غِمارُ حربِ الصوت والصورة المزيفة: بوتين وماسك وخطر الذكاء الاصطناعي
صدى وادي التيم-متفرقات/
في العصر الحديث، أصبحت التكنولوجيا وسيلة قوية لتعديل الواقع وخلق محتوى “مزيف” يمكن أن يؤثر على الرأي العام ويزعزع الثقة في وسائل الإعلام التقليدية.
ومن بين التقنيات الحديثة التي يتم استخدامها بشكل متزايد هو الذكاء الاصطناعي وتصويبه نحو تزييف الفيديوهات، وتعديل الأصوات والتصريحات كما يريد المُزيِّف، مما يثير قضايا جديدة وتحديات متنوعة للإعلام والمجتمع على حدّ سواء.
وفي هذا السياق، تعتبر الفيديوهات المزيفة التي تنشأ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من أبرز التحديات التي تواجه الإعلام ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. إذ تتميز هذه الظاهرة بتوفير محتوى مزيف يبدو وكأنه حقيقي، مما يشكل تحديًا كبيرًا لتمييز الحقيقة من الخداع!
وهنا لا بُدَّ من ذكر تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة: مثل تقنية “Deepfake” التي تسمح بإنشاء فيديوهات مزيفة بجودة عالية تبدو وكأنها حقيقية. وتعتمد هذه التقنيات على تعلم الآلة والشبكات العصبية الاصطناعية لتوليد صور وأصوات تشبه تلك الحقيقية بشكل مدهش..
وتأكيداً على ذلك، أعربَ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة له على فوكس نيوز عن قلقه إزاء هذه الاستخدامات وما يليها من مخاطر وتداعيات كبيرة، وشدّد في السياق نفسه على ضرورة التعامل معها بحذر وتحديد إطار قانوني وأخلاقي لاستخدامها بشكل مناسب وفعّال يخدم المصلحة العامة.
وفي خضم حرب الصوت والصورة المزيّفة، أصيب البيت الأبيض الأسبوع الفائت بقلقٍ مفاجئ من فبركة صور إباحية للمغنية تايلور سويفت، حيث رأى توم كين جونيور (عضو في الكونغرس) أن الذكاء الاصطناعي يتطور بوتيرة أسرع من الضوابط اللازمة لها.. وأضاف: سواء كانت الضحية سويفت أو غيرها علينا وضع حواجز لمكافحة هذه الظاهرة المقلقة.
وفي قبالة ذلك، أكّد إيلون ماسك رائد الأعمال ومؤسس شركات: تسلا وسبيس إكس ونيورالينك، على خطورة الذكاء الاصطناعي، حيث قال إنه يعتبره “أكبر تهديد وجودي” للبشرية. ودعا ماسك في الإطار نفسه إلى ضرورة وضع تشريعات وسياسات تنظم استخدام التكنولوجيا الذكية، مع التركيز على السلامة والأمان والأخلاقيات.
واستكمالا لما سبق، فإن التأثيرات السلبية على الإعلام والمجتمع تندرج ضمن العناوين التالية:
فقدان الثقة: يمكن أن يؤدّي استخدام الذكاء الاصطناعي في تزييف الفيديوهات إلى فقدان الثقة في وسائل الإعلام والمعلومات.
تضليل الجمهور: يمكن استغلال الفيديوهات المزيفة لنشر أخبار كاذبة أو تضليل الجمهور بشأن الأحداث والشخصيات العامة.
زيادة التوتر الاجتماعي: قد تؤدي تلك الفيديوهات المزيفة إلى زيادة التوتر الاجتماعي والصراعات بين الأفراد والجماعات.
التأثير على السياسة: يمكن أن يستخدم تزييف الفيديوهات كأداة للتأثير على العمليات السياسية والانتخابية وتشويه صورة السياسيين.
أمّا الحلول المقترحة لتصويب استخدام هذه الظاهرة، تتمحور حول:
تطوير تقنيات الكشف: يجب تطوير تقنيات جديدة للكشف عن الفيديوهات المزيفة وتحديد مصادرها.
التوعية العامة: تعزيز الوعي بين الجمهور حول خطورة تزييف الفيديوهات وضرورة التحقق من مصداقية المعلومات.
تشريعات وسياسات: اتخاذ إجراءات قانونية لمعاقبة الأفراد والجهات التي تنشر فيديوهات مزيفة بهدف التضليل.
من هنا يجب على وسائل الإعلام والمجتمع أن يتعاملوا بجدية مع تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في تزييف الفيديوهات، واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على نزاهة الإعلام..
وهذا يطرح العديد من التساؤلات التي تحدثت عن مدى تدخل وسيطرة الذكاء في حاضرنا ومستقبلنا، فإلى أي حد ممكن أن يصل هذا الاستعمال؟ وهل من الممكن السيطرة عليه في المستقبل؟
المصدر: ملاك درويش – الأفضل نيوز