إسرائيل تستخدم اليونيفيل صندوق بريد لتطيير الرسائل
صدى وادي التيم-متفرقات/
يوماً بعد يوم تشتد وتيرة القصف الإسرائيلي لقرى وبلدات الجنوب، وتشتد معها عمليات الاغتيال بحق القيادات العسكرية في حزب الله، مع تأكيدات تصدر عن قيادات تل أبيب بمهاجمة لبنان وتعديل الصورة على الحدود الشمالية لتأمين عودة المستوطنين إلى منازلهم، وقد وضعت هذه القيادات شهر آب كسقف زمني لهذا التعديل وعودة الإستقرار قبل العام الدراسي المقبل.
التصعيد المستمر، تعلن الولايات المتحدة من دوائرها الرسمية المتعددة، أنها تسابقه لاحتوائه ومنع تدهور الأوضاع العسكرية في الجنوب اللبناني، لكنّ ما قامت به إسرائيل يوم السبت الماضي يشكّل خروجاً على كل ما تعلنه واشنطن، إذ استهدفت بقذيفة طائرة مسيّرة أربعة مراقبين ومترجم لبناني تابعين للقوات الدولية العاملة في الجنوب.
إسرائيل وعلى الرغم من التلطّي وراء النفي الصادر عن جيشها، إلّا أن الاستهداف حمل رسالة واضحة للأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غويتيريش، وقد أصدرت قوات اليونيفيل بياناً قالت فيه إن أربعة مراقبين تابعين للأمم المتحدة أصيبوا اليوم (السبت)، عندما انفجرت قذيفة بالقرب منهم بينما كانوا في دورية سيراً على الأقدام في جنوب لبنان. وأضافت أنها لا تزال تحقق في مصدر الانفجار، وأنّ استهداف قوات حفظ السلام غير مقبول.
في الاتجاه الثاني لم ترضخ إسرائيل لأيّ موقف أميركي معارض لاجتياح رفح، على الرغم من التحذيرات التي أطلقها البيت الأبيض وإدارة الرئيس جو بايدن، وقد خضعت هذه الإدارة للابتزاز الإسرائيلي في زمن الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكشف الإعلام الأميركي عن الموافقة على صفقة قنابل ذكية ستصل قريباً إلى تل أبيب.
وفي الاتجاه الثالث أرادت أن تقول لحزب الله، إن وجود القوات الدولية لن يمنعنا من عمل عسكري واسع النطاق ضدّ قواتك لأبعادها عن الحدود.
الخبير العسكري لا يستبعد انتقال إسرائيل من الضربات الجوية وعمليات الاغتيال إلى الاجتياح البري أو الحرب الشاملة على لبنان، متناولاً في هذا السياق توسيع قواعد الإشتباك من جانب إسرائيل في مقابل ردّات الفعل الخجولة من جانب حزب الله، مشيراً إلى فقدان التناسب بين الفعل ورد الفعل باللغة العسكرية، مبدياً اعتقاده بتراجع ميداني للحزب على الأرض في مقابل التقدّم الميداني لإسرائيل وصولاً إلى الهرمل، وهي قد تسعى إلى استثمار ذلك من خلال عملية بريّة، لكن لا مؤشرات على ذلك حتى الساعة إذ لا حشود هجومية على الحدود مع لبنان، في موازاة قيامها بعمليات اغتيال تطال قيادات عسكرية في حلب ودير الزور ومحيط دمشق كما في الهرمل وبعلبك، توجع حزب الله، وتجنّبها المواجهة البرية المكلفة معه، لذا هي ليست بحاجة إلى عملية برية راهناً.