الجنوب على شفير الحرب… ومُحاولة لتفريغه !

صدى وادي التيم-امن وقضاء/

في لقاء لـ«الجمهورية» مع سفير دولة كبرى، تمنّى عدم ذكر اسمه، كان عرض شامل لمشهد المنطقة في ظل الحرب القائمة. فعن غزة قال صراحة انّها طالت كثيراً، ولا بدّ من بلوغ تسوية تنهيها. وعندما سُئل عن الضغط الاميركي قال: «املك ما يؤكّد انّ الاميركيين يضغطون، ويريدون الوصول الى هدن تمهّد لإعادة الاسرى ووقف اطلاق النار، ولكن لا جواب لديّ لماذا لم يتجاوب نتنياهو حتى الآن». وعندما يُسأل عن العملية التي تهدّد بها اسرائيل لاجتياح رفح، اكتفى بالقول: «هذا يعني حرباً طويلة ومزيداً من الضحايا والدمار».

واكّد السفير عينه «أنّ كل منطقة الشرق باتت في خطر كبير؛ جبهة اليمن شديدة الخطورة، ومخاطرها اقليمية ودولية أبعد بكثير من إعاقة الملاحة في البحر الاحمر ومضيق باب المندب. وجبهة غزة مفتوحة ولا افق لها حتى الآن، وجبهة لبنان، آسف أن اقول انّه على شفير حرب. ولكن، لنكن صريحين، كلّ الاطراف في المنطقة في مأزق كبير جداً، ولا يغيّر في ذلك عدم اعترافها بذلك».

وأمّا عن لبنان، فقال السفير ما حرفيته: «كل ما نتمناه هو ألاّ ينزلق لبنان الى حرب، وكما انّ اسرائيل في مأزق، فلبنان في مأزق اكبر، فواقعه الداخلي مربك بأزمات سياسية واقتصادية ومالية، يُضاف اليها التهديد الأمني المتزايد على جبهة الحدود الجنوبية. فكما سبق وقلت الوضع هناك على شفير حرب، لن اتحدث عن انتصار لهذا الطرف او ذاك، بل اتمنى على كل الاطراف ان تقدّر حجم الكارثة التي يمكن ان تخلقها هذه الحرب، فالجميع سيتأذون، وقد نقلنا التحذيرات بصورة مباشرة الى الجانبين اللبناني والاسرائيلي لتجنّب الكارثة، التي قد لا تكون محصورة هنا، لأنّ الحرب في اعتقادنا إن اشتعلت على جبهة لبنان، لا أحد في امكانه أن يتخيّل مداها الجغرافي، حيث انّها قد تشكّل فتيلاً لحرب اقليمية واسعة».

في موازاة التصعيد في وتيرة التهديدات الاسرائيلية، التي ترافقت مع الاعلان عن نقل جيش العدو لفرقة مدرّعة من غزة الى جبهة الشمال مع لبنان، ابلغ مسؤول رفيع إلى «الجمهورية» قوله: «بمعزل عن التطورات في غزة، وفشل الحرب الاسرائيلية في تحقيق اهدافها التي حدّدها نتنياهو بالقضاء على «حماس» واسترجاع الأسرى الاسرائيليين، فإنني ومنذ بداية هذه الحرب، لم اخرج من حسباني أن يُقدم العدو على عمل مجنون ضدّ لبنان».

واكّد المسؤول عينه «أنّ تلويح إسرائيل بعملية عسكريّة على رفح، يحظى بلا أدنى شك، بتغطية ضمنية من الدول التي غطّت حربها على غزة، وتريد لها ان تخرج منتصرة منها، سواءً في غزة عبر تفريغها وتهجير فلسطينيي غزة ورفح الى خارجهما، وتقرأ هذه التغطية في دعوة الرئيس الاميركي جو بايدن لنتنياهو بعدم الدخول الى رفح من دون خطة موثوقة للمدنيين. وكذلك تريد لها ان تخرج منتصرة في المواجهات الدائرة على جبهة الشمال مع لبنان، حيث لوحظ أنّ التصعيد الاسرائيلي قد تزايد في الآونة الأخيرة ضدّ المناطق اللبنانية، في ما بدا انّه محاولة لتفريغ منطقة الحدود الجنوبية من اهلها وتهجيرهم بالنار والتدمير الممنهج للقرى الى خارجها، بما يفرض على لبنان امراً واقعاً جديداً وضاغطاً عليه للقبول بترتيبات تريد ان تفرضها في تلك المنطقة تحت عنوان «توفير الأمن لمستوطناتها».

المصدر: الجمهورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!