السياحة الداخلية تنقذ موسم الصيف
صدى وادي التيم-لبنانيات/
لطالما شكّلت السياحة في لبنان أحد عناصر القوة الأساسية في الاقتصاد اللبناني منذ خمسينيات القرن الماضي، وأحد أبرز علامات لبنان المضيئة في فترات الإزدهار والنمو والتقدم والتطور والحداثة حين كان لبنان “سويسرا الشرق” و”جوهرة العرب” وملتقى الحضارات والثقافات، قبل أن يبتلي بما كان وحصل وتعرفون من الويلات التي تدفقت عليه وأوصلته إلى الحالة التي يعيشها اليوم.لكن على الرغم من كل الأحداث المأساوية والظروف الصعبة والأزمات التي مرّت ولا تزال على لبنان، بقيت السياحة ركيزة أساسية ساهمت في صمود اللبنانيين بإدخال دولارات صعبة وعملات أجنبية وتوظيف لليد العاملة، بفعل إيمان الكثير من المستثمرين في قطاع السياحة الذين يصرّون على الصمود والاستمرار على الرغم من كل الظروف والأزمات المحيطة، وآخرها ما يحصل في الجنوب، ولإصرارهم على تحدّي كل الأوضاع والأزمات لأنه لا بد لهذا الليل أن ينجلي رغم سواد الوضع الحالي.
الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية في لبنان جان بيروتي، يؤكد عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “السياحة الداخلية نشطة جداً، بل إنها تسجّل نمواً هذا العام عنها في العام 2023 الماضي. أما على مستوى السياحة الخارجية الوافدة من الخارج إلى لبنان، فالقطاع الفندقي وقطاع الشقق المفروشة متضرر بشكل كبير وهو متراجع إلى مستويات منخفضة جداً غير مسبوقة خلال كل السنوات الماضية”، مشيراً إلى أن “القطاع الفندقي وقطاع الشقق المفروشة لم يسجل هذا المستوى من التراجع الذي نشهده اليوم، فحتى خلال فترة أزمة كورونا كان وضعنا أفضل مما هو عليه اليوم”.
بيروتي يوضح، أنه “عندما نتحدث عن السياحة الخارجية، من السياح الأجانب أو المغتربين الذين لا يملكون بيوتاً في لبنان، نسبتهم تكاد لا تذكر، لأن الغالبية الساحقة من الوافدين إلى لبنان لقضاء عطلة الصيف هم من المغتربين الذين يأتون إلى بيوتهم وشققهم أو للإقامة عند أهلهم. فمن يملك منزلاً في لبنان أو سيقضي العطلة عند الأهل يفكّر في القدوم وقضاء العطلة الصيفية، أما إذا كان المغترب أو السائح الأجنبي لا يملك منزلاً أو شقة خاصة ليقيم فيها، فسيفكّر كثيراً قبل القدوم إلى لبنان وتكبُّد تكاليف بطاقة السفر والإقامة في الفندق أو الشقة المفروشة والمخاطرة بظل الأوضاع المتوترة والمواجهات في الجنوب والمخاوف من توسعها، وواقعياً هو لن يفعلها”.