الحزب يقتلع عين صهيون في حرمون

صدى وادي التيم-لبنانيات/

من غرائب الصدف لا بل من محاسنها أن تهاجم القوة الجوية في حzب ال ل ه مرصد جبل الشيخ، وتلهبه بالمسيرات الانقضاضية وتصعق الجنود الصهاينة بمياسم النار وتلحق أضرارا جسيمة في تجهيزاته الظاهرة المعقدة والبالغة الأهمية، في نفس توقيت الساعة صفر لإعلان الجيش العربي السوري هجومه المركب على مرصد جبل الشيخ في حرب تشرين التحريرية عام 1973، فتلاقى تموز وإسناد غزة من قبل رجال الله مع التشرين الأسدي عندما نفذت وحدات المغاوير في الجيش العربي السوري إنزالا رأسيا بوساطة الطوافات الحربية على المرصد كان سبقه تمهيد ناري عاصف وكثيف.

وللإضاءة على الأهمية الاستراتيجية لمرصد جبل الشيخ نتوقف عند الجدارية الوصفية التي استعرضها ضابط في الجيش العربي السوري كان في عداد فرقة الإنزال…

يقول الضابط:((كان الليل منذ بدء الحرب يهبط غريبا على جبل الشيخ، فالعملاق بثلاثة قوائم الذي سنامه مرصد يطل على هضبة الجولان والجليل والأردن والبادية السورية، يتلفح بغبش الغروب، حينما تبدأ الشمس بسحب بقايا أشعتها عن ذروته… لقد أضاع وقاره وسكينته، فجأة فتح إحدى عينيه وهو الكهل الحجري المقروص منذ ولد ونظر مجفلا إلى ما حوله، عرف القادمين -أبناءه القدامى- وعلى طريقته الصامتة بنسماته العذبة رحَّب بعودتهم إلى ذروته لكنه لم يفهم سببا لهذا الرعد المتواصل وليس من غيم في السماء….))

ويقول الضابط السوري: المرصد أحد أضخم المعاقل العسكرية التجسسية المتقدمة والمحصنة تحصنا شبيها بتحصينات القلاع على غرار قلعة نافرون الشهيرة. ويتابع: إنه قلعة حقيقية مقلوبة في الأرض متينة جدا مشادة بالإسمنت المسلح على آخر طراز للحصون الحربية التي عرفها العصر، ولو قدر لفن الهندسة أن يخرج هذه القلعة إلى ظاهر الأرض لارتفعت إلى ثمانية طوابق على شكل بيضوي أو هرمي رأسه إلى الأسفل، وكان بناء بالغ القوة والغرابة، يعتلي كالمراصد والقلاع الجبلية على الارتفاع الذروي وعلى حصانة الصخر الذي منه جدرانه.. 

ويلفت الضابط السوري إلى أن الاستطلاع قبل اندلاع حرب 73 دل على وجود 4 مراكز من هذا النوع هذا أحدها والثلاثة الباقية في صفد وتل فرس وتل أبو الندى مشيرا إلى أن الأجهزة المعقدة واللوحات الإلكترونية وآلات التسجيل والتصوير في الطوابق السفلى للمرصد تدل على أهميته القصوى في مجال التنصت والتشويش والمراقبة والرصد لكامل بلاد الشام وصولا إلى مصر وسواحل إيران… 

استمرت المعركة 45 دقيقة بين مغاوير الجيش العربي السوري وحامية المرصد وكانت أول المفاجآت السورية للقيادة العسكرية الصهيونية من حيث سرعة التنفيذ والمباغتة ووصف الإنزال والسيطرة على المرصد حينذاك بمثابة الكارثة الحقيقية التي حلت على الإسرائيليين ولم يعلنوا عن سقوط المرصد وقتل وأسر حاميته إلا بعد مضي عشرة أيام على القتال لأنه يعتبر عين إسرائيل الإلكترونية وقد اقتلعها مغاوير الجيش العربي السوري وجراء ذلك فإن جل القدرات الاستطلاعية شلت وأصيبت غرفة القيادة والسيطرة الصهيونية بالعمى على طول الجبهة المتصلة بين الجولان وحرمون بطول 70 كلم وعرض 20 كلم ما ساهم عملياتيا بتهاوي خط آلون الدفاعي في الجولان وتدفق الدبابات السورية باتجاه الحولة.. أيضا من بركات الإنزال، تحرر منظومة الصواريخ السورية أرض -جو من طراز سام من سطوة المرصد في التشويش والاستعلام ورصد المنصات ما أحدث تحولا في مسار المعركة ومفاجأة قاتلة لسلاح الجو الصهيوني الموسوم بالتفوق حيث شاهد البقاعيون والجنوبيون والسوريون في مقلب جبل الشيخ الشرقي طائرات العدو الصهيوني تتساقط كطيور البجع على هضاب جبل الشيخ….

لا شك أن خطة الإعماء التي اعتمدها حزب الله وإقفال مناظير المراقبة بالعتمة وشل القدرات الآلية التجسسية وأخواتها في التشويش والتنصت توجت بإنجاز استراتيجي هائل بأبعاده العسكرية واستخدامات العدو راهنا لهذا المرصد شديد الخطورة في توجيه وإدارة المعارك على مسرح عمليات يطال معظم دول محور المقاومة وقد أظهر حzب الله براعة وحنكة منقطعة النظير عندما أوهم العدو الصهيوني أنه يشيح النظر عن مرصد جبل الشيخ ولا يعيره أهمية إلى أن بوغتت القيادة الصهيونية على حين غرة بهذا الهجوم المركز الذي سيؤسس لإخراج المرصد من الخدمة وعندها لا قيمة عسكرية لمواقع مزارع شبعا التي تغدو لقمة سائغة لمجموعات من فوج الكشافة في حzب ال ل ه ولا شك ما جرى من حيث الشكل والفاعلية والأبعاد العملياتية بالإمكان إسقاطه على خطة الجيش العربي السوري بإطفاء عين المرصد ذي الأهمية القصوى في المجالات الآنفة الذكر التي لايوازيها في الكيان العبري المؤقت أي قاعدة عسكرية بهذه الميزات والخصائص التي بالتأكيد شهدت تطورا هائلا منذ 73 إلى اليوم ناهيك عن الموقع الجغرافي اللصيق للبنان وسوريا والأردن وتطال مفاعيله العراق ومصر وإيران.

ويبقى السؤال المركزي هل استهداف مرصد جبل الشيخ بهذا الإشباع الناري الكثيف والزخم الهجومي الصاعق استنساخ تموزي في حمأة إسناد غزة لواقعة التحرير التشريني سيما وأن سماحة سيد المقاwمة جدد الحديث على أن خيار العبور إلى الجليل لا زال قائما… فاستهداف رجال الله للمرصد بعينه يحاكي ويتناغم ويتواءم ويتماثل مع اقتلاع العين الصهيونية في تشرين… وما تبعه من تحطيم سهل لخطوط الدفاع الصهيونية… فمتى وكيف ومن أين العبور؟؟؟ الجواب عند من أيديهم على الزناد في الخنادق خلف أخشاب البنادق…..

المصدر: مفيد سرحال – الأفضل نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى