رسائلُ هاتفيةٌ للتخويفِ والتجنيد…حربٌ نفسيةٌ إسرائيليةٌ على الجنوبيين

صدى وادي التيم-لمن وقضاء/

في الأسابيع الأولى للحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان، أثبتت إسرائيل بالدلائل القاطعة امتلاكها لكامل داتا اتصالات اللبنانيين، رغم كل ما يحاول البعض قوله بهذا الخصوص، فكانت الأرقام والعناوين والمواقع بحوزة العدو يستعملها كما يشاء ويرغب.

في الأسابيع القليلة الماضية برزت طريقة أخرى يستخدمها العدو في سبيل أكثر من هدف في الجنوب، منها ما يتعلق ببث الرعب وتخويف السكان بغية تهجيرهم، ومنها ما يتعلق بتجنيد عملاء من البيئة الجنوبية، بحال حالفه الحظ، وهذه الطريقة تقوم على إرسال رسائل نصية، من أرقام أجنبية، أو صفحات آلية، على أرقام هواتف الجنوبيين، وتطبيق الواتساب أيضاً.

بحسب معلومات “الأفضل نيوز” فإن رسالة وصلت لأشخاص في صير الغربية في الجنوب، تطلب منهم إخلاء منازلهم لأن الجيش الإسرائيلي سيقوم بضربها، كذلك وصلت رسائل مشابهة لأشخاص في بلدة عدشيت الجنوبية، وفي هذه البلدة هناك معلومات عن وصول رسالة إلى شخص تحتوي على تهديد لأحد أبناء البلدة، وطُلب من الشخص متلقي الرسالة أن يوصل تهديد الإسرائيليين للشخص المعني.

كذلك منذ ساعات وصلت رسالة الى أحد أبناء بلدة برعشيت الجنوبية، من رقم أجنبي، مكتوب فيها: “هل يوجد بالقرب من منزلكم أحد المنازل لحزب الله أو حركة أمل أو حركة حماس، للتعاون مع جيش الدفاع الإسرائيلي مع ضمان السرية التامة للمتعاون”.

بحسب المعلومات فإن أهالي برعشيت شعروا بأن استهدافاً قريباً سيحصل لبلدتهم، وهو ما حصل ليل السبت عندما تم استهداف منزل بالقرب من وسط البلدة، كان خالياً، لكن حجم الضربة الكبيرة تسبب بإصابات كثيرة بين المدنيين، بالإضافة الى تضرر المنازل المحيطة.

يُمارس العدو الإسرائيلي إلى جانب عدوانيته، حرباً نفسية على اللبنانيين عموماً، والجنوبيين خصوصاً، إذ تضع مصادر جنوبية هذه الوسائل الإسرائيلية في سياق الحرب النفسية على بيئة المقاومة، علماً أنه منذ فترة قام بعض صغار النفوس والعقول بممارسات شبيهة أدت لبث التوتر في القرى، ولكن اليوم بات أبناء الجنوب أكثر وعياً في مقاربة هذه الرسائل وهذا النوع من الحروب.

بالنسبة إلى المصادر لا شكّ أن الإسرائيلي في سياق توسيع عدوانه على القرى الجنوبية، يُريد إلى جانب أهدافه الأساسية باستدراج الحزب إلى الحرب الواسعة، أو دفعه لاستعمال ما لديه من أسلحة لا يزال الإسرائيلي يجهلها، واستهداف مراكز واغتيال شخصيات مهمة في المقاومة، يُريد تهجير عدد أكبر من سكان القرى الجنوبية لمحاولة خلق ضغوطات إضافية على المقاومة، فإذا كان عدد النازحين الجنوبيين قد وصل إلى حوالي 100 ألف مؤخراً، يُريد الإسرائيلي مضاعفة العدد لزيادة الضغط، ومن هنا يستعمل هذه الوسائل النفسية.

تؤكد المصادر أن فعل الصمود هو فعل مقاومة بحد ذاته، ولكن بنفس الوقت لم يكن النزوح يوماً فعل ضعف، بل هو فعل ضروري في أوقات معينة، تماماً كما حصل في القرى الحدودية، أما في القرى الجنوبية الخلفية فلا يزال الصمود مستمراً، وأغلب النازحين يتواجدون في هذه القرى.

المصدر: محمد علوش – الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى