الحربُ الإسرائيليّة مستمرّة في غزّة وطويلةٌ في الجنوبِ
صدى وادي التيم-لبنانيات/
تعثّرت المفاوضات لوقف الحرب الإسرائيليّة التّدميريّة على غزّة، مع رفض رئيس حكومة العدوّ الإسرائيليِّ بنيامين نتنياهو، موافقة حركة “حماس” على تبادل الأسرى، بعد وقف العمليّات العسكريّة الإسرائيليّة والانسحاب من غزّة وإعادة الإعمار خلال ثلاث أو خمس سنوات، مع عودة النّازحين، حيث رأى نتنياهو بالمرونة الّتي أبدتها “حماس”، فخًّا له، وإظهاره مهزومًا، بعد أن فشل في تحقيق أهداف عدوانه، خلال نحو ثمانية أشهر، وذهب إلى معركة في رفح، فوقف الجيش عند حدودها، بعد أن أقفل المعابر نحوها.
هذا الرّفض الإسرائيليّ، أزعج الإدارة الأمريكيّة برئاسة جو بايدن، الذي يريد تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، لتساعده في حملته الانتخابيّة لرئاسة الجمهوريّة في دورة ثانية، لا سيّما عند النّاخب العربي والمسلم، الذي أبلغه رسالة رفض التّصويت له، لكن نتنياهو خذله، وأسقط المفاوضات، التي لم تتخلَّ عنها أميركا ومصر وقطر، إنّما أُحبطوا من استمرار الحرب، وقتل الأطفال والنّساء والمسنّين الّذين بلغ عددهم نحو ٣٥ ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى والمفقودين، هذا بالإضافة إلى الدّمار الهائل الذي طال نحو ٧٠٪ من الأحياء والمنازلِ.
فالحربُ مستمرّةٌ على غزّة، والمواجهات العسكريّة متواصلة عند الحدود في جنوب لبنان بين “حزب اللّه”والعدوّ الإسرائيليّ، وربط “حزب اللّه” وقفها، بتوقّف الحرب على غزّة.
وسيكون الصيف ساخنًا، كما وعد وزير الدفاع الإسرائيليّ يواف غالانت، لأنه يستعجل عودة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلة، مع بداية العام الدراسي المقبل، إذ نزح نحو ٧٥ ألف مستوطن، وقد وعدهم نتنياهو ووزراؤه وقادة جيشه، أن عودتهم ستكون قريبة، عندما بدأت العمليّات العسكريّة عند الشّريط الحدوديِّ، من قبل “حزب اللّه” في ٨ تشرين الأول، مساندة لـ “غزة”، ومشاغلة للجيش الإسرائيليّ، إلّا أنّ الحرب طالت والمواجهات استمرت، في ظل انقسام سياسيّ وشعبيّ داخل الكيان الصّهيوني، الذي بدأ يعاني أزمة ماليّة واقتصاديّة، وهروب الاستثمارات وحركة هجرة يهوديّة معاكسة بلغت أكثر من نصف مليون إسرائيلي تركوا الكيان ، إضافة إلى أن مستوطني الشمال مع لبنان والجنوب مع غزة، قطعوا الأمل بعودةٍ قريبةٍ وسريعةٍ، وقد تهدّمت منازلهم، ودمّرت مؤسّساتهم.
وهذا الواقع للحرب القائمة والمستمرّة في غزّة، ومساندة جبهة لبنان لها، مع ساحات أخرى للمقاومة فإنّ لا مهلة أو زمن محدّد، لأن تحصل التّهدئة، التي لا يريدها العدوُّ الإسرائيليُّ، قبل القضاء على “حماس” وهو الهدف الأساسي للحرب الذي أعدّ عشرة ألوية لاستكمال الحرب في القطاع، وهي عادت إلى جباليا، التي قال العدو بأن العمليات العسكرية انتهت فيها، كما في خان يونس، والاستعداد للحرب في رفح، وقد تلقى نتنياهو تحذيرات دوليّة، ومنها أميركية للابتعاد عن خوضها، لأنها ستكون كارثية، وستتسبّب بمجزرةٍ بحقّ مليون ونصف المليون من المواطنين الفلسطينيّين الذين تجمعوا في رفح.
من هنا فإنّ صيف غزّة ومعها لبنان، سيكون حارًّا وحاسمًا، وكلّ طرف في المعركة، يريد الانتصار له، إذ يحاول العدوُّ الإسرائيليُّ، بأن يكون الشهر القادم مفصليًّا في الحرب التي تعطلت المفاوضاتُ لوقفها، ولم يعد سوى الميدان، فهو الذي سيقرّر مصير غزة ومعها فلسطين كلها، التي تلاقي تأييدًا دوليًّا لها، واعترافًا بها كدولة مستقلة، وهذا ما أغضب نتنياهو ووزير دفاعه غالانت، وقد فرضت المحكمة الدوليّة عقوبات عليهم، وطالبت بمحاكمتهم مع ضباط إسرائيليّين، وساوت بين الضحيّة والجلّاد، إن ضمّت في قرار المحاكمة قادة في “حماس” وهم رئيس مكتبها السّياسي اسماعيل هنيّة، ومسؤولها في غزة يحي السنوار، والقائد العسكري محمد أبو ضيف.
وبدأ قادة العدوّ الإسرائيليّ يشعرون أنهم بعزلة دوليّة، وتراجع أصدقاؤهم في العالم، لصالح فلسطين التي أصبحت دولة ذات عضويّة في الأمم المتحدة، في وقت توصف إسرائيل الإبادة الجماعية التي ادّعى الصّهاينة أنّهم تعرّضوا لها في ما سمّوها جرائم النّازية، ضدّهم بحرق مجموعات منهم على يد النّازية، الّتي مارسوها كمُجرمي حرب.