قطبة الزيارات الجنبلاطية المخفيّة الى الخارج

صدى وادي التيم-لبنانيات/

احتلت صدارة اهتمام الصالونات السياسية الزيارات الخارجية اللافتة لـ “بيك المختارة”، التي زاد من طين كلامها المبهم بلة صورها القطرية الملغومة، التي حملت اكثر من معنى وتفسير. فالمختارة التي اعتادت منذ فترة ايصال رسائل “عالرايح والجايي” عبر تغريدات من مختلف العيارات، فاجأ سيدها المتابعين بمواقف مباشرة كانت كفيلة بدفع الناس والاطراف الى ضرب اخماسها باسداسها، خصوصا ان “جماعته” حددوا تواريخ وحذروا من مواعيد.

ففي غياب أي تطور داخلي بارز على صعيد التحركات والمواقف المرتبطة بالأزمة الرئاسية، على رغم “هجمة” خماسية باريس المرتدة، يقف لبنان شعبا ودولة على مشارف ازمة بالغة التعقيد، في ظل مشهد يصعب تحليله او تبيان خطوطه، حيث اثارت مواقف جنبلاط الاخيرة الفضول خصوصا انها جاءت بعد زيارات له الى كل من باريس والدوحة، ورحلة مقربين منه الى الرياض، حيث تشير مصادر ديبلوماسية الى ان كلام المختارة ينطلق من معطيات متوافرة مفادها ان الاوضاع اللبنانية ذاهبة الى مزيد من التصعيد، حيث لا حلول استنادا الى مجموعة معطيات يختلط المحلي فيها بالاقليمي، ابرزها:

– الضوء الاخضر الذي حصل عليه رئيس وزراء العدو االاسرائيلي، بعد اجراءات المحكمة الجنائية الدولية، فضلا عن خطوة بعض الدول الاوروبية، التي قرأت فيها المصادر “قبة باط” وموافقة ضمنية على استكمال العمليات العسكرية في رفح.

– التأكيدات التي يسمعها المسؤولون اللبنانيون، ليلا نهارا على لسان المسؤولين الدوليين على اختلافهم، عن حتمية الهجوم “الاسرائيلي” باتجاه لبنان، بعدما باشرت المرحلة الاولى من التدمير المنهجي على الانتهاء، مع اعتمادها سياسة الارض المحروقة عند القرى الحدودية.

– ضغط الوضع الداخلي الايراني، في ظل مهلة الخمسين يوما لانتخاب رئيس للجمهورية، والتي قد يجد فيها حزب الله نفسه “مضطرا” للمبادرة نحو التصعيد جنوبا، وفتح الجبهة لاسقاط المشاريع الدولية او المبادرات المطروحة، او على الاقل تجميدها.

– الاتفاق الاميركي – السعودي، وما سيتركه من تداعيات كبيرة على المنطقة في اكثر من ملف، تحديدا اتفاقات ابراهام.

بناء لكل ذلك، تنقل اوساط مقربة من “البيك”، ان الملفات اللبنانية ستزداد تعقيدا، حيث مخاوفه من عودة لغة العنف والاغتيالات للتصدر الساحة قائمة بقوة، وقد تلقت بعض الشخصيات اللبنانية تحذيرات في هذا الشأن، من هنا فان رئاسة الجمهورية ستبقى “لا معلقة ولا مطلقة”، حيث ثمة من “يدفش” باتجاه ابقاء الامور مفتوحة حتى حزيران موعد الضربة التي ما عادت خافية على احد.

اما على الحدود، فتتابع الاوساط بان القرار الاميركي مبرم بتصفية حركة حماس، في ظل جرعات المنشطات التي تلقتها السلطة الفلسطينية، وانعكست في خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام القمة العربية في البحرين، مقابل اصرار قاطع من حارة حريك على عدم التراجع عن ربط الوضع الجنوبي بغزة، واتمام كافة الاستعدادات لمواجهة تستمر عاما اضافيا.

اما الاهم والابرز، وفقا للاوساط، دعوته الى الهدوء في معالجة ملف النزوح السوري، ارتباطا بالدور الذي يلعبه لدى دروز سوريا في منطقة الجنوب السوري، في ظل الاضطرابات التي تشهدها. ليبقى كلامه الاخطر، في حديثه عن “جهد” عين التينة لفصل المسار اللبناني عن المسار الفلسطيني.

وتساءلت المصادر، هل الكلام الجنبلاطي هو بداية تكويعة جديدة، وسط “الرعب”، من المارد السني في الاقليم والبقاع الغربي، وهو ما قاده الى لقاء الشيخ سعد في باريس بحجة الاطمئنان بناء لنصيحة فرنسية.

فهل فعلا غير البيك مواقفه؟ الجواب صعب، فكلام الليل قد يمحوه كلام النهار والعكس صحيح، فهاجسه الدائم لعبة الاغتيالات التي ان عادت عاد.

المصدر: ميشال نصر- الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!