“لحظات رعب” عاشها ركاب رحلة “الموت الوشيك”

صدى وادي التيم – متفرقات /

كان المهندس الأسترالي علي بخاري وزوجته راميزا، على متن رحلة الخطوط الجوية السنغافورية التي أقلعت من لندن، لكن بعد قضاء أسبوعين شاعريين في أيسلندا احتفالا بشهر العسل، شعر الرجل أنه قريب من الموت.

تعرضت الرحلة “إس كيو 321” إلى “مطبات شديدة مفاجئة” فوق بورما، بعد 10 ساعات على إقلاعها متوجهة إلى سنغافورة، الثلاثاء الماضي، لترتفع وتهوي عدة مرات في غضون لحظات، مما أدى إلى مقتل راكب مسن، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح ما زال 20 منهم في العناية المركزة بمستشفى في بانكوك.


وهبطت الطائرة اضطراريا في العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث يعاني كثيرون من الركاب من إصابات في الجمجمة والدماغ والعمود الفقري، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس عن مدير مستشفى في بانكوك.

وكانت تلك التجربة مرعبة بالنسبة إلى 211 راكبا و18 من أفراد طاقم الرحلة.

وحسب الوكالة الفرنسية، يعالج مستشفى “ساميتيفيج سريناكارين” في بانكوك حاليا 6 أشخاص يعانون إصابات في الجمجمة والدماغ، و22 يعانون إصابات في العمود الفقري و13 يعانون إصابات في العظم والعضل وأماكن أخرى، وفق ما أوضح مديره أدينون كيتيراتانابايبول.

رصدت مقاطع فيديو تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي اللحظات العصيبة التي عاشها ركاب رحلة الخطوط الجوية السنغافورية المتجهة من لندن إلى سنغافورة أثناء المطبات الهوائية العنيفة التي تعرضت لها الطائرة.

وقال خلال مؤتمر صحفي: “هذه المرة الأولى التي نعالج فيها مرضى بهذا النوع من الإصابات بسبب الاضطرابات” الجوية، مشيرا إلى أن أعمار المرضى تتراوح بين عامين و83 عاما.

ولقي بريطاني يبلغ من العمر 73 عاما حتفه جراء الحادث

تحدث عدد من الناجين عن لحظات الرعب التي عاشوها، حيث تسبب الحادث في اصطدامات عنيفة حتى أن هناك أثرا في السقف وأصيب العشرات في الرأس، خلال رحلة كانت على ارتفاع 11300 متر.

وقال المهندس بخاري: “ظننت وزوجتي أننا سنموت، لم نعتقد أبدا أننا سننجو من ذلك”.

وأضاف لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إنه وزوجته لم يتعرضا لأذى، لكنه رأى الدماء على وجوه كثير من الركاب الذين أصيبوا بشكل بالغ.

وبينما كانت الأسترالي، كيث ديفيز (59 عاما) يعدّل مقعده في الطائرة، لاحظ اهتزاز كوب الماء الخاص بزوجته، وهم لينقذ الكوب من السقوط، لكنه أوضح للصحيفة “الأمر التالي الذي أدركته هو أننا كنا في الهواء ونندفع نحو السقف”.

قال الرجل إن زوجته اصطدمت بخزانة الملابس العلوية ثم سقطت في ممر الطائرة، بينما اصطدم رأسه بالسقف ثم سقط مجددا على كرسيه، وتابع: “أول شيء فعلته هو الانحناء نحو زوجتي وسؤالها عما إذا كانت بخير. وحينها أدركت أنني أنزف ودمائي تسقط على وجهها”.

وتقبع زوجته، كيري جوردان، حاليا في العناية المركزة وحالتها مستقرة، فيما يعاني الزوج من إصابات سطحية.

“الطائرة هوت فجأة”
قال الراكب البريطاني، أندرو ديفيز، في تصريحات لبودكاست لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إن الطائرة “انخفضت فجأة” ولم يتلقوا “سوى القليل من التحذيرات”.

وأوضح، وفق ما نقلت فرانس برس: “خلال الثواني القليلة التي تلت انخفاض الطائرة، سمعنا صراخاً مروعاً وما يشبه الضجيج” مشيراً إلى أنه ساعد امرأة “تصرخ مستغيثة” وكانت مصابة “بجرح في رأسها”.

وتابع: “اعتقدت أن الطائرة ستتحطم.. لقد هوت فجأة” وفي اللحظة نفسها أضيئت إشارة ربط الأحزمة.

وفي حديثها للإذاعة البريطانية، قالت أليسون باركر إن ابنها جوش الذي كان على متن الرحلة، بعث لها رسالة نصية أبلغها فيها بأنه على متن “رحلة مجنونة” تقوم بهبوط اضطراري.

وقالت: “كان الأمر مروعا.. لم أعرف ما الذي يجري. لم نعرف إن كان نجا، أتلف الأمر أعصابنا. كانت الساعتان الأطول في حياتي”.

كان درو وفيكي كيسلر رفقة ولديهما على متن الرحلة إلى سنغافورة، وقال دور (43 عاما) في منشور عبر إنستغرام إنه أصيب بكسر في الرقبة نتيجة اصطدامه بسقف الطائرة، فيما أصيبت زوجته بكسر في ظهرها، وفق “وول ستريت جورنال”.

لقي راكب بريطاني حتفه وأصيب أكثر من 70 بجروح الثلاثاء عندما تعرّضت طائرة من طراز “بوينغ 777” تابعة للخطوط الجوية السنغافورية إلى مطبّات شديدة أثناء رحلة من لندن وأُجبرت على القيام بهبوط اضطراري في بانكوك.

فيما لم يتعرض الطفلان البالغان من العمر 8 و12 عاما لأي مشاكل طبية.

وقال خبير سلامة الطيران، أنتوني بريكهاوس، لفرانس برس: “ما زال من المبكر جدا تحديد ما حصل تماما. لكنني أعتقد أن الركاب يتصرفون بارتياح شديد على متن الطائرات التجارية.. لحظة إطفاء الطيار إشارة ربط الأحزمة، يزيلها الناس مباشرة”.

وطالما حذر العلماء من أن تغير المناخ سيؤدي على الأرجح إلى ازدياد المطبات الهوائية في السماء الصافية، وهو أمر لا يمكن للرادارات التقاطه.

وخلصت دراسة في عام 2023، إلى أن المعدل السنوي للمطبات الهوائية في السماء الصافية زاد بنسبة 17 في المئة من العام 1979 حتى 2020، مع ازدياد الحالات الأكثر شدة بأكثر من 50 في المئة، وفق فرانس برس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى