حادث مرّوع أنهى حياة هادي… والدته كانت تعتقد أنه نائم حين وصلها الخبر الكارثي”

 

صدى وادي التيم – وفيات/

“دخل ليرقد في السرير من دون أن يتوقع أن الموت بانتظاره بعد ساعات، وأن اتصالاً هاتفياً تلقاه من أصدقائه للسهر معهم سينتهي بكارثة… هو الشاب هادي سنديان الذي فارق الحياة في #حادث سير مرّوع التقطت فظاعته إحدى الكاميرات المزوعة في المكان.

حادث مأسوي

ليل الأربعاء أطلع هادي والدته أنه سيخلد للنوم، دخل غرفته، وإذ باتصال يتلقاه عند نحو الساعة التاسعة والنصف ليلاً، ليخرج بعدها من المنزل للسهر مع أصدقائه من دون أن يُعلم أفراد عائلته، وبعد أن انتهى من جلسته توجه، كما قال مختار بلدته علي النهري، غسان المحكل، “لتناول المناقيش، ركب صديقاه خلفه على الدراجة النارية وانطلقوا، وهم بطريقهم اصطدموا بشاحنة تمر في المكان”، وأضاف أن “الفيديو الملتقط للحادث أظهر قوة الاصطدام لأن هادي لم يستخدم الفرامل لعدم رؤيته للشاحنة التي لم تتوقف، حيث فر سائقها من المكان ليعود ويسلم نفسه”.
لم يكن هادي وأصدقاؤه يضعون الخوذه عند وقوع الحادث، وقال المختار إن “هادي فارق الحياة على الفور، الضربة أتت على رأسه كما تعرض لكسور في يديه ورجليه، كذلك أصيب رفيقاه، أحدهما بكسور في يديه ورجليه، والآخر كانت الضربة على رأسه، هما الآن في مستشفى رياق يتلقيان العلاج”.

كارثة لا تصدق

لم تصدق والدة هادي خبر موت ابنها، هي التي كانت تعتقد أنه في غرفة نومه، ولفت المختار إلى خسارة ” شاب عصامي، طيب وخلوق، استأجر مقهى لتأمين مستقبله وإذ بالموت يغدره وهو في بداية عمره”، وأضاف: “في الأمس ووري في الثرى وسط حزن عميق عمّ البلدة التي فقدت شاباً من خيرة أبنائها. والداه في حالة من الصدمة على الكارثة التي حلت عليهما من دون أي مقدمات، فمن ربياه بدموع العين فارقهما في ثانية”.

شاء القدر أن تكون نهاية هادي بهذه الطريقة المأسوية، لكن ربما لو كان يضع الخوذة على رأسه لما تعرض لكسور في جمجمته، وقد سبق أن شدّد الخبير في السلامة المرورية كامل إبرهيم في حديث لـ”النهار” على ضرورة وضعها لأنها كما قال “شيء أساسي جداً لحماية رأس سائق الدراجة، لذلك شدّد عليها قانون السير الجديد، ومن لا يضع خوذة معرّض للموت بنسبة أكبر بكثير ممن يضعها، لأن أي ضربة على رأسه ستقتله، مع العلم أنه تنبغي مراعاة مواصفات الخوذة، لا الاعتماد على المقلّدة منها التي يجب منع بيعها في السوق”. إبرهيم شرح المادة 18 من قانون السير الجديد، رقم 243، التي تحظر على سائقي الدراجات الآلية والدراجات الهوائية ومرافقيهم، القيادة من دون اعتماد خوذة واقية تحدّد مواصفاتها بقرار يصدر عن وزير الداخلية والبلديات، مربوطة بإحكام تقيهم الصدمات أثناء القيادة.
أما المخالفة فتقع ضمن جدول مخالفات الفئة الثالثة وهي: عدم ارتداء الخوذة، عدم ربطها بإحكام، خوذة غير قانونية، في حين أنّ غرامتها تراوح ما بين 200 و350 ألف ليرة لبنانية. وعن ملاحقة قوى الأمن مخالفات الدراجات النارية، قال: “الأمر مرتبط بآلية عملهم، فيتمّ التشدد في مناطق أكثر من أخرى”، وختم مطالباً سائقي الدراجات النارية عدم الاستهتار بأرواحهم وارتداء الخوذة، كما طالب القوى الأمنية التشدّد بتطبيق القانون، “لا سيما بعد خسارتنا العديد من شبابنا على طرق لبنان، وأيّ حادث مكلف ليس فقط على الضحية، بل على شركائه في المأساة”.

اسرار شبارو – النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!