حبس أنفاس في بيروت خشية اندلاع المواجهة المباشرة من “خط النار” مع إسرائيل

صدى وادي التيم – أمن وقضاء /

رب ضارة نافعة. قول قد ينطبق كثيرا على الحالة السياسية اللبنانية هذه الأيام، لجهة مبادرة أصحاب الشأن إلى معالجة ملفات عالقة، أبرزها إنجاز الاستحقاق الرئاسي المؤجل منذ 31 أكتوبر 2022.

ولعل الرد الإيراني على الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، والذي كاد يشعل حربا إقليمية وأكثر، بعد قصف صاروخي من «ساحات عدة» تدور في فلك طهران لإسرائيل ليل أمس الاول، لعل ذلك يدفع بأهل السياسة اللبنانيين و«سعاة الخير» الدوليين والإقليميين والعرب، إلى توجيه البوصلة لانتخاب رئيس للجمهورية وإطلاق عمل المؤسسات، لإبعاد الخطر عن بلاد لطالما تأثرت بالاحداث الجارية في محيطها.

ليل بيروت والمناطق شهد حبسا للأنفاس لجهة اندلاع المواجهة المباشرة مع إسرائيل من لبنان بصواريخ من العيار الثقيل، وكون لبنان «خط نار» مباشرا مع إسرائيل. وكانت خشية من أن تكون الضربات الإيرانية الجوية والتي أعلن عنها قبل بلوغ أهدافها في فلسطين المحتلة، إلهاء للدفاعات الجوية الإسرائيلية، على أن ينطلق الرد المباشر من الساحة اللبنانية.

في أي حال، تبدو الآن الفرصة مناسبة لبنانيا لـ «التقاط لحظة ما» التي تحدث عنها «سعاة الخير» العرب والأجانب، لإخراج البلاد من المواجهة المباشرة الإقليمية والتي ستستمر فترة لا بأس بها.

وبادر رئيس الحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى اتخاذ خطوات ميدانية في محاولة لتهدئة الساحة الداخلية، ووجه الدعوة إلى جلسة طارئة لمجلس الوزراء صباح اليوم الاثنين «للبحث في التطورات الراهنة».

وأهاب ميقاتي «بجميع الوزراء حضور الجلسة في هذا الظرف الدقيق وطنيا». وفي الفقرة الأخيرة إشارة إلى الوزراء المقاطعين جلسات حكومة تصريف الاعمال منذ الشغور الرئاسي.

في المواقف، تناول البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة الأحد الأسبوعية من بكركي، «النظام اللبناني والكيان الذي وضعه المؤسسون بميثاق وطني سنة 1943. وقد جدد في اتفاق الطائف سنة 1989».

وقال: «إنه ثقافة العيش معا مسيحيين ومسلمين بالمساواة والاحترام المتبادل والمشاركة بالتساوي في الحكم والإدارة. ولكن الإمعان عمدا في عدم انتخاب رئيس للجمهورية يزعزع الميثاق وثقافة الوحدة في التنوع، لأن رئيس الدولة هو ضابط الوحدة الوطنية بحكم الدستور (المادة 49). بغيابه تتفكك العائلة اللبنانية كما هو حاصل».

وأضاف: «هذه الوحدة تقتضي الابتعاد عن الصراعات بالتزامين: الأول، عدم انحياز الدولة إلى أي من المواقف في الأزمات الدولية والإقليمية، إلا في قضايا العرب الكبرى. والثاني عدم انحياز الحكم المركزي إلى أي من الطوائف أو الفئات في الأزمات الداخلية».


وشهدت استراحة الأحد لقاء صدفة «على الواقف» بين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل والنائب السابق د.فارس سعيد، أثناء قيام كل منهما برياضة المشي في جرد العاقورة قضاء جبيل قرب كنيسة سيدة القرن. وهذا اللقاء الاول بين الرجلين، علما أن كلا منهما في موقع سياسي نقيض. ويقيم باسيل صيفا في اللقلوق قرب العاقورة، وفي مكان غير بعيد من سيدة القرن، فيما يتحدر سعيد من بلدة قرطبا المجاورة جنوبا، والتي تشكل أكبر مركز اقتراع انتخابي في قضاء جبيل.

توازيا مع التصعيد في المنطقة، عاشت المناطق الحدودية اللبنانية ليلة هي الاعنف، اذ شملت الغارات الإسرائيلية معظم البلدات الجنوبية. وأدت غارة على بلدة الخيام إلى مقتل رجل وامرأة وإصابة عدد من الأشخاص، إضافة إلى أضرار كبيرة في المنازل.

كما سقط صاروخ قرب مركز عسكري للجيش اللبناني في منطقه مرجعيون دون وقوع إصابات.

وامتدت الغارات قبل الظهر إلى منطقة البقاع واستهدفت بلدتي سرعين والنبي شيت وتم تدمير مبنى بالكامل. كما طالت الضربات الإسرائيلية إقليم التفاح البعيد عن الحدود، مما أدى إلى إصابة مدرسة جباع الرسمية بأضرار كبيرة.

في حين أمطر «الحزب» شمال إسرائيل بالصواريخ. وسقط البعض من الكاتيوشيا في قرى حدودية لبنانية.

ناجي شربل وأحمد عز الدين – “الأنباء” الكويتية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى