مستوطنات الشمال اصبحت مدن اشباح
صى وادي التيم-متفرقات/
تعدّ كريات شمونة واحدةً من أبرز مدن الكيان المؤقت، خاصةً في منطقة شمال فلسطين المحتلة، لأنها المركز الإقليمي للمستوطنات المحيطة بها، في الخدمات الصحية والصناعة وخدمات الأعمال والتجارة.
لذلك فإن المقاومة الإسلامية في لبنان بتكرار استهدافها اليومي لهذه المدينة الاستيطانية، التي تبلغ مساحتها حوالي 14.75 كيلومتر مربع (أي ما يساوي 4 أضعاف مساحة مدينة صور)، تحوّلها فعلاً الى مدينة غير صالحة للسكن (وصفها أحد المواقع الإسرائيلية بمدينة أشباح)، وغير قادرة على تأمين احتياجات المناطق الأخرى، إلا بعد أن يصار إلى ترميمها. وعليه يثبت حزب الله بالميدان (لا بالشعارات فقط)، تهشّم وتآكل الردع والقوة الإسرائيلية، لأن ما يحصل غير مسبوق منذ نشوء الكيان عام 1948 وما قبله أيضاً.
وبعد التعمّق والتدقيق في الصفات والمزايا التي تتمتع بها هذه المدينة، سيتبين للكثيرين بأن ما تقوم به المقاومة الإسلامية خلال جبهة المساندة للمقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى، أضخم وأكبر بكثير مما يظهر على شاشات التلفزة.
وهذا ما دفع برئيس بلدية كريات شمونة أفيخاي شتيرن، إلى أن يصرّح مؤخراً، بأنّ وضع المستوطنين في الشمال بعد 4 أشهر بات لا يُطاق، وتحت ضغط فظيع. مضيفاً: “نحن، منذ 4 أشهر، خارج المنازل. ما الأهداف في الشمال؟ وفق أيّ ظروف سيعيدوننا؟” مشيراً إلى أنّ “حرب التنقيط بالنيران، التي كانت في الجنوب، انتقلت إلى الشمال”. متسائلاً: “من أين وصلنا إلى أن دولة إسرائيل تتوسل للتوصل إلى حل سياسي مع حزب الله؟”.
فما هي أبرز وأهم المعلومات حول كريات شمونة؟
_ منذ بداية معركة طوفان الأقصى، وبسبب جبهة المقاومة في لبنان، نزح عن هذه المدينة 23 ألف مستوطن من سكانها (مع الإشارة إلى أنه بحسب بيانات وتقديرات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي (CBS) حتى نهاية كانون الأول / ديسمبر 2023 فإنه يعيش في كريات شمونة 23.515 مستوطن)، وما زاد وضعهم سوءاً قيام بعض الفنادق التي تأويهم مؤخراً، إلى تهديدهم بضرورة إخلاء غرف إقامتهم (ربما خشية من أصحاف هذه الفنادق من عدم إقرار حكومة نتنياهو ما يطلبونه من مستحقات مالية).
_يعدّ قرار حكومة نتنياهو بإجلاء مستوطني هذه المدينة ضربة استراتيجية للمشروع الاستيطاني في منطقة الجليل الأعلى، لأن كريات شمونة تعتبر مقياساً للاستقرار الأمني على الحدود الشماليّة مع لبنان، وتشهد في السنوات العشر الماضية طفرة في تطورها الاقتصادي، خاصةً في قطاع الهايتك.
_أقيمت هذه المدينة عام 1949على أنقاض قرية الخالصة (التي هُجّر أهلها الى جنوب لبنان)، على بعد أربعة كيلومترات من الحدود، بهدف تفريق المستوطنين في جميع أنحاء فلسطين المحتلة ومنع تمركزهم في المدن الساحلية، وتعزيز السيطرة الأمنية في المناطق البعيدة عن المركز وبهدف منع عودة الفلسطينيين.، وتعد أكبر مدينة استيطانية في منطقة إصبع الجليل، لذلك تم اتخاذها كمركز إقليمي للمستوطنات المحيطة في الخدمات الصحية والصناعة وخدمات الأعمال والتجارة.
_ للمفارقة تعني كلمة “كريات شمونة” بالعربية “مستوطنة الثمانية”، بحيث اختير لها هذا الاسم لتخليد ما يزعمون بأنه بطولة 8 مستوطنين اختاروا القتال “حتى الموت ولا الرحيل” في معركة تل حاي (الملاصقة للمدينة عام 1920).
_ أبرز معالم المدينة الاستيطانية:
1)متحف كريات شمونة الذي أقيم مكان مسجد الخالصة الذي بُني عام 1906.
2)يوجد فيها منطقتين صناعتين تضمان العديد من الشركات والمصانع خاصةً تلك المتعلقة بالحرف اليدوية والأقفال والكراجات والنجارة.
3) في 2 أيلول / سبتمبر 2020، تم إطلاق المركز الإسرائيلي الدولي لتكنولوجيا الأغذية فيها.
4)6 مدارس ابتدائية تسع لـ 1800 تلميذ، و4 مدارس ثانوية تسع لـ 1750 تلميذ، و5 مدارس لتعليم ذوي الحاجات الخاصة أو للتعليم المهني والتقني، بالإضافة الى كلية جامعية ومدرسة دينية.
5)عشرات المطاعم والمؤسسات السياحية.
6)مهبط للطائرات يستخدم مؤخراً للتدريب على الطيران المدني.
المصدر : الخنادق