد المعارضة الذي يجول على الكتل النيابية، فإنه بالاساس لم يكن هناك موعد.
وسط ذلك، غرّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، داعيا الرئيس نبيه بري الى متابعة ما جرى ويجري في الجمعية الوطنية الفرنسية، وكيف تكون الجلسة مفتوحة بدورات متلاحقة.
الوضع الميداني
ميدانياً، شن الطيران الحربي المعادي غارات على بركة ميس الجبل واطراف مجدل سلم والجميجمة وشقرا.
وعلم ان المبنى المستهدف في الجميجمة مؤلف من 3 طوابق، ويعود لآل زين الدين، وادت الغارة الى سقوط 4 شهداء و10 جرحى، ونقل الى مستشفى تبنين اكثر من 18 جريحاً، وبين الشهداء، شهيد من مجدل سلم.
ورداً على الاعتداءات، استهدف حزب الله مقر قيادة اللواء الغربي (300) المستحدث جنوب مستعمرة يعرا، بسرب من المسيرات الانقضاضية مستهدفاً اماكن تموضع واستقرار ضباطه وجنوده، وحقق اصابات مؤكدة.
كما شن حزب الله هجوماً بالمسيرات على قاعدة فيدلون، جنوب شرق مدينة صفد (هناك مقر ألوية الفرقة 210 ومخازنها في المنطقة الشمالية).
واعلن امس الجيش الاسرائيلي مقتل ضابط اسرائيلي متأثرا بجراح اصيب بها في انفجار مسيرة في الجولان (25 عاما) وكان يخدم في قاعدة «معاليه» الاسرائيلية.

الأنباء: نتنياهو يتمرّس بالمجازر في غزة.. ولبنان ينتظر إقران القول بالفعل
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية:
كلما بدأ الحديث عن اقتراب عقد صفقة لهدنة أو لوقف العدوان على غزة وتبادل الأسرى، يعمد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الى وضع العراقيل والمماطلة مصرّاً على مواصلة الحرب وتكرار المجازر بحق المدنيين المشرّدين بين ركام المدن والأحياء على امتداد القطاع. وآخر هذه العراقيل التي يسوّقها المسؤولون في حكومة العدو على أنها موقف “محدّث” ، ليست في الواقع إلا مطالب تعجيزية الهدف منها الإطاحة بأي مبادرة للوسطاء لإنهاء الحرب.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية نقلت عن رؤساء جهازي المخابرات (الموساد) ديفيد برنيع، والأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، وأركان الجيش هرتسي هاليفي، قولهم إن إسرائيل ستجد صعوبة في التوصل إلى اتفاق بشروط نتنياهو الجديدة. فيما قال برنيع لصحيفة هآرتس إن “الخلاف الرئيسي في المفاوضات يتمحور حول إصرار نتنياهو على إنشاء آلية لمراقبة حركة سكان غزة من جنوب القطاع إلى شماله”.
وبينما كان نتنياهو في الأحياء المحتلة من “رفح”، كانت قوات الاحتلال ترتكب المزيد من المجازر في قطاع غزة وتواصل اعتداءاتها على الضفة الغربية، وجنوب لبنان، حيث شمل قصفها المدفعي وغارات طيرانها الحربي العديد من بلدات الجنوب. كما استهدفت إحدى مسيّراتها القيادي في قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية محمد جبارة في بلدة غزة في البقاع الغربي، والمسؤول في حزب الله حسين علي مهنا من قرية جبال البطم الجنوبية.
مصادر أمنية أشارت عبر “الأنباء” الالكترونية إلى أن الأيام التي ستسبق زيارة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الى واشنطن ستكون قاسية وصعبة، ليس فقط في ما يتعلق بجنوب لبنان، بل في غزة وفي الضفة الغربية أيضاً، وذلك بالتزامن مع أصوات اليمين المتطرف التي تطالب نتنياهو بوقف المفاوضات مع حماس وإطلاق الأسرى بالقوة. ولفتت المصادر في هذا السياق إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين قريبين من نتنياهو حول تصميمه على متابعة الحرب حتى تحرير الأسرى ولو أدى ذلك الى سقوط مئات القتلى.
وفي الشأن الداخلي اللبناني، وعلى هامش انعقاد جلسة مجلس الوزراء التي كان على جدول أعمالها بند يتعلق بالمتقدمين الى الكلية الحربية ورفع العدد من 118 تلميذ ضابط الى 200، برزت الى العلن مجدداً قضية المرسوم المتعلق بتعيين رئيس الأركان الذي يرفض وزير الدفاع موريس سليم التوقيع عليه، وذلك من خلال الاعتراض الذي سجله وزير التربية القاضي عباس الحلبي على موضوع الدورة الحربية احتجاجاً على عدم البت بموضوع اللواء حسان عودة.
وفي هذا الإطار قالت مصادر حكومية لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هو من اقترح اسم العميد عوده لمنصب رئيس الأركان، وقد حظي بموافقة الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط كونه يندرج ضمن معيار الأقدمية التي يشددان عليها، مستغربة بالتالي موقف وزير الدفاع. وأثنت المصادر على موقف وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي في جلسة مجلس الوزراء لجهة المطالبة بتسوية هذا الموضوع وتأكيده بأن رئيس الأركان سيتولى حكماً موقع قائد الجيش في حال انتهت مدة وجود قائد الجيش في قيادة المؤسسة العسكرية آخر السنة الحالية. ولفتت إلى اجتماع قريب سيعقد بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم للبت بهذا الموضوع وعدم تركه معلقاً خشية أن تنتهي الأشهر الست المقبلة دون انتخاب رئيس جمهورية.
وفي حين يحاول البعض إلباس هذا الملف لبوساً طائفيا، فإن حقيقة الموضوع يرتبط اولا وأخيرا بتحصين المؤسسة العسكرية ومنع وصول الشغور إليها، وما على المدعين حرصهم على الجيش الا إقران اقوالهم بالأفعال.

الشرق الأوسط: إسرائيل تستفيد من ثغرة أمنية لدى «حزب الله» لتنفيذ الاغتيالات
باحث عسكري: لم تردمها الأجهزة الإيرانية المشفرة
كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”:
تُبرِز الاغتيالات الإسرائيلية المتواصلة لمقاتلين وقياديين في «حزب الله»، ثغرة أمنية وتكنولوجية لم يستطع الحزب التعامل معها، رغم الأجهزة الإيرانية التي لم توقف الانكشاف الأمني لعناصره و«الملاحقة القاتلة» التي أدت، الخميس، إلى استهداف عنصر في جبال البطم بالجنوب، بعد ساعات على استهداف قيادي في «الجماعة الإسلامية» بالبقاع في شرق لبنان.
واغتالت مسيرات إسرائيلية، صباح الخميس، القيادي في «الجماعة الإسلامية» محمّد حامد جبارة من بلدة القرعون، جراء غارة على بلدة غزة في منطقة البقاع. كما اغتالت بعد ساعات، عنصراً في الحزب استهدفت مسيرة سيارته من نوع «رابيد» بُعيد خروجه من منزل والدته في بلدة جبال البطم بالجنوب، ونعاه الحزب بعد الظهر.
ثغرة أمنية وتكنولوجية
والاغتيالان جزءٌ من حلقة طويلة من الملاحقات الإسرائيلية لقيادات في «حزب الله» و«الجماعة الإسلامية» و«حركة حماس»، على امتداد جنوب وشرق لبنان، ولم تحل الإجراءات والتدابير الأمنية دون الملاحقة الإسرائيلية التي «تستفيد من ثغرة أمنية وتكنولوجية تمكن إسرائيل من ملاحقتهم»، كما يقول الباحث بالشؤون العسكرية والاستراتيجية مصطفى أسعد لـ«الشرق الأوسط».
ورغم أن وتيرة الاغتيالات تتراجع أحياناً، وتتكثف في أحيان أخرى، فإنها «لا ترتبط ببُعد سياسي»، كما يقول أسعد، بل تتصل «ببعد عسكري بحت». ويشرح: «عندما تسنح فرصة لدى إسرائيل لاستهداف قادة ألوية أو قادة أفواج أو قادة مناطق، فلن تضيع الفرصة، وتستفيد في ملاحقاتها من كل أنواع التكنولوجيا المتاحة لديها، فضلاً عن العامل البشري الداخلي لرصد التحركات». ويضيف: «تنتظر المسيرات الشخص المستهدف ليخرج من المنزل أو من مكان آخر لاستهدافه بالطريقة التي اعتادوا عليها».
ويشير أسعد إلى أن «حزب الله» لم يستطع حتى الآن «وقف الخروقات والانكشاف رغم أجهزة الإرسال المشفرة التي اعتمدها، وهي أجهزة بمعظمها إيرانية مطورة عن أجهزة صينية وروسية وكورية شمالية، وأثبتت أن هذه الأجهزة ليست آمنة، بل مخترقة، ما يعني أن تشفيرها ليس فعالاً».
وفيما يخص العامل البشري، يشير أسعد إلى أن إسرائيل بقدراتها التكنولوجية أحياناً «لا تحتاج إلى عميل، بالنظر إلى أن مجموعات غير منتظمة لا تحافظ على نفسها، قد توفر كشفاً مجانياً لنفسها ولمتعاملين آخرين معها من خلال صور يلتقطونها، أو التخفيف من القيود على التحرك». ويرى أن ما ينطبق على الحزب، ينطبق أيضاً على عناصر «حماس»، أو «الجماعة الإسلامية»، لكنه يدرج ملاحقة هؤلاء ضمن إطار «التصفية والتهديد»، بالنظر إلى أن عمليات الجماعة و«حماس»، «ليست نشطة كثيراً، وتجري بصورة متقطعة، بينما يتولى (حزب الله) الجزء الأساسي من المعركة».
اغتيال قيادي بـ«الجماعة الإسلامية» مرتبط بـ«حماس»
ونفذت إسرائيل اغتيالين، الخميس، ففي البقاع، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بـ«استشهاد القيادي في (الجماعة الإسلامية) محمّد حامد جبارة»، وقالت إن «مسيّرة معادية استهدفت صباحاً بصاروخ سيارته، وهي بيك أب من نوع دودج». وفي وقت لاحق، أكدت «الجماعة الإسلامية»، في بيان، مقتل «القائد» جبارة «بغارة صهيونية غادرة». وقالت إن «الجريمة الجبانة… لن تثنينا عن القيام بدورنا وواجبنا في الدفاع عن أرضنا وأهلنا في الجنوب، ولا عن نصرة شعبنا في فلسطين». كذلك، نعت «حماس» القيادي جبارة.
وشكلت «الجماعة الإسلامية»، المقربة من «حركة حماس»، هدفاً لضربات إسرائيلية عدة، أودت بعدد من قيادييها آخرهم في 22 يونيو (حزيران) الفائت في منطقة البقاع. وقال الجيش الإسرائيلي حينها إن القيادي كان مسؤولاً عن إمداد فصيله وحليفته حركة «حماس» في المنطقة بالأسلحة. ونعى الفصيل تسعة من عناصره، بينهم قياديون، منذ بدء التصعيد.
وأكّد المسؤول السياسي لـ«الجماعة الإسلامية» في الجنوب الدكتور بسام حمود أنّ «هذه الاغتيالات تدل على مدى الضرر ومدى الإصابات الموجعة التي يوقعها المجاهدون بهذا العدو في جهادهم في أرض الميدان»، قائلاً في تصريح إذاعي: «إنها معركة وجود وليست مجرد معركة حدود».
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه هاجم باستخدام طائرات سلاح الجو منطقة البقاع، مما أسفر عن مقتل محمد جبارة، المرتبط بمنظمة (حماس) في لبنان». وقال إنه «تم تكليف جبارة بترويج وتنفيذ مخططات إرهابية وعمليات إطلاق من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية، وبعضها بالتعاون مع (الجماعة الإسلامية) في لبنان».
اغتيال في الجنوب
وبعد الظهر، نعى «حزب الله» حسن مهنا، الذي استهدفته مسيرة إسرائيلية في جبال البطم. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن مسيرة أطلقت صاروخاً على سيارته، قبل أن يخرج من السيارة ويتوارى بين الأشجار، حيث استُهدف بصاروخ آخر أودى بحياته. وتناقل اللبنانيون مقطع فيديو لأمه تقول فيه إنه قبيل استهدافه بلحظات كان يزورها، ما يعني أن المسيرة رصدت خروجه من المنزل قبل استهدافه.
في ميدانيات الجنوب، قام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة الوزاني، كما استهدف بلدة شيحين بصاروخ موجه. ونفذت طائراته غارة على مرتفعات عين التينة في البقاع الغربي (شرق لبنان). واستهدفت غارة غرفة غير مأهولة اندلعت فيها النيران في وادي العزية، أطراف بلدة زبقين، وقد توجهت فرق الإطفاء إلى مكان الاستهداف. وتعرض وادي البياض – حولا لجهة وادي السلوقي للقصف بالمدفعية الثقيلة، كما قام الجيش الإسرائيلي من مواقعه بتمشيط الأحياء السكنية لبلدة كفركلا بالأسلحة الرشاشة.
في المقابل، أعلن «حزب الله» عن قصف التجهيزات التجسسية في موقع حدب يارين بالأسلحة المناسبة، ما أدى إلى تدميرها.
وقال الجيش الإسرائيلي إن «طائرات سلاح الجوّ، نفذت غارة على البنية التحتية العسكرية لـ(حزب الله) في منطقة عين التينة، كما تم تنفيذ هجوم آخر على موقعين عسكريين للحزب في منطقتي القصيرة ومريمين». وذكر أن قواته «هاجمت منطقة بليدة بالمدفعية، لإزالة تهديد».

المصدر: النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!