معركة ديبلوماسية للتّجديد لـ”اليونيفيل”

صدى وادي التيم – لبنانيات /

كتبت جوانا فرحات في المركزية

في وقت يعيش الجنوب حرب الآخرين على أرضه وبقرار من يمتلك شارة الحرب والسلم في لبنان تحت عنوان حرب مساندة غزة، وفيما لا يزال مشهد قوات حفظ السلام يشكل منفذ الأمان الوحيد لأبناء القرى والبلدات الواقعة على طول الخط الأزرق، يأتي موعد التجديد لسنة جديدة. وللغاية، أودعت وزارة الخارجية والمغتربين بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك رسالة موجهة من الوزير عبدالله بوحبيب إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش تتضمن طلب لبنان تجديد ولاية اليونيفيل لسنة إضافية. فهل ستكون المسألة معقدة خصوصا مع الوضع القائم جنوباً والتخوف من تصعيد شامل؟

ثمة آراء تقول إن المسألة لن تكون معقدة على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان في الجنوب والعلاقة غير السوية بين لبنان والدول التي تدعم إسرائيل. لكن ومع اقتراب جلسة مجلس الأمن المخصصة للتجديد لليونيفيل أواخر شهر آب تتصاعد الضغوط الأميركية لناحية التجديد وشروطه.

وزيرالخارجية الأسبق فارس بويز يؤكد لـ”المركزية” أن مصلحة لبنان المطلقة تكمن في التجديد لقوات اليونيفيل حتى لو لم تتمكن من ضبط الأوضاع في الجنوب “خصوصا أننا أمام مناخ إقليمي متفجر وسيسعى نتانياهو في مسعى لهروبه إلى الأمام للإعتداء على لبنان”.

منذ منتصف السبعينات وعلى الرغم من كل الحروب، بقي التجديد لقوات اليونيفيل قائما لأنه يشكل ضمانة واستقراراً لأبناء الجنوب بكل طوائفهم ومذاهبهم لأنها قوات حفظ سلام وليست قوات إشتباك. لكن الواقع يختلف اليوم. ويكشف بويز ان الإعتراض على التجديد سيأتي من إسرائيل لأنها لا تريد أن يكون هناك شاهد رسمي وموثوق به في حال قامت بالإعتداء على لبنان وهذا قائم في برنامجها.

إذا تحت هذه الحجج ستحاول إسرائيل فرض هذا الموضوع . وعندما نقول إسرائيل، فهذا يعني أن عددا من الدول سيتأثر بقرارها وأولها الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول الأوروبية وذلك تحت عناوين عديدة منها أن هذه القوات غير فعالة وهي مكلفة للأمم المتحدة كما أنها تغطي أعمال الحزب. “إلا أنني لا أتوقف عند هذه العناوين إنما على النوايا، من هنا أتوقع حصول معركة ديبلوماسية في مسألة التجديد لقوات اليونيفيل”يقول بويز، ويستطرد”لكن أعتقد ان عددا من العقلاء الدوليين سيتفهمون ضرورة التمديد ومن يرضخ لإسرائيل فهو حتما يضمر الخراب”.

منذ أكثر من عامين أرادت الولايات المتحدة توسيع مهام اليونيفيل، بحيث تشمل مراقبة مطار رفيق الحريري الدولي وتوسيع مهامها في الجنوب ومراقبة الحدود. الكلام عن هذه النقاط الثلاث قد تثيره واشنطن من جديد كشرط للتجديد لليونيفيل كونه يشكل ورقة ضغط أخرى على حزب الله وقد تؤثر على علاقة لبنان بالأمم المتحدة والأميركي لن يترك ورقة إلا ويستخدمها لتطويق الحزب. فهل سيخضع قرار التجديد هذه المرة لشروط الحرب في غزة وفي حال توسيع مهام اليونيفيل هل ستتمكن من منع التجاوزات؟

“معلوم أن قوات اليونيفيل لا تستطيع أن تفرض جيشا مراقبا إنما هي شرطة مراقبة وهذه المهمة ليست فاعلة .مع ذلك، فإن وجودها في الجنوب أفضل من عدمه إذ سيُغيّب شاهد موثوق من جريمة قد تُرتكب، أضف إلى أنها تمنع من حصول اعتداءات على الأرض ولو بسيطة”.

إنطلاقا من هنا، يضيف بويز، تبرز مصلحة لبنان في التجديد لليونيفيل مهما كلف الأمر، او اقله ان يسعى جاهدا لتحسين التفويض لليونيفيل للقيام بكامل واجباتها وهذا يتم بالتفاوض والعلاقات الدولية ولا يزال لبنان يحظى بعطف ودعم دوليين ويجب أن يستعمله في سبيل تحسين وتطوير دور اليونيفيل”.

وفي ما يتعلق بالجهات اللبنانية، يشير إلى أن “لا مصلحة لدى أي فريق في الإعتراض على دور اليونيفيل خصوصا في هذا الظرف حتى لو كانت صلاحياتها تعيق حزب الله إنما العنوان أهم. ودور هذه القوات يتفوق على التفاصيل الخلافية وأعتقد ان علينا ان نستفيد من كل المعطيات الدولية على رغم تناقضها، وتحديدا في ما يتعلق برغبة إسرائيل في الإعتراض على قرار التجديد سواء من فوق الطاولة أو تحتها بهدف جرّ حلفائها إلى حرب موسعة. لكن ثمة مصالح استراتيجية أخرى ستحول دون انجرار حلفاء إسرائيل وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية التي تدرك وتعلم ان اشتعال الحرب في الجنوب ستتوسع رقعتها لتشمل المنطقة ككل، بما في ذلك الخليج مما يضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع إيران وهذا يشكل مانعا لدى واشنطن من الإنصياع لإسرائيل، وعلى لبنان أن يستفيد من هذا الواقع ويلعب ورقة المصلحة الأميركية التي تؤيد التمديد لليونيفيل في المبدأ”.

وجود قوات حفظ السلام مرتبط اساسا بتنفيذ القرار 1701 فهل تتفاءل الخارجية اللبنانية بالتجديد لها مع الخرق الفاضح لهذا القرار من قبل حزب الله وإسرائيل؟

الثابت ان عدم التزام لبنان بالقرارات الدولية يفقده الثقة بالمجتمع الدولي ،وحزب الله يعلم ذلك أكثر من غيره لكن المهم أن نستفيد من سيئات هذا الأمر لكن ثمة من يؤكد ان الأمور متوقفة على نتائج ومصير الحرب في غزة لتطبيق القرارات في لبنان، فهل ينسحب ذلك على التجديد لليونيفيل؟
“القوات الدولية لديها القدرة ولو نسبيا في تهدئة الأمور وعدم إيصالها إلى ذروتها العسكرية في الجنوب، لذلك أعتقد أن مصلحة الولايات المتحدة أقوى من علاقتها مع إسرائيل وهذا ينسحب على أوروبا. من هنا المعركة الديبلوماسية ليست فاقدة الحظوظ والظرف ليس سلبيا لكن الأمر ليس سهلا وستكون هناك معارضات. خبيثة لمنع التجديد لليونيفيل لكنه سيمر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!