الاسرائيلي حاول جرّ لبنان للحرب بالتزامن مع ردّ إيران
صدى وادي التيم-لبنانيات/
عندما كانت إيران تستعد لتنفيذ ردّها على اسرائيل طُرحت أسئلة في لبنان حول ما سيقوم به حزب الله، وما إذا كان سيدخل “الرد الإيراني” ويوجه صواريخه الى اسرائيل، وهو ما لم يحصل لأن الحزب الذي أعلن أمينه العام السيد حسن نصر الله عن حتمية الرد الإيراني، لا يُريد توسيع الحرب على لبنان بكل بساطة.
يشعر الحزب ببعض الراحة جرّاء التدخل الإيراني المباشر بوجه اسرائيل، ولكنه قلق جرّاء التداعيات التي قد تعصف بالمنطقة بحال ذهبت اسرائيل الى الردّ مجدداً على إيران، وبحسب مصادر قريبة من الحزب والفريق السياسي الذي ينتمي إليه، فإن توسيع الصراع والحرب لا يُفيدانه، ولو أن قيادته ترى بالرد الإيراني حدثاً تاريخياً استراتيجياً سيكون له ما بعده.
من وجهة نظر الحزب لا تزال رغبة إيران عدم توسيع الحرب بالشرق الأوسط، ولكن كان من الضروري الرد على اسرائيل لأنّ الهيبة الإيرانية كانت على المحكّ بعد استهداف أراضٍ إيرانية في سوريا، ويومها لم يكن من المقبول لدى الايرانيين ولا جمهور المقاومة أن يكون الرد محصوراً ببعض قوى المقاومة في الاقليم، حتى وإن كانت نتيجة الرد اندلاع حرب في المنطقة، مع التشديد على ان الإيرانيين والأميركيين لا يُريدونها.
ومثل رغبة إيران، كذلك الحزب، فهو حريص على استيعاب بعض أنواع الجنون الإسرائيلي وعدم تصعيد الحرب، وتُشير المصادر الى أن الاسرائيلي حاول في الأيام القليلة الماضية استفزازه لجره الى التصعيد بالتزامن مع الرد الإيراني، في محاولة من رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو لجرّ الولايات المتحدة الأميركية ودول الأطلسي الى الحرب، وظهر هذا الاستفزاز في ضرب أهداف في جبل الريحان وجبل صافي في مناطق الجنوب التي لا تزال بعيدة عن الحرب اليومية، كذلك في البقاع منطقة النبي شيت.
ومع اشتداد الصراع بين اسرائيل وإيران سؤال أساسي يُطرح حول مصير الجبهة الجنوبية في لبنان، والحرب على غزة، وفي هذا السياق تكشف المصادر أن نتانياهو الذي أعلن تأجيل الدخول الى معركة في رفح يصب تركيزه حاليا على إيران، ويحاول أن يحصل على أقصى دعم أميركي له بوجهها مقابل تسهيل عمل الأميركيين لخطة ما بعد الحرب على غزة، لذلك ترى المصادر أنه ربما تكون الضربة الإيرانية التي حصلت على اسرائيل بداية نهاية الحرب بشكلها القائم من تشرين الأول الماضي، دون أن يعني هذا عدم تحولها الى مكان آخر صعب.
اما في لبنان فلا تزال كل الحلول مستبعدة ومربوطة بما يحصل في غزة، وتُشير المصادر الى أن الاسرائيلي سيزيد من وتيرة استهدافاته الى مناطق جنوبية جديدة، وسيستكمل خطته بضرب كل أمل بالحياة على القرى الحدودية لفترة من الزمن من خلال التدمير، دون أن يؤدي تصعيده الى اندلاع حرب واسعة بحسب الظروف الحالية التي تتغير بشكل متسارع، علماً انه بحسب المصادر فإن الضربة الايرانيّة لاسرائيل تُبعد الحرب الشاملة عن لبنان ولا تقرّبها حالياً، الا بحال اندلعت في كل الشرق الأوسط.
من جهته سيستمر حزب الله بوتيرة عمله المعتاد وسيرفعه مع ارتفاع الوتيرة الاسرائيلية، وسيبقى الحال كذلك الى حين حصول أمر من اثنين، الأول توقف الحرب، والثاني قيام اسرائيل بتوجيه ضربة للبنان لا يمكن للمقاومة تحمّل السكوت عنها، تماماً مثلما كانت الضربة الاسرائيلية للقنصلية الايرانيّة في سوريا.