السرطان في لبنان يتكاثر نتيجة التلوث والمولّدات الكهربائية
صدى وادي التيم – طب وصحة /
منذ فترةٍ طويلةٍ، يشكو أهالي عدّة مناطق في لبنان من تلوّث تنتجه معامل لتوليد الكهرباء، والنفايات المتراكمة في كلّ مكان، ويقولون إنّ التلوث يسبب الموت البطيء لسكان الأحياء القريبة من الوباء.
لذلك، دعت “هيومن رايتس ووتش” الحكومة اللبنانية إلى تقديم أسباب عدم تحسن البنية التحتية لإدارة النفايات بعد أربع سنوات من آخر أزمة نفايات أدّت إلى تكدسها في شوارع بيروت.
وقالت المنظمة إنّ مطمر برج حمود للنفايات- وهو أحد المطمرين الأساسيين اللذين يستقبلان نفايات بيروت- سيصل إلى سعته القصوى مع نهاية تموز المقبل.
ووفق المنظمة، فإن الحكومة لم تتخذ أي خطوات لتأمين مواقع بديلة للتخلص من نفايات بيروت الصلبة. ويتخوّف سكان المناطق المجاورة وخبراء الصحة العامة من أن تكون الروائح إشارة إلى انبعاث ملوثات سامة في الهواء.
حالات السرطان ترتفع إلى 50%.. والمسؤولون غائبون
لأنّ ساعات تشغيل المولدات زادت، أي باتت تعمل لأكثر من 20 ساعة يوميًا، ازدادت حالات السرطان لأكثر من 50% ، وذلك بحسب دراسة أعدّها باحثون من الجامعة الأميركية في بيروت. وهي دراسة جديدة عن ارتفاع نسب التلوث الهوائي في العاصمة. وأرجعوا ذلك إلى الاعتماد المتزايد على مولدات الكهرباء “الديزل” خلال السنوات الخمس الماضية، مما أدّى إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان لدى السكان.
نتائج الدراسة أظهرت تضاعف هذه المخاطر بشكلٍ كبيرٍ، حيث ارتفعت الإصابات بالسرطان بنسبة تصل إلى 30% في منطقة بيروت وحدها، مما يستدعي ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذا المرض الخبيث.
ووفق الدّراسة، فإنّ نسبة مساهمة المولدات في التلوث العام في بيروت ازدادت حوالي 28% عام 2010، وارتفعت إلى نحو 50%، مما يشير إلى خطورة تلوث الهواء بالمواد المسرطنة.
وبحسب ما أكّدته النائب نجاة صليبا (المُشرفة على هذه الدراسة) فإنّ تلوث الهواء الناتج عن انتشار المولدات الكهربائية الخاصة تضاعف في بيروت من 23% إلى ما بين 46% و50% بين عامي 2017 و2023.
وتركزت الدراسة على جانبين رئيسيين، بحسب صليبا:
• الأول، هو الجزيئات التي تترسب في الرئة، وتسبب أمراض التنفس.
• والثاني، هو المواد المسرطنة الموجودة في هذه الجزيئات. وقد اتضح وجود مواد مسرطنة بشكلٍ خاصٍ من مولدات الكهرباء، بالإضافة إلى مصادر أخرى مثل المركبات والمحارق.
مرض السرطان يرتبط بشكل مباشر بالتلوث
وفي السياق، تؤكّد الدكتورة ماري سيدة لموقع “الأفضل نيوز”، وهي اختصاصية أمراض دم وأورام، أنّ مرض السّرطان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتلوّث، لاسيّما التلوث الناجم عن تكاثر المولدات الكهربائية، وهذا ما يفسّر ارتفاع عدد السرطان في المدن أكثر من القُرى.
وقالت إنّ دخان المولّدات يتكوّن من موادٍ مسرطنةٍ ومضرّةٍ بصحّة الإنسان، لافتة إلى أنّ سرطان الرئة والدم يتنفاسان ليكونا في المرتبين الأولى والثانية من هذه الخطورة.
ولفتت د. سيدة إلى أنّ الجهاز التنفسي “ينضرب” بعد تنشّقه الدائم لثاني أوكسيد الكربون من ذاك الدّخان المسرطن، لما قد يتعرّض المواطن إلى أحد أنواع السرطان ومن بينها سرطان الرئة.
وبرأي الدكتورة سيدة، على الدّولة معرفة خطورة هذا الأمر، والقيام بإجراءات مناسبة لحلّ هذه المعضلة التي تواجه المدن اللبنانية، بالأخصّ مدينة بيروت وطرابلس ومنطقة ذوق مصبح.
مارينا عندس – الأفضل نيوز