مدينة صور ليست آمنة!
صدى وادي التيم-لبنانيات/
منذ فتح حزب الله جبهة مساندة لغزة على الحافة الجنوبية في 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ظلّت مدينة صور خارج مناطق العمليات العسكرية، واقتصرت استهدافات العدو على سهل القليلة الذي يبعد بضعة كيلومترات عن المدينة، رداً على الصواريخ التي كانت تطلقها حركتا حماس والجهاد الإسلامي من هناك.
وبعد مرور حوالي ثلاثة أشهر ونصف على حرب غزة، وتحديداً في 20 كانون الثاني/يناير الماضي، اغتالت مسيرة إسرائيلية أحد قياديي حزب الله، المهندس علي محمد حدرج، على الطريق الذي يربط البازورية ببرج الشمالي، شرق مدينة صور، ويبعد عنها أقل من أربعة كيلو مترات. وفي 13 آذار/مارس الماضي، عاد العدو وكرّر فعلته باستهداف القيادي الحمساوي هادي مصطفى عند مفرق الحوش-قانا، المتاخم لمدينة صور. ليتبعه أول من أمس، باغتيال ثالث لقيادي آخر في حزب الله يدعى اسماعيل باز على إحدى الطرق الفرعية لبلدة عين بعال القريبة من صور أيضاً.
هذا كلّه، لم يُغيّر واقع وحركة سكان المدينة والمحيط، لكن المستغرب هو طلب قوات اليونيفيل من موظفيها المدنيين الأجانب المقيمين في مدينة صور وضواحيها، بضرورة مغادرتها للسكن في العاصمة بيروت، واعتبار صور مدينة غير آمنة. ومما يثير الريبة أكثر، هو أن هذا القرار أتى بعد زيارة قام بها قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب آرولدو لاثارو، مطلع الشهر الحالي إلى الكيان العبري، حيث التقى بطبيعة الحال، كبار الضباط في الجبهة الشمالية. وربما قد زودوه ببعض ما قد يقومون به من اعتداءات على الجنوب اللبناني.
وثمة تداعيات أمنيّة واقتصاديّة جمّة تترتب على هذا القرار، الذي خلق حالة من الريبة والتوجس لدى الصوريين المطمئنين إلى أن مدينتهم غير المستهدفة من العدو حتى الآن على الأقل، وتسير فيها الحياة بشكل طبيعي، ومطاعمها تعجُّ بالرواد حتى ساعات متأخرة من الليل، وستباشر بلديتها بتحضير شاطئ صور الشمالي لنصب الخيم البحرية واستقبال الوافدين إلى المدينة للاستجمام والسباحة على أهم شواطئ المتوسط.
ولا بدّ من الإشارة هنا، إن قرار اليونيفيل المفاجئ سوف يخسر من جرائه المئات من أصحاب الشقق المستأجرة لموظفي اليونيفيل مردوداً مهماً في خضم الأزمة المالية التي تمرّ بها البلاد منذ ما يزيد عن أربع سنوات.
لكن يبقى رهان الجنوبيين والصوريين ضمناً، على أن أمنهم وأمانهم في عهدة رجال يرابطون في الثغور وعلى الحدود، ويلقنون العدو كل يوم دروساً في الحرب والقتال، لا سيما بعد قيام الحزب في الثلاثة أيام الأخيرة على التوالي، بنصب كمين للواء غولاني على الحافة الموازية لبلدة الضهيرة الجنوبية، وباستهداف القبة الحديدية ومنظومة دفاع “آرو” في مستوطنة كفربلوم، وتنفيذه عملية عسكرية مركبة في عرب العرامشة المقابلة لبلدة علما الشعب اللبنانية، والتي أودت 17 جنديّاً وضابطاً بين قتيل وجريح. وبالتالي، سوف يعيد الكيان حساباته وتقديره جيداً إذا ما أراد توسيع نطاق عملياته ليشمل صور وغيرها من المدن والبلدات الجنوبية الآمنة، أو إذ ما أراد ارتكاب حماقة كبرى عن طريق إشعال الجبهة الشمالية برمتها.
المصدر: مهدي عقيل – الأفضل نيوز