إسرائيل تفتح جبهة بعلبك… والحزب: للصبر حدود

صدى وادي التيم-امن وقضاء/

يوسّع العدو الإسرائيلي دائرة الاشتباك يوماً بعد يوم. وقد بدأ يضرب العمق اللبناني وصولاً إلى بعلبك ومحيطها. لمرّة ثانية وثالثة… ما أسفر عن سقوط 3 شهداء وعشرات الجرحى خلالّ أقلّ من 24 ساعة. في غارات استهدفت مواقع قيل إنّ لها علاقة قديمة بحزب الله وعملياته. بينما لا يزال الأخير ملتزماً قواعد الاشتباك “حتى الساعة”. لكنّ مصادره تؤكد أنّ “لهذا الالتزام حدود”. مع تخوّف من أن تستهدف ضربات إسرائيل المقبلة منطقة الهرمل

هل باتت الحرب الشاملة قريبة؟ ما هو القاسم المشترك بين المواقع التي استهدفتها إسرائيل يومي الاثنين والثلاثاء الماضي في مدينة بعلبك ومحيطها؟ كيف ينظر الحزب لهذا التطور الأمني؟ وما هي الأجواء الشعبية بقاعاً؟ وهل من خطة (ب) على أرض الواقع لحماية المدنيين؟

حرب مفتوحة… و”لم نستهدف المدنيين بعد”

مصدر مسؤول في منطقة بعلبك الهرمل في الحزب يؤكّد لـ”أساس” أنّنا “في حرب مفتوحة”، وأنّ “امتداد هذه الحرب هو أمر وارد واحتمال كبير”. ويضيف: “حتّى الناس تأقلمت مع فكرة أنّ هناك معركة وأنّ هذه المعركة يمكن في أيّ لحظة أن تمتدّ إلى جميع المناطق. والصمود هنا هو سيد الموقف. وفي حال اشتد الوضع سوءًا ونتمنى ألّا يشتدّ، فهم صامدون”. فالعدوّ الإسرائيلي هو الذي يبادر حالياً إلى خرق قواعد الاشتباك، وذلك برأي المصدر. نتيجةً “تلقّي الاحتلال خسائر في الشمال الفلسطيني. بينما الحزب ما زال ملتزماً بضرب القواعد العسكرية. حتّى لو تجاوزها فهو لا يتجاوزها إلى مناطق مدنية حتّى الآن”.

ماذا عن المواقع التي استهدافتها إسرائيل في البقاع، وفي محيط مدينة بعلبك، يومي الاثنين والثلاثاء؟

الرواية الإسرائيلية ادّعت أنّها استهدفت مراكز صيانة تابعة للحزب، لها علاقة بالمسيّرات الحربية. لكن تثير هذه الرواية استغراب مصادر الحزب . التي تؤكد أنّ التحكّم بالمسيّرات أو إطلاقها من البقاع أمر غير وارد. لكن برأي المصادر فإنّ إسرائيل تحاول تبرير الأذى الذي تسبّبه في المناطق السكنية بهذه الروايات كما هي العادة.

هويّة الأهداف البقاعية… وداتا الإتصالات

ورداً على سؤال حول ارتباط هذه المواقع بالحزب ونشاطه في البقاع، يردّ المصدر في حديث لـ”أساس”: “نحن لسنا جيشاً لوجيستياً. فليس لدينا قواعد عسكرية مفتوحة وثابتة. بل نحن جزء من عملنا هو حرب عصابات. وعملية انتشارنا، مراكزنا ووجودنا، ليست واضحة للعين. وبالتالي هناك أهداف تم إخلاؤها من قبل، أو هي قديمة. ويمكن أن يحصل العدو على بنك أهداف جديدة“.

ويلفت هنا إلى الإمكانيات التقنية الحديثة للعدوّ الإسرائيلي والاختراق الإلكتروني لأجهزتنا ولداتا الاتصالات الرسمية الموجودة جميعها بيد الجانب الإسرائيلي. ولا يستبعد احتمالية تورّط عملاء يصفهم بـ”العامل البشري”، في تحديد هذه الأهداف. ويقول: “لأنّنا لسنا في كيان منفرد ولسنا على قلب واحد. بل نحن مخروقون من جهات متعدّدة. هذا واقعنا وهذا بالطبع له نتائج وانعكاسات سلبية للأسف”. مؤكداً في السياسة أنّ “المفاوضات الأخيرة للتوصل إلى هدنة قد فشلت، والحديث كان عن أوّل يوم في شهر رمضان الفضيل وهذا ما لم يحصل”.

بلدية بعلبك: المدنيون مستهدَفون

رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشلّ، ينقل الصورة البقاعية بعد ضربات بداية الأسبوع. فيؤكد أنّ الأبنية التي تم استهدافها، وإن كانت غير مأهولة، إلا أنّ ضررها طال المارّة والأهالي في الأبنية المحيطة. لأنّها تقع في مناطق سكنية وعلى طرقات عامة. ويضيف في حديث لـ”أساس”: “هذا أذى لا أكثر. وكما يحصل في غزّة، فإنّ الحرب تستهدف المدنيين أو العُزَّل أكثر من العسكريين. وكذلك الحال هنا. فالمناطق المستهدفة سكنية. لأنّ العدو يحاول توسيع المعركة بسبب الضغط الذي يتعرّض له في فلسطين”.

وعن الإجراءات التي تقوم بها البلديات وإمكانية التخطيط لمواجهة أيّ توسع في الاشتباك، يقول الشلّ: “الدولة غائبة. لكنّ الإجراءات محلية. بين الدفاع المدني والهيئة الصحيّة الإسلامية والبلديات. فالدور الأساسي يقع على عاتق المجتمع المدني أكثر من الدولة. ونحن حاضرون على الأرض لتأمين الحاجات اللوجستية. مثل رفع الأنقاض وغيرها. والآليات حاضرة وبالتعاون مع الدفاع المدني”.

ويؤكد عدم وجود جوّ عام من التخوّف في المنطقة. فالحركة جداً طبيعية، من الأسواق إلى المدارس. حيث لم يكن هناك قرار رسمي بإقفالها. بل تُرِكَ الأمر لإداراتها التي كان لها حرية الاختيار. “لكنّ الحذر واجب. وأتمنى من الأهالي عدم التنقّل إلا للضرورة. وعليهم تجنّب الازدحام. وتفادي التجمّع حول المواقع المستهدفة. وعدم التصوير. لأنّ أيّ منشورات على مواقع التواصل حول المواقع المستهدفة هو بمثابة إحداثيات جديدة يمكن أن يستفيد منها العدو الإسرائيلي”.

ماذا عن الأهالي؟

أما الأهالي في المنطقة فبحسب جولة سريعة على الآراء، انقسموا إلى قسمين:

– القسم الأوّل ارتفعت عنده نسبة المخاوف مع توسّع دائرة القصف. ويخشى فعلياً من حرب شاملة.

– والقسم الآخر يهرب من مخاوفه ويعلّق آمالاً على المفاوضات الإقليمية. وعلى زيارة الموفد الأميركي الخاص آموس هوكستين الأخيرة إلى بيروت. حيث التقى مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. ويعتبر هؤلاء أنّه قبل انتهاء أيّ معركة يكون التصعيد سيّد الموقف. ويكون هذا التصعيد جزءاً من مسار التوصلّ إلى حلّ. ويرون أنّنا لو كنّا مقبلين على الحرب الشاملة لكان الحزب فتح الحرب على مصراعيها. لكنّ الحزب يدرك أنّ النتائج ستكون وخيمة على لبنان. وأن الوضع ليس كما كان عليه في العام 2006. كما ويدرك الأهالي أنّ المواقع المستهدفة ليست أهدافاً عشوائية،.وكل مكان يتم قصفه هناك معلومات معيّنة حوله. غير ظاهرة للعيان إلا لفئة محدّدة من قيادات المقاومة.

كل الاحتمالات واردة حتّى الساعة. فإمّا حرب مفتوحة وإمّا تهدئة شاملة تبدأ من غزّة وتمتدّ إلى لبنان جنوباً وبقاعاً. وإما “تمريك” نقاط ومرحلة عضّ أصابع وخسارات طويلة الأمد بين الطرفين… إلى حين تفرض الظروف الإقليمية واقعَ حالٍ جديداً.

المصدر: أساس ميديا – نهلا نصر الدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!