مع اقتراب موعد الامتحانات.. تكاليف الـ After school تنافس المدارس

صدى وادي التيم-لبنانيات/

مع اقتراب نهاية العام الدراسي، يتحضّر التلامذة بمساعدة مدارسهم وأهلهم، لإنهاء هذا الفصل بنجاحٍ، تحضيرًا لمستقبلٍ واعدٍ. فيبدأ العدّ العكسي وتبدأ الدّروس والضغوطات قبل موعد الامتحانات الرسمية بشهرٍ أو اثنين.  

والامتحانات الرسمية في لبنان على الأبواب. ويبقى همّ الأهل أولًا وآخرًا نجاح وإسعاد أولادهم، مهما كلّف الأمر.

فكم سيكلّف الأمر هذا العام بمعناه الحرفي؟

ظاهرة “الساعات الإصافية” تلوح في الأفق، عاملان أساسيان يدفعان التلميذ للّجوء إلى الساعات الإضافية. إمّا رغبته في الحصول على نقاط عالية، وإمّا نتيجة الضغوطات المتنوعة التي مارسها أهله أو أساتذته عليه، وهذه الخطوة في أيّامنا الصعبة، ليست سهلة أبدًا لأنّها تعدّ مكلفة مع أزمة الدّولار تحديدًا.

في جولةٍ قام بها موقع “الأفضل نيوز” في بعض المناطق اللبنانية، تبيّن أنّ أسعار الساعات الإضافية متفاوتة بين مادّةٍ وأخرى، وبين منطقة وأخرى. فمن يُسعِّر؟

تعتبر السّيدة فياض، أنّ مركزها التعليمي من أفضل وأرقى المراكز في منطقة الأشرفية. ولقد تم ترخيصه من قبل الدّولة منذ أكثر من 10 سنواتٍ.

وتشير لموقع “الأفضل نيوز” أنّ أولى سبب نجاح معهدها هو المثابرة والنظام وتطبيق العدل بين الطّلاب. وتقول: “غالبًا ما نرى أنّ لكلّ تلميذٍ قسطًا سيدفعه. نحن لا نتكلّم عن مستواه التعليمي، ولا ساعاته الإضافية، إنّما مكانته الاجتماعية للأسف. وما كنت أشاهده عندما كنت أدرّس سابقًا في مراكز تعليمية، كان يتم التعامل باللا مساواة بين طفلٍ وآخر. فإذا قلنا حصّة الرياضيات (الحصة لدينا تعني الساعة والنصف) للولد الفقير هي 15 دولارًا، فحصّة الرياضيات عينها للصف نفسه 20 دولارًا مثلًا.

وتلفت إلى أنّها مع تفهّم ظروف الأهالي ومراعاة أحوالهم، ولكن ليس على حساب الطلاب الآخرين. بل علينا بشكلٍ رسمي تحديد عدد الساعات وتسعيرها تسعيرة واحدة. وتؤكد أنّ الساعة المكثفة للولد الواحد مع أستاذه، يختلف سعرها مع الحصة المؤلفة من عدّة تلاميذ مع أستاذهم. الحالة الأولى هي طبعًا مكلفة أكثر من الحالة الثانية، وتحتسب حصصها على الشكل التالي: 

حصّة الرياضيات واللغات (العربية والفرنسية والإنكليزية والألمانية) بـ20 دولارًا أميركيًّا، أمّا الحصص الباقية بـ15 دولارًا -هذا في حال كنّا نتكلّم عن “البروفيه” و”الترمينال”- أما الصفوف الأخرى، نفضّل أن نتقاضى عليها شهريًّا، مبلغًا قيمته 450 دولارًا للصغار و600 دولار للكبار. ومن يريد حصصًا إضافية أيام السبت، كلها مدفوعات إضافية عليه.

السّيدة معلوف، ابنة البقاع ومديرة مركز تعليمي يفتح بعد الظهر من الساعة الرابعة لغاية الساعة السابعة مساءً، تعلمنا أنّ تكاليف حصصها متساوية. فمن أراد حصّة إضافية سيدفع 12 دولارًا أميركيًّا. أمّا من يريد الاشتراك شهريًّا، سيدفع بحدود الـ300 دولار أميركي.

وتقول لموقع “الأفضل نيوز”، إنّها تحاول جذب طلابها بكل ما لديها من طاقة، فقط بهدف نجاحهم بالدرجة الأولى، ونجاح مركزها بالدرجة الثانية.

ولفتت إلى أنّ الوضع ليس سهلًا أبدًا، بل غالبًا ما نحاول تفهّم الأهالي الذين يطالبون بتخفيف هذه الأعباء المادية عليهم، سيّما أنّ الدولار يقارب المئة ألف ليرة تقريبًا والرواتب في البقاع لا تزال متدنية.

أما السّيدة فضول، كانت وجهة نظرها مختلفة عنهنّ.

فضّول تؤكّد للموقع أنّ مركزها التعليمي المتواجد في زوق مكايل، يجني الأرباح نتيجة قوّة تعاملهم مع التلاميذ.

وتقول إنّها تركّز على الربح القليل والنجاح الكبير مع أساتذة مخضرمين في التعليم، وتعطي مع كل حصتين، حصّة بمثابة هدية تشجيعًا للطلاب. وتزودهم بدورات تدريبية لهم ولإخوتهم، خصوصًا للطلاب الذين لديهم إخوة، وتعتبر أنّ همّها الأساسي هو نجاح الطلاب، وبالتالي نجاح اسم معهدها، ومن لا يشعر بضيق عيش الأهل في هذه الأيام المرّة، ما من أحدٍ سيشعر بنا أيضًا. فالتعليم رسالة، ورسالتنا في الأخير تلقّي نتائج مُرضية لم نحصل عليها من المدارس.

المصدر: مارينا عندس – الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى