الحزب للحلفاء: الحرب اقتربت
صدى وادي التيم-امن وقضاء/
يتصرف حزب الله على الجبهات القتالية وكأن الحرب واقعة غدا مع اسرائيل ما يحتم على بيئته العسكرية والمدنية التحضير جيدا للمنازلة الكبرى التي قد تؤدي الى تدمير قرى بحالها وتتمدد نحو مناطق جديدة ليست في الحسبان الشعبي او الرسمي اللبناني.
التطمينات التي يطلقها بعض المسؤولين اللبنانيين عن أن الطرفين، اي حزب الله واسرائيل، غير قادرين على فتح الجبهة الجنوبية يُعارضها التصعيد الميداني وتحديدا الاسرائيلي حيث أبلغت تل أبيب الدول المعنية بالملف اللبناني من فرنسا والمانيا الى روسيا بأن حرب الاغتيالات مستمرة ولو كان الهدف في أقصى الشمال اللبناني، لأن المسؤولية المترتبة على القيادتين الامنية والسياسية في اسرائيل بعد السابع من تشرين الاول الماضي تحتم عليهما الذهاب بعيدا في الحرب ضد أجنحة طهران في المنطقة، رغم معارضة واشنطن لهذا التصعيد.
ما يؤكد توجه اسرائيل الى حرب على حدودها الشمالية مع لبنان، المواقف التي أبلغتها عواصم اوروبية للمسؤولين اللبنانيين وما سمعه الحزب أيضا من الاستخبارات الالمانية التي دعت الى التيقظ والذهاب نحو الحلول الدبلوماسية لما فيه مصلحة للبلدين ولحزب الله على وجه الخصوص. وعلى عكس ما صرَّح عنه في الاعلام لناحية التطمينات بذهاب المنطقة نحو السلام والاستقرار، كان عبد اللهيان يؤكد في الضاحية الجنوبية خلال لقائه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن طهران داعمة للحزب في أي قرار يتخذه وأن الامور مع واشنطن لم تصل بعد الى نوع من الهدنة بل تزداد تعقيدا.
وفي بيان حزب الله بعد لقاء عبد اللهيان بنصرالله، وردت جملة “تم التباحث حول المستقبل القريب للأوضاع في لبنان والمنطقة”، في اشارة الى أن التطورات تتسارع على الجبهة وأن الاسبوعين المقبلين مفصليين لكافة الساحات التي اشتعلت، وفق ما يؤكد مقربون من الحزب. وبرأي هؤلاء فإن قيادة حزب الله أوضحت لعبد اللهيان أنها في جهوزية عالية لأي تطور اسرائيلي وقادرة على تحقيق النصر في حال قررت اسرائيل فتح الجبهة الجنوبية.
ووفق المعلومات فإن حزب الله اتخذ كل التدابير المرتبطة بقياداته في أكثر من منطقة لبنانية، وقد حضَّر كل التفاصيل الدقيقة للهجوم على المنطقة الشمالية بما فيها وحدات الاقتحام، كما أوكل مهمات لوجستية لعناصر من سرايا المقاومة وأبلغ المعنيين من الاحزاب الحليفة والمتواجدة في القرى الجنوبية أن العد العكسي للحرب ضد اسرائيل بدأ وان التنسيق العسكري يجب أن يكون في أعلى جاهزيته لاسيما مع حركة امل التي انخرطت فعليا بالحرب ويمدها الحزب بالصواريخ ويُخضع عناصرها لتدريبات مكثفة منذ بداية الحرب وعلى يد نخبة من عناصره.
ومن مؤشرات التصعيد ايضا على الجبهة الجنوبية ما تحدثت عنه هيئة الاذاعة الإسرائيلية، والتي اشارت الى أنه “لا مفر لإسرائيل من الحرب مع حزب الله وهي السبيل الوحيد أمام تل أبيب لإعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم”. وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع ضغط المستوطنين في الشمال على نتنياهو وحكومته من أجل التحرك لاعادتهم الى منازلهم المهجورة. ويرى هؤلاء بحسب ما ينقله الاعلام الاسرائيلي، أن الدبلوماسية لن تكون الحل لأن الحزب سيبقى عنصر تهديد لأمنهم في حال لم تكتمل التسوية الكبرى وبرعاية دولية.
ومن المؤكد أن غارة جدرا قبل يومين فتحت الباب أمام مزيد من عمليات الاغتيال الاسرائيلية على امتداد مساحة لبنان، وتتخوف مصادر عسكرية من أي حماقة قد ترتكبها تل أبيب في حال رصدت استخباراتها هدفا مهما بالنسبة اليها فهي لن تتردد بقصفه حتى ولو كان في وسط العاصمة بيروت.