المرحلة 3 في غزة… وشبح الحرب في لبنان

صدى وادي التيم-لبنانيات/

بداية نهاية الحرب في غزة، عنوان مطروح على طاولة النقاش على الرغم من التصعيد الحاصل على الأرض، إنما من دون أن يعني أي انتقال للمرحلة الثالثة في هذه الحرب تحولاً في المعادلة العسكرية على جبهة جنوب لبنان. إنها مقاربة مطروحة اليوم بفعل انطباعات تكوّنت أخيراً بفعل انشغال عواصم القرار الغربية باكراً باستحقاقاتها الإنتخابية، فلم تعد مهتمة بالملف اللبناني، أو على الأقل تراجعت مرتبة لبنان في روزناماتها السياسية الخارجية.

لكن ما يثير القلق، لم يعد يقتصر فقط بتراجع المبادرات “الرئاسية” الخارجية بعد تجميد عمل اللجنة “الخماسية”، ومغادرة بعض سفراء الدول الخمس المشاركة فيها إلى بلدانهم في إجازة، وذلك بشكلٍ يتناغم مع دعوة السفارات العربية والغربية إلى الرعايا المقيمين في لبنان، للمغادرة فوراً من قبل البعض، أو لإعداد أوراقهم والتأكد من صلاحيات جوازات السفر ليكونوا على جهوزية تامة حين تدقّ ساعة الحرب ومعها موعد الرحيل.

فالإستحقاق الرئاسي الذي عاد إلى دائرة الضوء لأيام معدودة خلال تواجد أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في بيروت، عاد إلى وضع التجميد اليوم، وقد نقل زوار سفير ناشط في “الخماسية”، أن ما يتمّ التداول به حول تزخيم عملها ليس منسجماً مع واقع اتصالات واجتماعات الدول الخمس المؤلِفة لهذه اللجنة التي تبدو معطلة، أو على الأقل معلّقة حتى إشعارٍ آخر، خصوصاً وأن الهاجس الأمني الجنوبي قد طغى على أي ملفٍ آخر ولا سيما الملف الرئاسي.

بالتوازي، يؤشِّر تطوّر الحرب على جبهة المشاغلة والإسناد لغزة في الجنوب، التي كانت محصورةً ومحدّدة جغرافياً، إلى مرحلة جديدة على المستوى اللبناني سياسياً كما عسكرياً، ولم يكن التطور المتمثل بالرسالة المدوّية للبنانيين خارج مناطق الإشتباك عبر خرق جدار الصوت في مناطق امتدت من الجنوب إلى بيروت وكسروان، إلاّ إنذاراً بأن خرق السيادة والأجواء في العاصمة وضواحيها، قد يكون مقدمة أو تحذيراً، تضعه مصادر ديبلوماسية، في إطار عدم توسيع رقعة الحرب الدائرة في الجنوب، وليس العكس.

وباعتقاد المصادر، فإن الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، قد اطلع من طرفي المواجهة على الجبهة الجنوبية تمسكهما بعدم الذهاب إلى حرب موسّعة، فيما واشنطن هي الطرف الأساسي الذي لا يزال يقف بوجه جنوح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لتوسيع الحرب.

وبناءً على هذه المعطيات، فإن إعلان المرحلة الثالثة من الحرب في غزة، والتي تقضي بتراجع العمليات العسكرية، سينسحب تهدئةً مفاجئة في الجنوب وتراجعاً في وتيرة المواجهات جنوباً، على الرغم من التصعيد الأخير وإنذارات الدول العربية والغربية حول خطر الحرب وامتدادها إلى خارج مناطق الإشتباك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى