إسرائيل تتحدى الجميع وتجتاح رفح

صدى وادي التيم – أمن وقضاء /

عشية دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الثامن, عاد العدو الاسرائيلي ليكشر عن انيابه متعطشاً لدماء المجازر, فعملية اقتحام رفح أصبحت أمراً واقعاً سقط على أهالي رفح كالصدمة. فخلال الحديث عن أجواء إيجابية في المفاوضات تأكد المؤكد, حيث أن مفاوضات الهدنة فشلت, وإسرائيل اجتاحت رفح على رغم المواقف الدولية والإقليمية الرافضة, معرضة أبناء القطاع المهجرين أصلاً إلى تهجير جديد, وواضعة العالم أجمع أمام مسؤولية تاريخية بمنع وقوع إبادة جديدة.
أما في الوقائع, ومع إلقاء العدو آلاف المنشورات التي تدعو سكان رفح والمهجرين اليها الى المغادرة, وفيما أكد الهلال الأحمر الفلسطينيّ انتقال آلاف المواطنين من المناطق الشرقية لرفح, نحو الغرب, انهمرت النيران من السماء على النساء والشيوخ والأطفال, الحائرين أين يذهبون.

والسؤال الذي يطرح نفسه, هل كان بنيامين نتنياهو يخادع الأميركيين قبل غيرهم عند ذهابه الى عملية التفاوض؟ أم أنه يحاول إستلحاق نفسه بمزيد من الجرائم خوفاً من التوصل الى تسوية ما يبدو أن الأميركي يستعجلها بدليل الحركة الجوية المكوكية لمدير وكالة الإستخبارات الأميركية وليام بيرنز.

وفي نبأ عاجل, اجرى رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني, ومع وزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل, وأبلغهما موافقة حركة “حماس” على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار, لكن إسرائيل أعلنت مواصلة العملية في رفح لتحقيق أهداف الحرب بالتزامن مع إرسال وفد للتباحث مع الوسطاء لاستنفاد فرص التوصل لاتفاق بالشروط التي تقبلها.

بدوره, اعلن البيت الابيض ان الرئيس جو بايدن جدد لنتنياهو موقفه الواضح بشأن عملية رفح, وقال إنه وافق على اعادة فتح معبر كرم ابو سالم, لكن هذا الوضوح الاميركي لم يمنع اسرائيل من تنفيذ خطة الاجتياح, اما فتح معبر واحد, فإنه قد لا يجد سكانا فلسطينيين لتلقي المساعدات فكونوا على علم بذلك, والولايات المتحدة التي تعتبر عمليا قد خضعت لرغبات نتنياهو الدموية, وأبلغت جيوش المنطقة وبينها قائد الجيش العماد جوزاف عون بأن معركة رفح قد فتحت.

وخوفاً من رد عنيف للحزب بعد دخول رفح, أعلن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب مع حدود لبنان رافقه تحليق للمسيرات فوق مدينة بعلبك والجوار.

في الداخل اللبناني, وبعد موجة الانتقاد التي يتعرض لها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حول المساعدات الاوروبية, نفى نفيا قاطعا ان تكون هناك رشوة اوروبية او ان تكون هناك مقايضة بينها وبين ابقاء السوريين.

ولكن, هل يمكن ان نرى تقاطعا واسعا وعريضا على التحذير من رشوة ومن امر مريب في الاقتراح الاوروبي, وأن يتلاقى على هذا الموقف, حزب القوات اللبنانية والكتائب وتجدد والتغييريون وايضا التيار الوطني الحر, واخيرا البطريرك الراعي, وان يكونوا كلهم مخطئين في تقديرهم, بينما ميقاتي وحده على صواب؟! 

هذا المعطى يجب ان يدفع برئيس الحكومة الى التريث والى مراجعة حساباته وموقفه من الهبة العتيدة, لان “القصة قد يكون فيها إن”.

الرأي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى