التقدّمي وبعلبك شيّعا دريد ياغي بمأتم حاشد

صدى وادي التيم-لبنانيات/

شيّع الحزب التقدمي الاشتراكي وبعلبك والبقاع الشمالي, نائب رئيس الحزب السابق المناضل المحامي دريد ياغي في مأتم كبير. وشارك في التشييع الرئيس وليد جنبلاط وعقيلته السيدة نورا, رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط وعقيلته السيدة ديانا, نواب اللقاء الديمقراطي الحاليين أكرم شهيب ووائل ابو فاعور وهادي ابو الحسن وبلال عبدالله والسابقين غازي العريضي وعلاء الدين ترو, النائبان ينال الصلح وحسن مراد, الشيخ فادي العطار ممثلا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز, القيادي توفيق سلطان, نائبا رئيس الحزب حبوبة عون وزاهر رعد, أمين السر العام ظافر ناصر, مستشار رئيس الحزب حسام حرب, السيد جوي الضاهر, نائب الرئيس السابق كمال معوض, اعضاء مجلس القيادة والمفوضون ووكلاء الداخلية والأجهزة الحزبية والمؤسسات الرافدة, الوزيران السابقان غازي زعيتر وحمد حسن, النواب السابقون عاصم قانصو والوليد سكرية واسماعيل سكرية, رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع مع وفد من المؤسسة, المحامي سعد الدين الخطيب ممثلا نقابة المحامين, محامون, ممثلون عن حزب الله وحركة امل والحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي والحزب السوري القومي الاجتماعي والجماعة الاسلامية وتيار المستقبل والقوى والفصائل الفلسطينية, ممثلون عن قيادات الجيش والامن الداخلي والامن العام والجمارك, ممثلون عن الاتحادات والنقابات العمالية, رئيس بلدية بعلبك ورؤساء اتحادات بلديات البقاع الشمالي, رجال وعلماء دين, مدراء عامون حاليون وسابقون, ووفود شعبية وحشد من فاعليات واهالي وعشائر بعلبك – الهرمل وافراد العائلة.

شقيق الراحل, المحامي ناجي ياغي القى كلمة باسم العائلة شاكرا الحضور على مواساتهم.

الخطيب
المحامي سعد الدين الخطيب ألقى كلمة نقابة المحامين فقال: “استاذ دريد, كبيرٌ من نقابتنا, عليمٌ في مهنتنا, ومناضلٌ في وطننا, ليسَ فقط من أعمدة بعلبك, إنه أحد أعمدة الحق والعدالة في نقابة المحامين”.
وأضاف: “خمسون عاماً وأكثر ممثلاً للنقابة خير تمثيل, هذه النقابة التي أعطاها من فكره وعلمه وعروبيته ووطنيته. نأتي إلى بعلبك وكأننا نأتي إلى منزلنا, هذه المنطقة التي أعطيتها من فكرك وعلمك وتضحياتك لن تغيب عنها, إنك باقٍ في قلوبنا وضمائرنا. إنَّ العظماء يرحلون بصمت وإنَّ صمتك صارخ.

العريضي
الوزير السابق غازي العريضي القى كلمة الحزب التقدمي الاشتراكي, فقال: جئنا إلى مدينة الشمس, مرافقين الزعيم الوطني الكبير وليد جنبلاط, ورئيس الحزب تيمور جنبلاط, لنودع رمزاً من رموزنا الكبار, ومناضلاً وطنياً فلسطينياً عربياً, التزم طريق المعلم ونور شمسه السياسي والفكري. دريد ياغي المناضل الكبير الانسان الصادق الأمين الملتزم, دافئ اللسان, المحب, المندفع في كل محطات النضال الوطني والعربي, الذي عاش لعقود من زمن برفقة المعلم الشهيد والرئيس الوليد, وكان نِعم الوفي والمخلص والصادق والصابر على الحياة. هكذا عرفنا دريد هذا الرجل الأبيّ الوفيّ من هذه المدينة الكبيرة”.

وأضاف: “جئنا لنقول له هذا الحزب الذي أعطيته عقوداً من عمرك لا يزال على ثوابته ومبادئه وتعاليمه والتزاماته, الحزب الذي قدمت له الكثير تتوالى الأجيال فيُسلّم كل جيل الأمانة إلى جيل جديد, وتبقى الأمانة أمينة في يد الأجيال الجديدة التي تتوارث في هذه المدرسة القيم والنضال, وتستفيد من تجارب الكبار الذين سبقوها. هكذا نحن في الحزب كنا وسنبقى أوفياء وعشنا الوفاء معك, والوفاء منك يا دريد لهذا الحزب ولكلّ رفاقك ورفيقاتك. هذا الحزب يا دريد, عندما أتحدث عن الثوابت أبدأ بفلسطين الأمانة, فلسطين التي عشت قضيتها, وكنت مجاهداً من أجلها, وحاولت أن تدخل إليها من غور الأردن ومعك مقاتلين ومناضلين ومقاومين يوم لم يكن ثمة مقاومة ونضال كما هي الحال اليوم, وكانت الامكانات ضعيفة, اندفعت وذهبت مع رفاق تحمل السلاح في محاولة الدخول إلى فلسطين, التزاماً منك بقضيتها”.

وأردف: “فلسطين اليوم هي القضية, العنوان كانت وتبقى قبلتنا, وها هو زعيمنا ورمزنا وقائدنا انطلق بعد وقت قصير من عملية طوفان الأقصى وكان السبّاق على مستوى كل هذه المنطقة, يومَ قالَ نعم لفلسطين, نعم لشعبها, نعم لمقاومتها في وجه الاحتلال الإسرائيلي, فلسطين أمانة وتبقى أمانة كما أردتها أنت يا دريد, وكما ناضل وعاش كثيرون في الحزب إلى جانب كمال جنبلاط الذي حمل ثورتها وشعبها وقضيتها وحق أبنائها في إقامة دولة مستقلة على أرضهم, هذه هي أولى الأمانات.

“أما الجنوب الذي أوصى به المعلم الشهيد على مدى عقود من الزمن الحكومات اللبنانية لدعم أبنائه وتعزيز صمودهم وبناء مقاومات الصمود, المدارس والمستوصفات والملاجئ, لقد كان أمانتنا, وهو اليوم أمانتنا ونحن على الأمانة أوفياء, هذا هو موقفنا في وجه الاحتلال الإسرائيلي والعدوان المفتوح على لبنان منذ 1948 وحتى الآن. نحن نحمل الأمانتين ونقف في الجانب الصح من التاريخ, لنقول نعم لشعب فلسطين, في قتاله ضد إسرائيل, ونحن مع أهالي الجنوب في جهادهم وصبرهم وصمودهم في مواجهة هذا الاحتلال الذي لا يستهدف منطقة فحسب, بل كانت ولا تزال النوايا تستهدف كلّ لبنان”.

وأضاف العريضي: “في لبنان, في الداخل يا دريد, كنت أحد أبرز المناضلين دفاعاً عن الوحدة الوطنية اللبنانية, عن الرفض في وجه مشروع التقسيم والانعزال والانغلاق. نحن اليوم نتقدم من باب الواجب من أجل إطلاق مبادرات ومحاولات, نقول الأفكار بكل هدوء وشجاعة, لا مسايرة لهذا الفريق أو ذاك, إنما إنطلاقاً من معرفتنا بتاريخ لبنان ومعادلاته وتوازناته وكيفية التعاطي بعد كل التجارب التي مررنا بها. من هنا, كنا أول المبادرين قبل حصول الشغور الرئاسي إلى محاولة التفاهم مع الشركاء في البلد من أجل الاتفاق على رئيس للجمهورية, نتفادى الشغور, نعيد بناء المؤسسات. وبعد الشغور استمرت المحاولات ولا تزال مستمرة حتى اليوم, العنوان والهدف حماية لبنان والكيان في ظلّ ما يجري في المحيط وما يهدد كل كيانات المنطقة. هذه هي المسؤولية الوطنية اللبنانية بعيداً عن خطابات الشعبوية والعبثية والكراهية والعنصرية, والدعوات إلى تفتيت وتقسيم وفيدرالية. هذا هو موقعنا وهذه هي أمانتنا الثالثة, نلتزم باتفاق الطائف ندعو إلى تطبيقه ثم إلى تطويره, عوض الدخول في مراهنات خطيرة جداً لن يحصد منها أصحابها إلّا الخيبات والصدمات, لكن سيدفع لبنان الثمن الكبير بنتيجتها”.

واعتبرَ العريضي أنّه “ثمّة عبء في لبنان, النزوح السوري, اجتمعنا حول مناقشته في المجلس النيابي والحكومة, ومنذ البداية كان لنا موقف ولا يزال, المسألة لا تعالج بالعنصرية, أو التطرف أو الحقد, ثمّة مشكلة معقّدة متشابكة, نحن مدعوون إلى الذهاب نحو موقف وطني لبناني موحد على قاعدته, نناقش الدول المعنية, والدولة السورية رغم موقفنا الثابت من النظام, لكن لا بدّ من المعالجة والحوار مع الدولة السورية. هذا الأمر إذا تعاملنا معه بهذه الروحية, يمكن أن نصل إلى نتيجة واقعية مقبولة, تعالج شيئاً من المشكلة الكبيرة التي هي أكبر من لبنان, أما الدخول في متاهات ودعوات العنصرية والفوضى والشعبوية, فهذا أمر خطير لن يؤدي إلاّ إلى تعميم الفوضى”.

وتابع العريضي: “يا دريد, ثمّة كثير من الكلام حول الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والنقابية والمطلبية على كل المستويات, وانت كنت في طليعة كل التحركات والمظاهرات, ما أقوله لك, ثق تماماً هذا الحزب سيبقى قوياً متماسكاً قائداً رائداً لكل التحركات الوطنية الشعبية التي لا تميّز بالهدف بين مواطن وآخر ومنطقة وأخرى, هذا هو تاريخ الحزب ونحن ثابتون على هذا التاريخ والمبادئ لذلك كل الهيئات الحزبية مستنفرة في هذا الاتجاه”.

وختم العريضي: “يا رفيق دريد ونحن نودعك, نقول لك باسم الزعيم الوطني الكبير وليد جنبلاط, ورئيس الحزب تيمور جنبلاط, وكلّ الرفاق والرفيقات والأنصار في كلّ المناطق اللّبنانية, لن ننسى وفاءك وعطاءك ولطفك ومحبتك ودماثة أخلاقك وحضورك المحبب بين الجميع وسنبقى أوفياء لك, لكلّ مَن سبقك, للرسالة والمبادئ والثوابت”.

بعد ذلك اقيمت الصلاة على الجثمان ووري في مدافن آل ياغي في بعلبك. ثم تقبلت العائلة وقيادة الحزب التعازي بالراحل الكبير.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!